الجمعة 12 أيار , 2023 03:29

ثأر الأحرار بإيقاع المقاومة.. إنجازات ومفاجآت

المقاومة الفلسطينية

خالفت المقاومة الفلسطينية كل التوقعات الإسرائيلية، وما أراد كيان الاحتلال تحقيقه من العدوان على قطاع غزّة. وعلى مدار ما يزيد عن 35 ساعة من القصف المتواصل للجبهة الداخلية للاحتلال، والتي سبقها أكثر من 24 ساعة من "الصمت الاستراتيجي" في إطار حرب نفسية، أفشلت سرايا القدس سياسة الاغتيالات من جهة، وحقّقّت من جهة ثانية إنجازات مهمة. فما هي تفاصيل تلك الإنجازات ضمن معركة "ثأر الأحرار" المستمرة.

المقاومة توسع دائرة النار: القدس تدخل المواجهة

بعد خطاب الناطق باسم سرايا القدس "أبو حمزة"، والذي أعلن فيه استعداد المقاومة لـ "توسيع دائرة النار مهما طالت المعركة ومهما كلفنا ذلك من ثمن"، وجّهت المقاومة الفلسطينية رشقات صاروخية نحو مستوطنات القدس المحتلّة. وأكّدت حركة الجهاد الإسلامي على رسالة مفادها: "قصف القدس رسالة وعلى الجميع فهم مبتغاها وما يجري هناك ليس بمعزل عن غزة". وقد اعترف الاعلام العبري أنّ "دخول القدس الى المواجهة يعني الكثير بالنسبة للفلسطينيين".

كشفت تلك الصواريخ التي أدخلت القدس المحتلّة الى المعادلة، وثبّتت "وحدة ساحات" فلسطين المحتلّة، أنّ توقيت بدأ وانتهاء المعركة هو بيد المقاومة الفلسطينية فقط، ولا يحدّد على وقع المفاوضات بالوساطة. ولا على وقع "توصيات" رئيس الشاباك رونين بار لمستويات الاحتلال بـ "ضرورة وقف العملية". كذلك يشير توسيع دائرة النار الى أنّ المقاومة الفلسطينية تسير في المعركة وفق خطّة مدروسة متدرّجة حسب ما يتطلّب الميدان.

صواريخ أكثر تطورًا

منذ الساعات الأولى على بدأ المقاومة لردها على اغتيال القادة وإعلان معركة "ثأر الاحرار"، كانت "تل أبيب" (وسط الداخل الفلسطيني المحتل) ضمن دائرة الاستهداف. لكن هذه المرّة بصواريخ ثقيلة. انشغلت المقاومة الفلسطينية في تطوريها، الى أن اضطر الاحتلال لتفعيل منظومة "مقلاع داوود" وهي تحاكي الباتريوت الأمريكية لاعتراض الصواريخ الباليستية، يكلّف اطلاقها لصاروخ اعتراضي حوالي المليون دولار.

الا أنّ صاروخًا للمقاومة تجاوز تلك المنظومة، الأكثر تطورًا من القبة الحديدية، وسقط هذا الصاروخ في "روحوفوت" ليصيب مبنى مؤلف من 4 طوابق، ويوقع عددًا من المستوطنين بين قتيل وجريج، ضمن مشاهد قاسية لم يعهدها الاحتلال سابقًا. بالإضافة الى سقوط عددٍ آخر من الصواريخ في مناطق مختلفة من "تل أبيب" ما أدى الى دمار كبير وأضرار في الممتلكات.

من بين أبرز الصواريخ التي وصلت الى "تل أبيب"، كانت صواريخ "براق – 85" التي عملت المقاومة على تطوريها منذ المعارك الأخرى، الى جانب صاروخ من نوع M- 302. أمّا صواريخ "بدر 3"، محلي الصنع في قطاع غزّة، والتي بات رأسها المتفجّر يزن 500 كيلو غرام، فقد وصلت الى عسقلان المحتلّة، متجاوزةً القبة الحديدية ومحدثةّ دمارًا هائلًا. وقد قالت بلدية الاحتلال في عسقلان "تعرضنا لأكثر من 90 صاروخًا أطلقت من قطاع غزة منذ بداية الجولة".

لكنّ الصاروخ الذي تمكّن من تجاوز منظومة "مقلاع داوود" لا يزال لغزًا يشغل أوساط الاحتلال. اذ ادعى الناطق العسكري أن "الحديث يدور عن صاروخ من إنتاج فلسطيني في قطاع غزة ويبلغ مداه 70 كم ويصل وزن رأسه المتفجر حتى 20 كغم"، لافتاً إلى أن زاوية استهدافه للمبنى المكون من أربعة طوابق كانت حرجة وبالتالي فقد تسبب بكل هذا الدمار. فيما شدّد قائد في الغرفة المشتركة للمقاومة "إننا أدخلنا تكتيك الاستنزاف والتحكم الصامت ومفاجأة الاحتلال بالمعركة".

"لم تسقط الراية"، فاغتيال القادة من المجلس العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، جهاد الغنام، الخليل البهتيني، طارق عز الدين، ومن بعدهم علي غالي وأحمد أبو دقة، لم يقوّض المقاومة الفلسطينية، ولم يمنعها من الرّد أو المبادرة نحو المعركة. وهي مصّرة على استكمالها وخوضها مهما طالت المدّة الزمنية اذ لم يخضع الاحتلال لشروطها ولم يتحقق "اتفاق" وقف إطلاق النار وفق مصلحة الشعب الفلسطيني العامة.

في هذا الصدد، رأى محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل: إن عمليات جيش الاحتلال التي وصل عددها 15 منذ الانسحاب من قطاع غزة، لم تحقق النتائج المرجوة... والجولة الحالية لن تحقق نتائج مختلفة".


الكاتب: مروة ناصر




روزنامة المحور