الأربعاء 13 نيسان , 2022 02:09

السيد الخامنئي: مستقبل إيران ليس مرهوناً بالاتفاق النووي

السيد الخامنئي

توازياً مع ما تشهده الساحة الدولية من مستجدات، خاصة فيما يتعلق بالأزمة الأميركية حيال عدم قدرة الإدارة حسم موقفها من العقبة الأخيرة في رفع حرس الثورة عن قائمة العقوبات، والعمليات الفدائية في فلسطين المحتلة، إضافة للمستجدات على الساحة اليمنية وتخبّط السعودية لإيجاد فرصة من شأنها إيقاف الهجمات في عمقها، صوّب السيد الخامنئي المسار من جديد، مؤكداً على ان "الأميركيين اعترفوا صراحة، بأن الضغوط القصوى ضد إيران فشلت، وهو ما يعد قضية مهمة لا ينبغي نسيانها.

وفي كلمة ألقاها خلال استقباله رؤساء السلطات الثلاث في إيران، وحشداً من كبار المسؤولين، تطرق السيد الخامنئي إلى المحادثات التي تجري لإتمام عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، حيث أشار إلى ان "المفاوضات تتواصل وتسير على ما يرام، لكن لا ينبغي ربط مستقبل البلاد بنجاح المحادثات النووية او فشلها مع القوى العالمية"، وشدد على المسؤولين الحاضرين ضرورة العمل دون انتظار "المفاوضات النووية لوضع الخطط للبلاد وامضوا قدماً... ولا تتركوا أعمالكم تتعطل، سواء وصلت المفاوضات إلى نتائج إيجابية أو شبه إيجابية أو سلبية".

في حين، أشار الامام الخامنئي إلى ان "الولايات المتحدة أخلفت وعودها عندما انسحبت من الاتفاق، وقد وصلوا إلى طريق مسدود، أما إيران فليست في نفس الوضع" مخاطباً الوفد المفاوض "الذي قاوم اطماع الطرف الآخر وهو ماض بنفس هذا النهج" بضرورة "الإصرار على مقاومة المطالب الأميركية الزائدة عن اللازم"...

واستذكر السيد الخامنئي ما حصل في الحرب المفروضة على إيران، لتوجيه رسالة إلى واشنطن، حيث أشار إلى ان "حرس الثورة كان قريباً من القبض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، في إحدى عملياته أثناء الحرب الإيرانية العراقية، فبعد ان أجرى مقابلة مع الإعلام في بداية الحرب بالقرب من مدينة إيلام (غرب إيران)، قائلاً إنّ مقابلته التالية ستكون في طهران. لكنكم رأيتم ما حدث له خلال الحرب وبعدها... صدام كان محظوظاً خلال عملية الفتح المبين، فقد كان على وشك الوقوع في الأسر بيد الحرس، حيث أنهم وصلوا إلى موقع تواجده، ولو كانوا وصلوا أسرع بقدر نصف ساعة لقبض عليه، لكنه كان محظوظاً وتمكن من الهرب". لافتاً إلى ان "المهرج الأميركي صرّح مؤخراً أنّهم سيحتفلون بعيد الميلاد في طهران. يقولون كثيراً من هذا القبيل، لكن الواقع بعيد كل البعد عما يتمنونه".

ويكمن الخلاف مؤخراً حول مسألة رفع حرس الثورة عن قائمة العقوبات، في ظل التمسك الايراني بهذا البند، وعدم قدرة الرئيس الأميركي جو بايدن حسم موقف بلاده حيال ذلك، في ظل الانقسام الحاد الذي يلف العودة إلى الاتفاق بين الديموقراطيين والجمهوريين. خاصة ان هناك حذر شديد لدى الطرف الإيراني تجاه الادارة الأميركية التي لم تستطع اعطاء ضمانات إلا لنهاية عام 2024 -اي حتى انتهاء ولاية بايدن- فيما ينتهي الاتفاق عام  2025، وهو الأمر الذي دفع طهران بالاحتفاظ بضمانات ذاتية. 

أما بالنسبة للميدان الاقتصادي في البلاد، أشار السيد الخامنئي إلى عدد من المشكلات "لكنها قابلة للحل، وعلى الرغم من الحالات السلبية في الاقتصاد، هناك أيضاً علامات على النجاح في هذا المجال، وأحد الأمثلة على ذلك هو مرونة اقتصاد البلاد في مواجهة العقوبات غير المسبوقة". لافتاً إلى ان "الاكتفاء الذاتي في بعض المجالات، مثل أنواع لقاحات فيروس كورونا التي بلغت ستة لقاحات، والديون الخارجية للبلاد القريبة من الصفر، والتقدم العلمي والصناعي والتكنولوجي في مختلف المجالات كعلامات أخرى للنجاح". معلناً عن ان "أحد أهداف طهران هو تحقيق اقتصاد خال من النفط، وهو هدف طويل الأجل".

من جهة أخرى، وصف السيد الخامنئي الهدنة التي تم التوصل إليها مؤخراً في اليمن بأنها "جيدة جداً" معتبراً انه "إذا تم تنفيذ الاتفاق حرفياً، فإنه يمكن ان يستمر، وبدون شك سينتصر الشعب اليمني بفضل جهوده وشجاعته ومبادرة قادته" متوجهاً إلى السعودية "لدي نصيحة أوجها إلى السادة السعوديين وهي حقّاً نابعةٌ من نيّات خيّرة: لماذا تواصلون حرباً توقنون بأنّكم لن تنتصروا فيها، وهل هناك احتمالٌ أن تنتصر السعودية في حرب اليمن؟ الاحتمال معدومٌ أيضاً.. اعثروا على طريقة تُخرجون بها أنفسكم من هذه الحرب! احتمال انتصار السعوديّة في الحرب ضدّ اليمن معدوم مع هذه الهمّة المتوافرة لدى الشّعب اليمني وهذه الشّجاعة التي يخرج بها قادتهم، ومع أخذهم بزمام المبادرة في مختلف القطاعات".

وبالنسبة للعمليات الفدائية التي طالت الداخل المحتل في فلسطين والضفة الغربية والتي أسفرت عن مقتل حوالي 11 مستوطناً أشاد السيد الخامنئي بـ "صحوة الشباب الفلسطيني وتحركاته في الأراضي المحتلة.. هذه تحركات أظهرت ان فلسطين حيّة ضد جهود الولايات المتحدة وأتباعها".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور