السبت 15 أيار , 2021 11:24

انتقال المقاومة المسلحة إلى الضفة: هذا ما تخشاه "إسرائيل"

في سابقة تاريخية لم يعتد عليها الكيان الإسرائيلي، كلُّ المناطق الفلسطينية تحولت لجبهات مفتوحة، فجمر المقاومة المسلحة الذي كان يرزح تحت رماد الحصار والاستبعاد، يستعر الآن في مواجهة جيش الاحتلال، وتتسع رقعة النيران من قطاع غزة إلى الضفة الغربية وجنين وأراضي 48 المحتلة.

 مجموعة مسلحة تابعة لسرايا القدس ظهرت أمس في جنين بشكل مفاجئ، وثّقها مقطع فيديو نُشر على موقع يوتيوب، رغم الاطباق والاستنفار الأمني لمنع انتقال المواجهات إلى جنين ورام الله.

انتقال المقاومة المسلحة إلى الضفة الغربية، هو أمر لطالما كانت تخشاه "إسرائيل"، فهو نذير تصعيد غير مسبوق بالنسبة إليها، لخطورته وقدرته على إيلام الجانب الإسرائيلي، بحيث تتزايد نقاط المواجهة بعد ان كانت محصورة على حدود غزة وغلافها، وفي مدينة القدس وبالقرب من مسجد الأقصى...

شهدت الأيام الماضية ساعات من المواجهات بين شبان في جنين وجيش الاحتلال، وتوسعت إلى احياء أخرى، والتي من المتوقع ان تشهد تصعيدًا وتوسعا، بالتزامن مع استمرار الكيان عدوانه على قطاع، لكن غزة لم تعد تخوض "حربًا منفردة"، ولم يكن الاتكال فقط على القوة الصاروخية للفصائل في القطاع، بل أصبحت المساندة الشعبية والميدانية في الضفة والقرى المجاورة أمرًا واقعاً.

السيد علي الخامنئي كان قد أشار منذ عام 2014 إلى أهمية انتقال المقاومة المسلحة إلى الضفة الغربية بما سيشكل فارقًا في مسار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وقال: "ان المقاومة الفلسطينية الحاسمة والمسلحة واتساعها إلى الضفة الغربية هي السبيل الوحيد لمواجهة هذا الكيان الوحشي... نعتقد أن الضفة الغربية أيضاً يجب أن تتسلح مثل غزة، والذين يحبّون مصير فلسطين يجب أن ينشطوا في هذا المجال، حتى تقل آلام الشعب الفلسطيني".

تحاول القيادة الإسرائيلية ان تظهر بصورة من يمسك زمام الأمور، ويدير كفة الميدان، فتارة تلوّح بالتوغل البري الذي يعلم الجميع انه سيتسبب لها بخسائر مهولة، وتارة تصعّد بارتكاب المجازر والقصف على القطاع، غير ان توسع رقعة النار وانتقال المواجهات إلى حوالي 100 نقطة، يضع "إسرائيل" في موقف محرج، قد تضطر لاستدعاء المزيد من قوات الاحتياط لضبط الوضع، وبالتالي وضع المزيد من قواتها تحت مرمى نيران المقاومين.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور