الثلاثاء 21 أيلول , 2021 02:20

كسر السيد نصر الله حصار لبنان فهللت غزة واستبشرت

غزة

يا صاحب الوعد الصادق!

ما أشبه اليوم بالبارحة، الوجوه ذات الوجوه، والأقلام المسمومة هي ذاتها، من رموا مقاومة غزة بكل نقيصة، وأدعوا بهتاناً أن غزة طائرة مخطوفة، وانبرت الألسنة مدافعة عن المشروع الوطني ومستقبله وهم لا يمتون للوطن بصلة، إلا ما نهبوه من خيراته ودمروا وسلموا ما تبقى منه، أولئك هم المبعدون عن كل شرف وفضيلة، فمن قتل وسجن وباع ونسق وقطع أرزاق الناس، لا يعرف للشرف أو الكرامة مبنى ففاقد الشيء لا يعطيه، فكيف بمن فقد كل هذه الأشياء أن يشعر بعزة وكرامة طفل في غزة يهلل للصاروخ وهو يدك معاقل المعتدين.

فعلاً ما أشبه اليوم بالبارحة فمن أشاع أن المقاومة تبادل دم الشهداء بالسولار والدولار، وأن المقاومة عاجزة عن حماية شعبها أو فك الحصار عنه هم ذاتهم الذين اتهموا المقاومة الإسلامية في لبنان بالعجز والقصور والردع أمام العدو الصهيوني، هم ذاتهم الذي صفقوا لحصار غزة ومقاومتها اليوم يصفقون لحصار لبنان ومقاومته الباسلة، ولكن كما قالها سيد المقاومة وأطلقها هيهات منّا الذلة، نعم قالتها غزة أيضاً هيهات منا الذلة عندما اعتدى أحفاد القردة والخنازير على القدس والمسجد الأقصى.

كان التحذير الأخير وبعدها ضربت غزة بمقاومتها فزلزلت كيان الغاصب واهتزت له ممالك وعروش ومنعت التجول في الكيان، فلا تنازل ولا مساومة في المقدسات والكرامة، وخرج سنوار غزة على الهواء مباشرة يتحدى أولئك الأوغاد الذين هددوا باغتياله، إن كان لديكم الجرأة فافعلوا، وكأني بسيد مقاومة المحور سماحة السيد حسن نصر الله حفظك الله، وهو على المباشر يهدد العدو الأمريكي والصهيوني؛ إذا مسّت باخرة النفط سيكون الرد مباشرا.

لقد أغرق المحللون في كتاباتهم، واستبعد الكثيرون أن تنجح الباخرة في الوصول إلى مبتغاها ولكنها وصلت، نعم وصلت الباخرة الى لبنان، فهشّت لها غزة وبشّت، نعم كسر سيد المقاومة بوعده الصادق حصار لبنان، فهللت غزة وكبرت واستبشرت، دخل النفط الإيراني لبنان فأضاءت سماء غزة شموخاً وعزة، فلا يعرف طعم العزة إلا من ذاقها، كسر سيد المقاومة الحصار الأمريكي بوعده الصادق وجنده الأوفياء لدينهم ووطنهم.

ورغم الألم والحرب الدائرة على لبنان وحصارها أرسلها مدوية (لن نترك غزة وحدها) إذا ما اعتدي عليها، فمحور المقاومة كله رهن الإشارة، هذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو، لغة المقاومة والحديد والنار، فلا تلتفت سيدي لأولئك الساقطين الذين يتباكون على لبنان كالتماسيح ويحذرون من التدخل الإيراني وينشرون الأراجيف، قد خبرتهم في غزة جيداً، امضي وروح القدس ترعاك..

حفظ الله للبنان ولمقاومتها سيدها، وحفظ الله لغزة الحبيبة مقاومتها، ومع وعد صادق قريب بإذن الله، ونصر جديد وفتح مبين.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي موقع الخنادق

 


الكاتب:

د. محمد فايق عزيز

كاتب وأكاديمي فلسطيني / غزة




روزنامة المحور