الجمعة 21 تشرين ثاني , 2025 03:07

بين الغاية والمادة: تفكيك المنهج البراغماتي في قراءة وضّاح خنفر للسيرة النبوية

السيد علي الخامنئي والشيخ الجبري وفي الخلف اجتماع تطبيعي إماراتي

تكشف هذه الدراسة عن مواجهة فكرية عميقة بين منهجين يتصارعان على وعي المسلم المعاصر: منهج القراءة المادية/البراغماتية الذي ينزع القداسة عن التاريخ الإسلامي، ويعيد تفسيره بمنطق المنفعة وموازين القوى والمصالح الاقتصادية؛ ومنهج القراءة الغائية التوحيدية التي ترى أن جوهر التاريخ الإسلامي هو التفاعل بين الوحي والسنن الإلهية وصراع التوحيد مع الاستكبار.

ومن خلال تحليل خطاب وضّاح خنفر في بودكاست "الربيع الأول"، تسعى الدراسة إلى تفكيك البنية المعرفية التي يقوم عليها هذا الطرح، وتبيّن كيف يؤسس خطاب خنفر لوعيٍ جديدٍ يهمّش الدور الغيبي ويضخم العامل المادي، فينعكس ذلك على فهم السيرة والفتوحات وبناء الدولة الإسلامية، وصولاً إلى إعادة قراءة الصراعات الكبرى بين علي ومعاوية. إنها دراسة تكشف كيف يتجاوز هذا الخطاب مجرد "قراءة حديثة" للسيرة، ليصبح مشروعًا منهجيًا يعيد تشكيل الوعي الديني وفق مقاييس الحداثة والبراغماتية، وما يحمله ذلك من مخاطر على الهوية والمرجعية الإسلامية.

وتختتم الدراسة بتأكيد أن الصراع بين منهج التوحيد ومنهج البراغماتية المادية لم ولن ينتهي، وأن سؤال "المرجعية" ـ هل هي الوحي أم الإنسان؟ ـ هو السؤال المركزي الذي يتوقف عليه بناء الوعي الإسلامي المعاصر. وبذلك تكشف الدراسة أن خطاب "الربيع الأول" ليس مجرد قراءة جديدة للسيرة، بل إعادة صياغة عميقة للعلاقة بين الدين والتاريخ والإنسان، ترتبط بجذور الحداثة الغربية والأنسنة والعلمانية، وتؤسس لوعي إسلامي "مدني" يفصل المبدأ عن الممارسة، ويفقد التاريخ الإسلامي خصوصيته التوحيدية.

لتحميل الدراسة من هنا


الكاتب: الشيخ الدكتور شادي علي




روزنامة المحور