الثلاثاء 26 تموز , 2022 12:18

الصحفيون اليمنيون نالوا نصيبهم من بيغاسوس!

الصحفيون اليمنيون

منتصف شهر تموز/ يوليو عام 2014، خاطب سكرتير لجنة الحريات في نقابة الصحفيين اليمنيين، أشرف الريفي، الدولة اليمنية التي كان يرأسها عبد ربه منصور هادي، مطالباً بمعالجة "قضية التجسس على هواتف الصحفيين". مشيراً إلى ان هذا الملف لا يزال "من أخطر القضايا التي يعاني منها الصحفيون باليمن، وإن النقابة تلقت بلاغات عديدة من صحفيين -غالبيتهم من مراسلي وسائل الإعلام الخارجية- يشكون من عمليات تنصت على مكالماتهم". حينها، لم تلق النقابة أي تفسيرات عما يجري، حيث أكد الريفي على ان "هناك تجاهلاً واضحاً لمطالبنا، ويبدو أن مثل هذه العملية تغلفها السلطات بالسرية وعادة ما تنكر ضلوعها فيها، مع أن هناك رسائل غير مباشرة لتبرير تلك الانتهاكات بدواعي حماية الأمن القومي".

في الآونة الأخيرة، عاد التضييق على الصحفيين يشتد بوتيرة عالية. حتى باتت قضية التجسس والمراقبة متلازمة بشكل علني مع أي اتصال قد يجريه الصحفيون داخل او خارج البلاد. فعلى سبيل المثال، إجراء مكالمة هاتفية من لبنان مع أحد اليمنيين، لن يستمر أكثر من 3 دقائق، يتخللها صدى وتشويش، حتى يبدأ الحديث يعيد نفسه قبل ان ينقطع الاتصال.

لا شك ان التنصت على الصحفيين هو أحد أهم السبل التي تعتمدها الأنظمة الديكتاتورية والقمعية، لضمان سيطرتها واقصاء أي محاولة "غير مرغوب فيها" قد تمس بمصالحها. ولا شك أيضاً، ان اليمن، قد تعرّف على هذا النموذج من الأنظمة طيلة عقود خاصة في الولايتين الأخيرتين علي عبدالله صالح وعبد ربه منصور هادي، بدعم ورعاية وقرار سعودي.

ووفق الوثائق التي سُربت بعد فضيحة برنامج بيغاسوس الأخيرة، لجأت كل من الامارات والسعودية إلى شركة NSO الإسرائيليّة الخاصّة، للتنصّت على عدد من الشخصيات، ومنهم وزراء في حكومة هادي، منهم: أحمد عبيد بن دغر، وزير الإعلام معمر الإرياني وعبدالله العليمي وآخرين من سياسيين ووزراء سابقين وصحفيين... وهذا ما ينضج المعلومات حول مسار التجسس في البلاد ومَن يقف خلفه ويستغله ويغذيه.

مؤخراً، نشر موقع "تك كرانش" المتخصص في الأمن الالكتروني تقريراً أشار فيه إلى ان "كانديرو -وهي شركة قرصنة للتأجير مقرها تل أبيب تُعرف أيضًا باسم سايتو تك، وتوفر برامج التجسس القوية لعملائها الحكوميين- تزعم أن برامجها مصممة لتستخدمها الحكومة ووكالات إنفاذ القانون لإحباط الإرهاب والجريمة المحتملة. لكن الباحثين وجدوا أن الأنظمة الاستبدادية استخدمت برامج التجسس لاستهداف الصحفيين والمعارضين السياسيين ومنتقدي قمع الأنظمة. وقد تم فرض عقوبات على كانديرو من قبل وزارة التجارة الأمريكية لمشاركتها في أنشطة تتعارض مع الأمن القومي للولايات المتحدة".

ويشير معد التقرير، مات برنز، إلى أن شركة الأمن السيبراني أفاست قد اكتشفت "ثغرة أمنية تم استغلالها بشكل نشط، ولكن تم إصلاحها منذ ذلك الحين في "جوجل كروم"، وربطت هذا الأمر، بصانع برامج تجسس إسرائيلي يستهدف الصحفيين في الشرق الأوسط".

وذكرت أفاست إنها رصدت كانديرو في شهر آذار/ مارس وهي تستخدم ثغرة يوم الصفر في جوجل كروم لاستهداف الأفراد في تركيا واليمن وفلسطين...

من جهته، قال الباحث في البرامج الضارة في أفاست، جان فويتشيك: "لا يمكننا أن نقول على وجه اليقين ما الذي قد يكون المهاجمون وراءه، ولكن غالبًا ما يكون السبب وراء ملاحقة المهاجمين للصحفيين هو التجسس عليهم وعلى القصص التي يعملون عليها مباشرةً، أو الوصول إلى مصادرهم وجمع المعلومات المخالفة...هجوم مثل هذا يمكن أن يشكل تهديداً لحرية الصحافة".

وعن طريقة استغلال هذا البرنامج يشرح "تك كرانش" أنه "عندما يتم العثور على هدف، ينشئ كروم زيرو- داي موطئ قدم على جهاز الضحية من أجل تسليم حمولة برامج التجسس، والتي أطلق عليها الباحثون اسم "ديفيلز تانج"... وهو مثل برامج التجسس الحكومية الأخرى، يعمل على سرقة محتويات هاتف الضحية، بما في ذلك الرسائل والصور وسجلات المكالمات وتتبع موقع الضحية في الوقت الفعلي".


الكاتب: مريم السبلاني




روزنامة المحور