السبت 05 شباط , 2022 09:01

الموساد والشاباك و دورهما في صناعة القرار الاسرائيلي

الشاباك والموساد

من المسلّم به أن الهاجس الأمني هو أحد العوامل المؤثرة على القرارات الاستراتيجية، كما أنه الهاجس الأساسي لصناع القرار ولعامة الناس على حدّ سواء.

وفي الكيان الإسرائيلي يتوقع المحلل أن تتقلص الهواجس الأمنية، بفعل التغيرات التي حدثت في موقع "إسرائيل" الجيو-استراتيجي، ونجاحها في الحصول على دعم الولايات المتحدة الاميركية العسكري. إلا أن الواقع مغاير لهذه الافتراضات تماماً، فمل زال الأمن هاجس الإسرائيليين الأول. ويعزو بعضهم الأمر إلى أسباب نفسية، مردها إلى الشعور الداخلي الدائم بعدم الاستقرارـ فيما وصف رئيس الوزراء الأسبق ليفي أشكول "إسرائيل" في الستينيات بـ"شمشون المسكين"، أي الرجل الذي يمتلك قوة كبيرة ولكنه مسكون بشعور من عدم الاستقرار، يجعله يتوقع وجود شيء خطير عند كل زاوية.

قادت الهواجس الأمنية التي تعيشها "إسرائيل"، صناع القرار إلى تطوير آليات صناعة قرار غير متزنة. لكنها عملت على إقامة قوى أمنية والتي تتكون من خدمات الاستخبارات، الشرطة الإسرائيلية، شرطة الحدود، خدمات السجون، وحراس الكنيست. وتضم خدمات الاستخبارات اثنين من ثلاثة من المنظمات الاستخباراتية التي أسسها دايفيد بن غوريون في آذار من العام 1951، وبالتحديد خدمات الأمن العام، الشاباك، أو الشين بيت، ومؤسسة الاستخبارات والمهام الخاصة الموساد. كما يمكن ان تضم أيضاً في بعض الحالات، قسم الاستخبارات في وزارة الخارجية الإسرائيلية.

جهاز الشاباك

هو وحدة محاربة التجسس على "إسرائيل"، وقد أسسه أيسر هارال في حزيران من العام 1948 ، بناء على أوامر ديفيد بن غوريون، وهو الجسم الأمني المكلف بتقديم خدمات الأمن الداخلي العامة. ويعمل بشكل أساسي داخل الأراضي المحتلة سنة 1967. ويعتقد أنه يضم ثلاثة دوائر عملياتية، وخمس دوائر مساندة. والدوائر العملياتية هي:

  • دائرة الشؤون العربية، وهي مسؤولة عن التصدي للعمليات "الارهابية"(الفدائية) والثورات السياسية، والمحافظة على سجلات العرب المصنفين بـ"الارهابيين" (الفدائيين). وقد عملت فرق الشاباك مع  وحدات "أمان" Aman المتخفية من أجل قمع الانتفاضات الفلسطينية. كما أن هذه الدائرة ناشطة أيضاً في محاربة الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام.
  • دائرة شؤون غير العرب، وتعمل في دول أخرى، ومهمتها اختراق أجهزة الاستخبارات الاجنبية، والبعثات الدبلوماسية والتحقيق مع المهاجرين من أوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي السابق.
  • دائرة الأمن الوقائي، وهي مسؤولة عن حماية المباني الحكومية، السفارات، المصانع، المواقع العلمية، المزارع العسكرية، وشركة الطيران الإسرائيلية، المعروفة ب"العال".

الجدير بالذكر، أن نشاط الشاباك امتد منذ الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 إلى مناطق الجنوب اللبناني.

جهاز الموساد

موساد، (هي المرادف العبري لكلمة مؤسسة) وهي وكالة الاستخبارات الإسرائيلية، مسؤولة عن مجموعة الاستخبارات البشرية، ومحاربة "الارهاب"!، والعمليات السرية، بما في ذلك العمليات شبه العسكرية، وتسهيل أمور شركة العال في البلدان المحظورة فيها. ويركز الموساد على الشعوب والمنظمات العربية في كل أنحاء العالم، كما كان ينشط في الدول الاشتراكية سابقاً، وفي الدول الغربية والأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة، حيث يقتصر نشاط "الموساد" على العمل السري خارج حدود "إسرائيل"، وتتمثل مهماته الأساسية بجمع المعلومات حول القضايا السياسية والعسكرية والأمنية، وتنفيذ عمليات خاصة، والتواصل والارتباط مع اجهزة مخابرات أجنية، فضلا عن التواصل والارتباط مع "أوساط هامة" ضمن الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع كيان الاحتلال.

 ويتألف الموساد من ثماني دوائر، فيما تبقى التفاصيل الأخرى عن التنظيم الداخلي لهذا الجهاز غامضة. ومن هذه الدوائر:

  • دائرة المجموعات، وهي الأكبر، وتتولى مسؤولية عمليات التجسس، ولها مكاتب خارج "إسرائيل"، منها ما يحظى بتغطية دبلوماسية ومنها ما هو غير رسمي. وتتكون من عدد من المكاتب المسؤولة عن مناطق جغرافية محددة، وتدير شؤون الضباط المتمركزين في "محطات" حول العالم والعملاء الذين يعملون لديهم.
  • دائرة الارتباط والعمل السياسي، وهي التي تقوم بالأنشطة السياسسية، والارتبط مع استخبارات الدول الصديقة، ومع البلدان التي ليس بينها وبين "إسرائيل" علاقات دبلوماسية طبيعية. وفي المحطات الكبرى، مثل باريس، يُعيّن الموساد ضابطين مشرفين، يحظيان بتغطية السفارة الإسرائيلية، يعمل أحدهما لصالح دائرة المجموعات، فيما يقوم الآخر بأنشطة دائرة الارتباط والعمل السياسي.
  • قسم العمليات الخاصة متسادا، وهو قسم ينفذ عمليات الاغتيال شديدة الحساسية، ويقوم بإحباط العمليات المخططة ضدّ "إسرائيل"، كما ينفذ عمليات شبه عسكرية، ويُسهم بالحروب النفسية.
  • دائرة أعمال الحرب النفسية، وهو القسم المسؤول عن الدعاية السياسية والحرب النفسية وعمليات الخداع.
  • دائرة الأبحاث، وهي الدائرة المسؤولة عن الإصدارات الاستراتيجية، مثل تقارير الأوضاع اليومية، الملخصات الأسبوعية، والتقارير الشهرية المُفصلة. وهذه الدائرة مقسّمة إلى 15 فرعاً أو مكتباً متخصصاً بمناطق جغرافية محددة، تضم الولايات المتحدة وكندا، أوروبا الغربية، أميركا الجنوبية، الاتحاد السوفياتي الأسبق، الصين، أفريقيا، المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، العراق، الأردن، سورية، لبنان، السعودية، الإمارات العربية المتحدة، وإيران. كما يركز المكتب تحت مسمى المكتب "النووي" على القضايا المتعلقة بالأسلحة النووية.
  • دائرة التكنولوجيا، وهي مسؤولة عن تطوير التقنيات المتقدمة لدعم عمليات الموساد.

والجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى الاجهزة المذكورة أعلاه، هناك مؤسسات استخباراتية أخرى تنسق بين كل أجهزة ووكالات الاستخبارات الاسرائيلية، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار مؤسسة الصناعات العسكرية ومؤسسات الدراسات الاستراتيجية والضباط المتقاعدين والسياسيين المرتبطين بالمؤسسة العسكرية ، على اعتبار أن كل هؤلاء  هم جزء من المركّب الصناعي العسكري.


الكاتب: نسيب شمس




روزنامة المحور