الإثنين 07 حزيران , 2021 01:40

التاج الخامس.. اختبار لترميم ثقة سلاح الجو الاسرائيلي

مناورة التاج الخامس

يشارك سلاح الجو الإسرائيلي في مناورة دولية هي الأولى من نوعها، على الأراضي الإيطالية، بمشاركة سلاح الجو الأميركي والبريطاني، وتدخل طائرات "آدير" من طراز F35 في التدريبات التي تستمر لأسبوع كامل.

"التاج الخامس" هو الاسم الذي أطلق على هذه المناورة، التي تخوضها "إسرائيل" بهدف تعزيز جهوزيتها ضد "التهديد الإيراني" في أي مواجهة مقبلة، والذي بات يشكل تهديدًا وجوديًا لها، كما عبّر رئيس وزراء الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو "إذا اضطررنا إلى الاختيار، بين الاحتكاك مع صديقتنا الكبيرة، الولايات المتحدة، وبين إزالة التهديد الوجودي (من إيران)، فإن إزالة التهديد الوجودي تتغلب".

وفي بيان له قال جيش الاحتلال ان "المناورة تهدف إلى تعزيز قدرات سلاح الجو في مواجهة كافة التهديدات وتعميق التعاون المشترك بين الأذرع الجوية للدول المشاركة، والتعرف على قدرات F35 الأكثر تقدما في العالم ومدى تفاعلها في بيئة جديدة، وستحاكي سيناريوهات عديدة من بينها التدريب النوعي في بيئة غير معروفة".

وفي التفاصيل فإن القوات الإسرائيلية ستجري تدريبات على سيناريوهات محتملة جوية وأرضية-جوية، تشمل كيفية التصدي للتحديات الإيرانية على صعيد التهديد الصاروخي (أرض-جو) المتقدم، إضافة للآليات التي ستعتمدها لتقديم الدعم المساندة للقوات البرية والمواجهة على أرض "العدو".

هذا وستجري المناورة بطلعتين يوميًا، الأولى ستكون بالتعاون مع طائرات F16 الأميركية، وبطائرات F35   مع أسلحة الجو البريطانية والإيطالية في الطلعة الثانية. 

وقد صرّح ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي ان طائرات F35 وصلت إلى الأراضي الإيطالية نهاية الأسبوع الفائت، بعد سنة من الاستعدادات والتحضيرات حول كيفية إبقاء الطائرات في "دولة أجنبية"، مشيرًا إلى ان هذا التدريب يستند على البنية التحتية لحلف الشمال الأطلسي "الناتو".

مضيفًا إلى ان خطط المناورة تتطلب تعاونًا بين الدول، بينها اكتشاف أهداف، وتهديدات ومساعدة القوات البرية التي تتعرض لتهديد".

 بماذا تتميّز طائرة ADER F35؟

تُعد "آدير" هي النسخة المحدّثة من الطائرات F35، حيث تتمتع بتقنيات عالية من دمج نظام القيادة والاستخبارات (CI4) والاتصالات والحوسبة، ويستطيع هذا النظام سحب بيانات المستشعر من الطائرة، ويدفعها إلى مقاتلات قريبة، بواسطة روابط بياناتية مصنوعة محليًّا -في "إسرائيل"- للمساعدة في اكتشاف أهداف "العدو" وتحديد الأولويات الهجومية.  

وقد عمدت "إسرائيل" لهذا النوع من البرنامج الاستخباري وتزويد الطائرات به، في ظل التهديد الصاروخي الكبير الذي يحيط بها، خاصة من ناحية الجبهة الشمالية تحديدًا حزب الله، وقدرته على إمطار العمق الإسرائيلي بوابل من الصواريخ دفعة واحدة، وبذلك فإن لم تتمكن من الحصول على بيانات مواقع الإطلاق بشكل سريع، فستكون أمام كارثة حقيقية.  

وستحمل F35 صاروخ جو-جو (بيتون 5) الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء، بدلاً من صاروخ "سايد ويندر" الأمريكي الجو-جو قصير المدى. قدرة الإغلاق لهذا الصاروخ تعني إمكانية إطلاقه من حجرة الأسلحة الداخلية للمقاتلة، إضافة لتحديد موقع "طائرة العدو" التي تدخل نطاقه.

وسيزود هذا النوع من الطائرات بصواريخ إسرائيلية الصنع والتصميم، وبدلًا من قنبلة JDAM المُوجَّهة بتقنية تحديد المواقع، ستحمل هذه الطائرة قنبلة SPICE 1000 المُوجَّهة بدقة، كما يمكن لمشغل بشري بإلغاء الضربة الجوية قبل تنفيذها، أو إعادة توجيهها، إذا تطلب الأمر، وهي تعمل على أنظمة الكهروضوئية وأنظمة القمر الصناعي على قنبلة Mk غير المُوجَّهة والتي تزن 83 ألف رطل، كما يمكنها اجتياز مسافة 62 ميلًا إلى الهدف المحدد بدقة.

وقد تم إدراج هذه المقاتلة ضمن الأسلحة التنفيذية لسلاح الجو الإسرائيلي عام 2017، ونُفذ بواسطتها عدد من الغارات على سوريا.

تتزايد مخاوف "إسرائيل" مع إدراكها حجم الخطر الذي يحدق بها من جهة القدرة العسكرية والتسليحية الإيرانية، إضافة للجبهات المحيطة بها -قطاع غزة والحدود السورية/اللبنانية- بالتوازي مع إصرار الإدارة الأميركية الجديدة على العودة للاتفاق النووي الإيراني، مقابل ما كشفته حرب "سيف القدس" من التطور اللافت والتعاون والتنسيق الأمني والعسكري بين المقاومة الفلسطينية مع قوى المحور من جهة أخرى.

يعقد كيان الاحتلال آمالًا على تبادل الخبرات مع "حلفائه" والولايات المتحدة على وجه الخصوص، من خلال السعي الدائم لخوض المناورات المشتركة. "فإسرائيل" التي عجزت عن إجراء مناورة كانت قد جهزت لها لأشهر متواصلة قبل إطلاق المقاومة الفلسطينية لرصاصة واحدة حتى، يضعها أمام تحدٍّ حقيقي: إلى أي مدى ستستطيع "إسرائيل" الإستفادة من كل هذا المجهود التي تبذله في إجراء هذا التعاون العسكري المشترك والذي ستثبت أي مواجهة قادمة أنه "وقت ضائع"، وهل ستكشف الحرب المقبلة ان كل ما قيل عن هذه الطائرات هو محض دعاية كما عرّت معركة "سيف القدس" القبة الحديدية؟

 


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور