الإثنين 12 نيسان , 2021 05:11

إدلب مدينة صراع أم حوار!

بعد عشر سنوات من الحرب على سوريا، استطاعت دمشق الصمود، واستعادة السيطرة على أجزاء كبيرة من الأراضي، فالدولة السورية تسيطر على أكثر من نسبة 60% من المساحة الإجمالية، بينما تسيطر قوات قسد الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، على 25% من المساحة الإجمالية، في المنطقة الواقعة شمال الفرات، ويتبقى ما نسبته 11بالمئة بيد الفصائل الإرهابية المدعومة من تركيا، والتي تسيطر على منطقة إدلب وريفها.

ومنذ منتصف العام الماضي، يشهد الميدان السوري عدم تغيير في نسب السيطرة لعدة أسباب، أهمها اتفاق "سوتشي" الذي نظم وقف إطلاق النار في إدلب، برغم الخروقات المتصاعدة والمستمرّة التي تشهدها عدة محاور.

أهمية إدلب

تعتبر هذه المحافظة بالإضافة إلى أجزاء من حماة واللاذقية وحلب، آخر معقل للجماعات الإرهابية وعلى رأسها جبهة النصرة، ما يعني أنه عندما يستعيد الجيش السوري السيطرة عليها، سيكون إنجاز جيوستراتيجي مهم وحاسم لإنهاء الحرب.

فلإدلب موقع استراتيجي مهم، حيث تحدها تركيا من الشمال، فيفصل بينهما شريط حدودي بطول 130 كم، ويتقاطع في جنوبها الطرق السريعة الممتدة من مدينة حلب إلى العاصمة دمشق(M5)، وغربًا إلى مدينة اللاذقية (M4). ويربط الطريق(M5) كلاً من الأردن وسوريا بتركيا.

آخر المعارك فيها

بعد مماطلة تركيا وعدم قيامها بدورها تجاه تفكيك جبهة النصرة، وهو الدور الذي تنص عليه اتفاقية خفض التصعيد (مسار استانة 2017)، بدأ الجيش السوري في أواخر العام 2019 حملة عسكرية، بمساندة روسيا والحلفاء للسيطرة على إدلب، بعد أن سيطر على عدة بلدات في ريف حماة ومنطقة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي. وقد حقق تقدمًا كبيرًا في أول العام 2020 حيث سيطر على كامل خط (M5) الذي تقع على امتداده بلدتا معرة النعمان وسراقب، وأجزاء من خط (M4) (حلب-اللاذقية)، وبلغ عدد نقاط المراقبة التركية التي سيطر عليها الجيش السوري 13 نقطة مراقبة من أصل 40 نقطة.  

النتائج

إنتهت المعارك بإعلان روسيا وتركيا في 5 آذار 2020، التوصّل إلى بروتوكول جديد حول إدلب. 

وأسفرت هذه المعركة، عن تعزيز الجيش لسيطرته على صعيد البلاد بنسبة 63% من مساحة سوريا الإجمالية، كما مكّنته من تحقيق عدة إنجازات أخرى، مثل السيطرة على كامل مدينة حلب وتأمين محيطها، والسيطرة على طريق حلب – دمشق الدولي (M5) وغيرها

في المقابل تلقت تركيا ضربة موجعة، حيث سقط لها ما يزيد عن 33 جندي في ضربة جوية واحدة، كما دمر لها عدة آليات، وفقدت سيطرتها على الطريق التجارية(M5). أما التنظيمات الإرهابية فقدت تعرضت لخسائر كبيرة، عبر الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15- 20 كيلومترًا داخل منطقة خفض التصعيد.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور