الخميس 01 حزيران , 2023 02:07

فاطمة شاهين: شلّها الاحتلال واعتقلها في أصعب ظروف

الأسيرة فاطمة شاهين

يزعم المجتمع الغربي وبعض الأنظمة العربية اهتمامًا بقضايا المرأة و"حقوقها"، فما إن توفيت الشابة الإيرانية مهسا أميني في أيلول / سبتمبر الماضي حتّى ضجّت المنظمات الحقوقية والإعلام الغربي والآخر الناطق باللغتين العربية والفارسية المموّل خليجيًا، بالاتهامات ضد الجمهورية الإسلامية في إيران حول حرية المرأة ووضعها في المجتمع. لكن هل تنظر المنظمات الدولية الحقوقية الى حالة 34 أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال؟ ثمّ تحديدًا الى الحالة الصحية الحرجة للأسيرة فاطمة شاهين؟

شاهين، ابنة الـ 33 عامًا، وهي أم لثلاثة أبناء، أطلق عليها جنود الاحتلال النار قرب مخيم "الدهيشة" في بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلّة، ما أدى الى إصابة جسدها برصاصات، واحدة استقرت في عامودها الفقري وأدت الى شللها. فقد ذكرت وزارة الأسرى والمحررين في بيان لها "أنّ الأسيرة فاطمة شاهين مصابة بأربعة رصاصات إحداها استقرت في منطقة الظهر بين الفقرتين الرابعة والخامسة، ما أدى لإصابتها بشلل نصفي".

لم يكتفِ الاحتلال بشلّ الشابة، بل اعتقلها أيضًا في قسم الجنائيين، في السابع عشر من شهر نيسان / ابريل الماضي، وأحالها رغم وضعها الصحي الصعب جدًا والحرج الى عيادة سجن "الرملة" التي لا تتوفر فيها أدنى مقومات الرعاية الطبية.

تمعن مصلحة السجون في تشديد الإجراءات الظالمة بحق الأسيرة شاهين رغم شللها، فتتعامل بسياسة الإهمال الطبي وعدم توفير العلاج اللازم، كما تمنع  عنها زيارة أهلها وذويها. وكانت قد رفضت المصلحة نقلها الى الأقسام العادية للأسيرات ليساعدنها، الى أن وضع الاحتلال – بعد الضغط - معها الأسيرة عطاف جرادات لمساعدتها في تلبية حاجاتها.

الأسيرات الفلسطينيات

تعيد حالة الأسيرة فاطمة شاهين قضية الأسيرات الفلسطينيات وظروف اعتقالهنّ الى الواجهة. في تقرير في 18/ 5 / 2023، أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى بـ "أن أعداد الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال ارتفعت لتصل إلى 34 أسيرة يحتجزن في ظل ظروف لا إنسانية قاهرة، وهذا العدد مرشح للارتفاع في ظل حملات الاعتقال التي يمارسها الاحتلال بحق النساء بشكل شبه يومي".

وأضاف التقرير أنّ "الأسيرات تتعرضن للعديد من عمليات القمع والانتهاك، مع استمرار سياسة اقتحام الغرف بهدف التفتيش والتنغيص، وانتهاك خصوصيتهم من خلال تثبيت كاميرات المراقبة في ساحة الفورة والممرات، وحرمانهن من الزيارات، ومنع إدخال الكتب الثقافية أو العلمية، إضافة الى رحلة البوسطة السيئة التي تسبب لهن الإرهاق الجسدي والنفسي".

تتواجد في سجون الاحتلال 13 أسيرة محكومات بأحكام مختلفة، منهم ميسون الجبالي (بيت لحم)، هي تعتبر من بين عميدات الأسرى تقضي حكمًا بـ 15 عامًا، الى جانب الأسيرتين شروق دويات من القدس وشاتيلا أبو عياد، من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، ومحكومتان بالسجن لمدة 16 عاماً.

كذلك، من بين الأسيرات 8 حكم عليهنّ الاحتلال بالسجن 10 سنوات، و7 أسيرات مرضى، أبرزهنّ اسراء الجعابيص، وأزهار عساف، ورجاء كرسوع، يخضعن لسياسة الإهمال الطبي والمماطلة في إجراء الفحوصات الطبية وتوفير الأدوية المناسبة. بالإضافة الى الأسيرة نفوذ حماد القاصر (16 عامًا)، وأسيرتين في الاعتقال الإداري رغد الفني، وروضة أبو عجمية.

منذ تولي حكومة بنيامين نتنياهو الحكم أواخر العام 2022، واستلام اليميني المتطرف ايتمار بن غفير لحقيبة الأمن الداخلي، يمعن الأخير في استهداف الأسرى الفلسطينيين، في إطار استفزاز مشاعر الشعب الفلسطيني الذي يرى في قضية الأسرى عمومًا والأسيرات خاصة إحدى الثوابت الوطنية التي تُجمع عليها كل الأطراف من مختلف الانتماءات والتوجهات. كما يضغط بن غفير في هذا الملف، ضمن السياسة الانتقامية بعد تآكل ردع الاحتلال في التعامل مع تصاعد المقاومة وتطورها في القدس والضفة الغربية المحتلّة، وغياب استراتيجيات بن غفير في التعامل معها على عكس ما "وعد" به الجمهور اليهودي خلال برنامجه الانتخابي.


الكاتب: مروة ناصر




روزنامة المحور