03:49 بتوقيت القدس المحتلة
جرت العادة أن تكون "مكافحة المخدرات" من مهام الدولة انطلاقًا من كونها مؤسسة رسمية، أولويتها حماية شعبها، ليس فقط على الصعيد الأمني والسياسي إنما أيضًا على صعيد الصحة. وفي اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، عادة ما تدعو الدول شعوبها عبر جمعيات أهلية للانضمام إلى برامج توعية ضد خطر الإدمان من خلال مراكز تأهيل متخصصة.
إذا، يمكن القول إن من وظائف الدولة وواجباتها تجاه أبناء وطنها مراقبة كل ما يتعلق بسلامتهم، وهذا ما يتجلى في عمل القوى الأمنية اللبنانية التي تراقب كل ما يدخل ويخرج من لبنان من بضائع، حيث كثرت في الآونة الأخيرة عمليات التهريب للحبوب المخدرة من وإلى لبنان. وهذا ما حدث في الفترة القريبة حيث تم ضبط أكثر من شحنة من المخدرات وتمت مصادرتها وملاحقة المستوردين والمصدرين.
في هذا الإطار، تسعى الدول التي تهدف إلى حصار لبنان وتضييق الخناق عليه إلى تشويه سمعته في المنطقة، وهذا ما حاولت مملكة السعودية القيام به، حيث ادعت منذ فترة بأن كميات كبيرة من المخدرات تُقدر بحوالي 2،4 مليون طن حبة قد وصلت إلى مطار جدة معبأة بحبات الرًمان، ليتبين بعد التحقيقات أن ناتج الرمان اللبناني لا يكفي حتى للاستهلاك المحلي، وبالتالي لا يمكن تصديره.
واللافت أنه ومنذ توتر العلاقات اللبنانية-السعودية، كثرت الأخبار الاعلامية حول ضبط الجمارك اللبناني لشحنات من المخدرات تُحاول جهات مجهولة تهريبها من مطار رفيق الحريري الدولي إلى مطار جدة في السعودية، خصوصًا بعد المعلومات التي تشير إلى أنّ الرياض تتصدر منطقة الشرق الأوسط عن ترتيب مادة "الأمفيتامين" المخدّرة، بالإضافة إلى المعلومات المسربّة، من داخل المملكة وخارجها، عن تعاطي ولي عهدها محمد بن سلمان المواد المخدّرة.
فهل يعدّ ذلك محض الصدفة؟!
عام 2018، زعمت وزارة الداخلية السعودية أن عدد المدمنين في المملكة بلغ 200 ألف مواطن "فقط"، أي 0.7% من إجمالي عدد السكان (28 مليون نسمة)، لكن، الجمعيات داخل السعودية رفضت هذه الأرقام وشكّكت فيها مشيرةً إلى أنّ النسب والعدد الحقيقي للمدمنين أعلى من ذلك بكثير.
والدليل أنّ الوزارة نفسها تؤكد أنّ نحو 33% من أقراص الكبتاغون في العالم، تُصادر في السعودية.
كما أنّ إخفاء الأرقام الحقيقية وملف تعاطي المخدرات ليس جديدًا على السعودية. ففي العام 2015 تسرّب شريط مصوّر من داخل سجن بريمان في جدة يظهر سجينًا يغرز حقنةً بفخذه تحتوي على مادة ما، ثمّ يقترب آخر من الكاميرا قائلًا بسخرية باللهجة السعودية: "ليس هناك أيّ صلاح. هناك حبوب ومخدرات وحشيش ودبابات كل شيء". لكنّ السلطات السعودية أنكرت هذه المشاهد رغم وضوحها.
والجدير بالذكر أنّ حراس السجن أكّدوا أيضًا أنّ بعض زملائهم متورطون بهذه التجارة، وفق ما ذكرته وسائل إعلام أجنبية.
كما أشار سجناء الرأي، في مختلف السجون السعودية، على أنّ كل أنواع المخدرات تباع داخلها، خاصّة في سجن بريمان في جدة وسجن ملز بالعاصمة الرياض، حسب المصادر نفسها.
وتشير التقديرات إلى ان أبرز أنواع المخدرات المنتشرة في السعودية:
- أقراص الكبتاغون
- الكوكايين
- الهيرويين
تثير تصرفات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وحركاته الغريبة خلال المقابلات وفي الاجتماعات الشكّ لدى الحاضرين والمتابعين، وتطرح تساؤلات مثيرةً للجدل. فهل يتعاطى ولي العهد المخدرات فعلًا؟
كشف الكاتب الأمريكي الشهير مايكل وولف، في كتابه "الحصار: ترامب تحت النار-Siege: Trump Under Fire"، أنّ وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان يعاني من مشكلة مزمنة: "تعاطي الكوكايين وألعاب الفيديو". ومايكل وولف، هو مؤلّف كتاب "النار والغضب"، الذي نشر أسرار وخفايا من داخل البيت الأبيض للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أي أنّه كان شاهدًا مقرّبًا على لقاءات بن سلمان وترامب.
أما من داخل المملكة، فنشر حساب "العهد الجديد" تغريدةً على تويتر تؤكّد أن بن سلمان لم يعُد من المتعاطين والمدمنين فحسب، بل "بدأ في تعاطي مادة الكوكايين"، وهي ثالث أخطر مادة مخدّرة من أصل العشرة الأكثر خطورة في العالم.
كما شدّد الحساب على أنّ إدمان وليّ العهد يؤثر "وبشكل مبالغ" على سلوكه، إلى درجة أنه "لا يجتمع بالناس، ولا يخرج في أيّ لقاء قبل أخذه الجرعة".
في هذا السياق، كان المغرّد السعودي "مجتهد" قد نشر سابقًا على حسابه، معلوماتٍ تؤكّد أنّ بن سلمان يتعاطى المخدرات ويحتسي مشروبات كحولية.
إذا ووفق ما ذكرناه سابقًا، فإن كل قرارات المملكة السعودية التي يتخذها ولي العهد المدمن وتحت تأثير المخدر، ستؤثر على مصلحة السعودية، وليس بعيدًا أن تكون المملكة وشعبها بخطر خصوصًا بعد انصياعها التام لأوامر الولايات المتحدة الأمريكية.
ويبقى السؤال، هل كان بن سلمان تحت تأثير المخدّر عندما أعطى مليارات الدولارات لدونالد ترامب مقابل لا شيء؟ أو عندما أمر بقتل والتنكيل بالإعلامي جمال الخاشقجي؟ أو عندما أعلن عدوانه على اليمن؟
الكاتب: غرفة التحرير
