الثلاثاء 06 تموز , 2021 03:27

السيد مقتدى الصدر في الانتخابات المقبلة: رئاسة الوزراء هي الهدف

مخطئ من يظن بأن معركة الانتخابات النيابية العراقية المبكرة، ستنتهي بإعلان نتائج الاقتراع، ومعرفة أحجام القوى السياسية التمثيلية. فالمرحلة الأهم والأدق في هذه المعركة، هي بمن سيتولى مركز رئاسة الوزراء، لما يمتلكه من صلاحيات واسعة وتقريرية أساسية، على مختلف الصعد العراقية.

لذلك يسعى السيد مقتدى الصدر وتياره منذ الآن، ومن خلال كل تحالفاته واتصالاته بالقوى السياسية المختلفة، إضافة للحملات إعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى حجز هذا المنصب لشخص تابع له، بعد انتظار دام كل سنين ما بعد الحرب الأمريكية على العراق، وسقوط نظام صدام حسين.

كما أن فكرة حصول التيار الصدري على رئاسة الوزراء في الفترة الحالية، تحظى بتأييد العديد من الدول اتي كانت ترفض ذلك سابقاً. فالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بالإضافة الى السعودية والإمارات، من مصلحتهم حصول ذلك، مع ما قد يسببه من شرخ وانقسام في البيت الشيعي، ربما يتطور الى نزاع دموي. خصوصاً وأن السيد مقتدى الصدر على اختلاف مع القوى الشيعية الأخرى في العديد من القضايا والملفات، خصوصاً بما يتعلق بالمقاومة والحشد الشعبي.

بالإضافة أن زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البرزاني، ومن أجل حصول حزبه على منصب رئاسة الجمهورية لأول مرة أيضاً، سيعمد في المقابل الى تأييد وصول مرشح التيار الصدري لرئاسة الوزراء.

بقية القوى السياسية الشيعية

لكن الساحة الشيعية خصوصاً، ليست محصورة فقط بالتيار الصدري، بل هناك العديد من القوى والأحزاب الفاعلة التي تملك حاضنة شعبية كبيرة، والتي ستجعل من معركة تسمية رئاسة الوزراء شديدة المنافسة مثل:

_تحالف الفتح: الذي يعتبر كالجناح السياسي للحشد الشعبي، لأنه يضم 17 كيان مقرب من الحشد وفصائل المقاومة العراقية. وقد استطاع هذا التحالف بناء قاعدة شعبية كبيرة له، مكنته في انتخابات عام 2018 من حصد 47 مقعد.

_ تحالف النصر: الذي يضم رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، وأربع كتل ذات ثقل سياسي مثل حزب الفضيلة (المقرب من المرجع الشيخ محمد اليعقوبي)، وتيار الإصلاح برئاسة رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم الجعفري، وكتلة مستقلون التي يرأسها وزير النفط الأسبق حسين الشهرستاني، والمجلس الأعلى بقيادة الشيخ همام حمودي.

_تحالف دولة القانون: الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، والذي يعد الخصم الأقدر على منافسة السيد مقتدى الصدر، لما يمتلك من شعبية قوية، إضافة للعلاقة القوية التي تربطه مع قوى تحالف الفتح.

- تيار الحكمة: الذي يرأسه السيد عمار الحكيم، والذي يحمل إرثاً تاريخياً دينياً وسياسياً، نسبة لجده زعيم الحوزة في النجف المرجع السيد محسن الحكيم، وعمه السيد الشهيد محمد باقر الحكيم، ووالده السيد عبد العزيز الحكيم.

ما قبل الانتخابات لا يشبه ما بعدها

لكن ما يميز الحياة السياسية في العراق، أنها في مرحلة الانتخابات النيابية بحملاتها وتحالفاتها، تختلف كثيراً عما يحصل بعد إعلان نتائجها. بحيث تفتح جميع الاحتمالات، أمام التحالفات والاتفاقات وانتخاب الأشخاص للمراكز وخصوصاً رئاسة الوزراء، كما حصل في محطات عدة سابقاً.

ولأن التيار الصدري منبثق من أفكار المرجع والشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر، الذي كان يردد دائماً شعار "كلا كلا أمريكا.. كلا كلا إسرائيل". فإنه بعد فرز نتائج الانتخابات، لن يكون بالتأكيد في المكان الذي يسهل مصالح وخطط أمريكا، بل سيكون في موقعه الطبيعي والتاريخي، المناهض والمقاوم لها، والمتحالف مع باقي القوى السياسية الشيعية، بما يضمن الوحدة الداخلية لهم وللعراق كله.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور