الأربعاء 15 أيلول , 2021 07:32

التعذيب في سجون الإحتلال..نازية جديدة

سجون الاحتلال

يمكن لكلِّ من مرّ يومًا في معتقلات وسجون الإحتلال أن يعرف بالتفصيل حال أحرار عملية نفق جلبوع منذ لحظة إعادة اعتقالهم، أيّ يمكن لكلّ أسير محرّر من معتقلات أنصار والخيام في جنوب لبنان، ومن مختلف المراكز الأمنية و"السجون" في فلسطين المحتلة أن يتحدّث عمّا يتعرّض له الآن كلّ من الشقيقين محمد ومحمود العارضة، وزكريا الزبيدي، ويعقوب القادري من تعذيب جسدي ونفسي، يتخطى كلّ المحرّمات الدولية وحقوق الإنسان.
يعدّد مركز المعلومات الوطني الفلسطيني (وفا - WAFA) حوالي ٧٦ وسيلة مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي في سجون الإحتلال، ومنها الضرب المبرح بكلّ أشكاله والمؤدي إلى عاهات مستديمة، تكسير الضلوع والأطراف، الخنق بالماء، التقييد بوضعية "الشبح"، وغيرها من الأساليب التي من ضمنها خلع الأظافر والصعق بالكهرباء.
وكذلك يتحدّث "نادي الأسير الفلسطيني" في تقرير خاص له عن أساليب التعذيب الجسدي والنفسي التي يستخدمها محققو الاحتلال خلال التحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين، ويذكر منها: «الحرمان من النوم، وتقييد المعتقل في أثناء فترة التحقيق، وشد القيود لمنع الدورة الدموية من الوصول لليدين، والضرب، والصفع، والركل، والإساءة، اللفظية والإذلال المتعمد، التهديد بالاعتداء الجنسي على المعتقل أو أحد أفراد أسرته، أو التهديد بهدم المنازل أو التهديد بالقتل، وكذلك أيضًا تعريض المعتقل للبرد الشديد أو الحرارة، وكذلك للضوضاء بشكل متواصل، والإهانات والشتم».

تُسجل التقارير الحقوقية الفلسطينية استشهاد 222 أسيراً في السجون الصهيونية، بينهم 73 أسير استشهدوا في غرف التعذيب والبقية داخل المعتقلات بسبب النزيف أو غيره من الإصابات التي تعرّضوا لها أثناء التحقيق، ومنهم عزيز عويسات في سجن بئر السبع وعرفات جرادات في "الجلمة". مع الإشارة إلى معاناة الأسرى المحرّرين طويلًا من الإصابات والأمراض المزمنة التي أصابتهم جرّاء التعذيب في غرف التحقيق، ولا سيّما ما يُعرف بالتحقيق العسكري.
يقوم بالتحقيق العسكري جهاز "الشاباك"، المعفي في قانون كيان الاحتلال من توثيق التحقيقات بالصوت والصورة بهدف التهرّب لاحقًا من أي مساءلة قانونية دولية (ولو شكليًا)، وهو بالتالي الجهاز الذي يتولى اتنفيذ أساليب تعذيب خاصة ولا حدود لإجرامها ضدّ المعتقلين سواء بهدف انتراع الإعترافات منهم أو للانتقام عبر اذلالهم وتحطيم معنوياتهم وإيصال رسالة لغيرهم تفيد بأنّ التعذيب هو مصير المقاومين كجزء من الحرب النفسية.
وإن كان هذا الجهاز هو المسؤول "تقنيًا" عن التعذيب في أقبية التحقيق وفي السجون، فمن المعلوم أنّ كلّ صهيوني هو مسؤول فعلي عن كلّ جرائم التعذيب والقتل على امتداد الأرض المحتلة. وما يتعرّض له اليوم أحرار عملية نفق جلبوع بعد أن أعيد اعتقالهم، ولا سيّما بعد الحديث عن دخول زكريا الزبيدي إلى المستشفى جراء التعذيب المبرح، لا يمكن وضعه في إطار تحقيق عسكري يتولاه جهاز محدّد، وإنّما في إطار يحوي صورة مكثّفة عن طبيعة الوجود الصهيوني. هذا الوجود القائم على الإرهاب والقتل والتعذيب الجماعي الذي يتعرض المعتقلون إلى أقصى درجاته.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي موقع الخنادق


الكاتب:

ليلى عماشا

كاتبة سياسية / لبنان

[email protected]




روزنامة المحور