السبت 07 آب , 2021 12:43

هل حانت لحظة عودة درعا الى حضن الدولة السورية!

درعا

من المعلوم ان الحرب الكونية على سوريا أدت الى تغييرات ديموغرافية وجيوستراتيجة في عموم البلاد وعلاقة الدولة السورية مع التنظيمات الإرهابية. فتارة تنأى باتجاه المصالحة وطوراً تلجأ للخيار العسكري الحاسم .

مسألة درعا والجنوب السوري عموماً، لها أبعاد استراتيجية لعلاقة سوريا مع جارها الاردني من جهة، وعدوها الاسرائيلي من جهة أخرى. وليس خافياً الدور الإسرائيلي المباشر في الحرب السورية واللعب على التوازنات بين الفصائل المتناحرة ومدّهم بالدعم العسكري واللوجستي بهدف اسقاط النظام .

ورغم الثغرات العديدة التي عادة ما تحصل في عملية المصالحة، الا ان الجانب الروسي فرض هدوءاً مهماً على هذه الجبهة طيلة السنوات الثلاثة الماضية وتفرد بالعديد من صفقات المصالحة.

أما الكيان الصهيوني الذي أخذ موضوع الجنوب السوري الحيز الأبرز من مخططها وتمددها من الجولان وحتى بساتين الرازي، سعت بكل قوتها الى التمدد نحو العاصمة وانتزاع ورقة الجنوب من قبضة النظام.

ورغم كل محاولاتها فقد أدركت فيما بعد مدى فشلها الإستراتيجي، بعدما فرض واقع جديد تمثل بالوجود الايراني الذي أصبح شغلها الشاغل في المحافل الدولية والاقليمية واستهداف بعض نقاطه في مجمع المساحة السورية.

اليوم انتهت مدة التسوية السورية مع انخراط واشنطن مباشرة في الجنوب عبر مستشاريها وتحديداً عند الحدود مع الأردن، ما يعقّد المشهد لوضعها خطوطاً حمراء على امتداد الجغرافية الجنوبية، الا أن دور روسيا الكبير والصلابة الإيرانية يضاف اليها إقدام الجيش السوري لتحرير أراضيه وعودتها لحاضنة الوطن .

كثيرة هي الفصائل الإرهابية ذات التوجهات والارتباطات الخارجية المتشابهة بين عدد من دول الإقليم، وهذا يعدّ فرصة لدمشق لتغيير هذا الواقع، لما للجنوب من عمق للسيادة السورية وتماسها العسكري مع الكيان الاسرائيلي .

التطورات الحاصلة اليوم في الجنوب مرتبطة بأمر عمليات إقليمي، لعرقلة المسار السوري الهادف لتطهير هذه المساحة من الجغرافية السورية من جميع الإرهابيين، فكان لا بد لهؤلاء من اللجوء الى أعمال التخريب والارهاب وممارسة سلوكياتهم الإجرامي.

أمام هذا الواقع فإن الدولة وحلفاءها ستعيد درعا المدينة التي انطلقت منها شرارة ما يسمى "بالثورة السورية " الى دائرة الاستهداف المباشر، على غرار العمليات النوعية التي أفضت الى تحرير حلب .

يبدو هنا، أن اللعبة قد انتهت وحان دور الجيش السوري لإعادة الجنوب الى السيادة السورية ومن شأن ذلك أن يغير موازين القوى في سوريا ما يشكل خسارة لكيان الاحتلال، إذ ان المعركة نحوه باتت أقرب من أي وقت مضى.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور