الإثنين 05 تموز , 2021 12:02

المقاومة العراقية: حرة سيدة ومستقلة

الوجودالعسكري الأمريكي يخالف رغبة الشعب و الدولة العراقية. أما عمليات المقاومة التي تنفذها، فهي حق طبيعي لها، في ظل عدم الرغبة الأمريكية بالانسحاب. وهذه العمليات بعكس ما تدعي وسائل اعلامية عدة، ليست رسائل تصفية حساب ايرانيةـ بل هي عمليات نابعة من قرار فصائل المقاومة الحر والمستقل والحريص على سيادة العراق.

للمرة الثانية خاب ظن الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن"، بعدما اعتقد أنه من خلال قراره شن الاعتداء وقصف المواقع التابعة للحشد الشعبي وفصائل المقاومة العراقية، سيستطيع إيقاف عمليات المقاومة التي تستهدف قوات جيشه المحتلة وأرتالها وقواعدها.

 فالمقاومة بعد هكذا اعتداءات، تزداد إصراراً وعزيمة ويقيناً، بأنه لا سبيل لدحر قوات الاحتلال سوى بالقوة العسكرية وتحت وابل النيران. خصوصاً بعدما أتاحت الفرصة طويلاً، أمام الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الحكومة العراقية، بالتفاوض مع واشنطن على آلية انسحاب، تحقن الدماء من جهة وتؤمن مصالح العراق من جهة الأخرى.

فخلال كل اللقاءات الثنائية بين وزارتي الخارجية في البلدين، لم تعلن أمريكا بوضوح عن جدول زمني للانسحاب، بل ظلت تماطل من خلال مناقشة العلاقات الثنائية وتأجيل التكلم خول هذا الموضوع الى لقاءات لاحقة، في سلوك يؤكد أنها لا ترغب بالانسحاب أبداً. والذي يعطي كامل الحق للمقاومة العراقية بتفعيل عملياتها أكثر فأكثر، مع الإشارة إلى أنها نفذت منذ استلام بايدن لمنصبه، أكثر من أربعين هجوما بالصواريخ والطائرات المسيرة والعبوات الناسفة ضد أهداف الجيش الأمريكي.

لا علاقة لعمليات المقاومة بإيران مطلقاً

من جهة أخرى، تحاول بعض الوسائل الإعلامية، خصوصاً تلك التابعة لأمريكا وبريطانيا والدول العربية التابعة لها في المنطقة، الترويج بأن عمليات المقاومة الأخيرة التي استهدفت قواعد الجيش الأمريكي، والتي جاءت عقب اعتداء وقصف الجيش الأمريكي لمواقع تابعة للحشد، بأنها ليست سوى تصفية حساب بين أمريكا وإيران على الارض العراقية. في محاولة لجر الرأي العام العراقي الى مكان يوازن فيه بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي لم تعتدي يوماً على سيادة العراق، مع الوجود العسكري الأمريكي المباشر على أرضه، والذي يشكل اعتداءً يومياً على سيادة بلاده. فالأمريكيين مصرين حتى الآن، على عدم تطبيق رغبة العراق دولةً وشعباً بخروج قواتهم، والتي تمثلت بقرار البرلمان الذي يطلب ذلك في 05 كانون الثاني 2020، إضافة للمسيرات المليونية المطالبة بذلك أيضاً في ال 24 منه.

بالإضافة إلى أن إيران تؤكد مراراً وتكراراً، أنها لا تتدخل فيما تقرره المقاومة والشعب العراقي، لكيفية حل هذا الوجود. كما أظهرت في عدة محطات مثل ما جرى بعد اغتيال القادة الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، أنها لا تستخدم حلفائها وبلدانهم، ساحات تبادل رسائل أو تصفية حسابات، لأن ما تمتلكه من عناصر قوة ضد الأمريكيين وبإمكاناتها الذاتية فقط، تستطيع الرد به وإيلام كل من يفكر بالاعتداء عليها.

كما أن المقاومة العراقية أكدت مرات عديدة، وعلى لسان أغلب قياداتها، مثل أمين عام عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، بأن عملياتها غير مرتبطة إطلاقاً بالمصالح الإيرانية أو حساباتها، بل مرتبطة بتحقيق هذا الهدف الذي سبق لها أن حققته أيضاً عام 2011.

أما بالنسبة لواشنطن فالعكس تماماً، فهي بالتأكيد تستغل هذه العمليات لتوجيه الرسائل ولتصفية الحسابات، خصوصاً أنها مدركة بأن وجودها في العراق والمنطقة عامة، لا يمكنه تحقيق أي أهداف ومصالح استراتيجية لها، بل العكس تماماً هناك العديد من الخبراء العسكريين الأمريكيين، ينصحون "بايدن" بالإسراع في الانسحاب من المنطقة، للحفاظ على أرواح جنوده.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور