السبت 21 آب , 2021 12:21

بن سلمان: التطبيع مقابل عرض مغري

محمد بن سلمان

تنامى الخلاف بين السعودية -أكبر مصدّر للنفط في العالم وزعيمة مجموعة الدول المصدرة "أوبك"- وحليفتها التقليدية الإمارات، بشأن تمديد اتفاق لإنتاج النفط، حيث تدفع الرياض ومعها موسكو باتجاه ذلك حتى كانون الأول 2022، وفق خطة لضخ ما مقداره اربعمائة ألف برميل يومياً، لكن الإمارات ترفض وتطالب بإعادة مناقشة مستويات الإنتاج بحلول نهاية هذا الاتفاق.

ومن المرجح أيضاً ان اتفاقية التطبيع بين الإمارات وكيان الاحتلال الإسرائيلي فاقمت أيضاً التوترات بين البلدين.

عرض سعودي مقابل التطبيع

وفي خطوة مفاجئة قدّم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عرضاً جديداً للكيان مقابل التطبيع الفوري وتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما.

وأفاد مصدر سعودي رفيع المستوى بأن بن سلمان أرسل رسالة عاجلة إلى رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي "نفتالي بينيت"، أعلن من خلالها استعداد السعودية للتطبيع العاجل مع الكيان.

وطلب بن سلمان أن تقوم حكومة الاحتلال بسحب خط تصدير النفط من الإمارات إلى السعودية مقابل التطبيع وتعزيز العلاقات الثنائية بين الرياض و"تل أبيب".

توقيع اتفاق بين الامارت واسرائيل

ووقعت الإمارات والكيان الإسرائيلي اتفاقاً مبدئياً يتعلق بشحن النفط الخام والمنتجات النفطية القادمة من دولة الإمارات، ثالث أكبر منتج للنفط في أوبك، إلى الأسواق الأوروبية.

وسيمر النفط عبر خط أنابيب في فلسطين المحتلة يربط بين البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، وليس عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد المصري.

وقد وقعت شركة خطوط الأنابيب الأوروبية الآسيوية (EAPC) والكيان الاسرائيلي وشركة MED-RED Land Bridge Ltd، ومقرها الإمارات مذكرة تفاهم.

وتقضي مذكرة التعاون في مجال نقل النفط الخام والمنتجات النفطية من الخليج إلى الأسواق الغربية، عبر خط أنابيب لنقل النفط بين مدينة إيلات على البحر الأحمر وميناء عسقلان على البحر المتوسط.

وكان خط الأنابيب الذي بني في الستينيات من القرن الماضي يهدف إلى نقل النفط الخام من الدول المنتجة للنفط في الخليج إلى الأسواق الأوروبية.

وقام الكيان الإسرائيلي ببناء الخط بالاشتراك مع إيران خلال عهد الشاه عام 1968 لكن الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 مثلت نهاية الشراكة.

ولا تقتصر الاتفاقية على نقل النفط الاماراتي والمشتقات النفطية القادمة من الامارات الى الأسواق الاوروبية والغربية، بل ايضاً تشمل إمكانية نقل نفط دول أخرى إلى القارة الأوروبية.

كما تشمل الاتفاقية إمكانية نقل النفط القادم من دول حوض البحر الاسود والمتوسط، باتجاه الأسواق الآسيوية ما يختصر الوقت، والنفقات والتعقيدات الناجمة عن مرور شحنات النفط عبر قناة السويس.

يشار إلى أن معظم النفط القادم من الدول الخليجية نحو الأسواق الأوروبية، يمر إما عبر قناة السويس أو عبر خط الانابيب المصري "سوميد" الذي تبلغ طاقته نحو مليونين ونصف المليون برميل يومياً. ولأن ناقلات النفط العملاقة لا تستطيع المرور عبر قناة السويس، بالتالي

يكون الخيار الأول: تفرغ كل حمولاتها في مرفأ عين السخنة النفطي على البحر الأحمر، ليجري ضخه عبر أنبوب "سوميد" إلى مرفأ الاسكندرية على البحر المتوسط، ويعاد تحميله في ناقلات النفط لينقل الى الأسواق الأوروبية.

والخيار الثاني: هو تفريغ جزء من الحمولة في عين السخنة بحيث تستطيع الناقلة المرور عبر قناة السويس.

ورغم أن دولاً خليجية ومن بينها الإمارات تملك نصف أسهم خط أنابيب سوميد البالغ طوله 320 كيلو متراً ويعمل حالياً بربع طاقته بسبب تراجع الطلب على النفط.

فيما اشارت صحيفة إسبانية الى تقليل فرص نجاح جهود محمد بن سلمان في التنافس الاقتصادي مع نظيره ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.

وفي 30 حزيران 2021، أعلن بن سلمان، أن السعودية تعتزم إطلاق شركة طيران وطنية ثانية، فيما يبدو أنه محاولة لانتزاع مكانة الإمارات كرائدة في مجال النقل الجوي.

وأوضح بن سلمان أن إطلاق الشركة الجديدة يأتي في إطار خطة السعودية الرامية "لترسيخ مكانتها مركزاً لوجستيا عالمياً".

يذكر أنه في 13 آب 2020، أعلنت الإمارات وكيان الاحتلال الاسرائيلي اتفاقية للتطبيع الكامل بينهما، تبعتها البحرين والسودان والمغرب بخطوة مماثلة، متجاهلين حالة الغضب في الأوساط الشعبية العربية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور