الأربعاء 31 أيار , 2023 11:04

عبد اللهيان: التقارب الإيراني مع السعودية ليس صفقة تكتيكية

الوزير عبد اللهيان والوزير بن فرحان

أجرى الصحافي الفرنسي جورج مالبرونو مقابلةً لصالح صحيفة "لو فيغارو – Le Figaro"، مع وزير خارجية الجمهورية الإسلامية في إيران حسين أمير عبد اللهيان، تركّز فيها الحوار على الاتفاق الأخير ما بين إيران والسعودية برعاية الصين، وتداعيات هذا الاتفاق على أبرز قضايا المنطقة.

النص المترجم:

لو فيغارو: بعد سنوات من القطيعة، عاودتم الاتصال بالرياض. هل هو فك تكتيكي لتخفيف القبضة على إيران أم تحول استراتيجي؟

حسين امير عبد اللهيان: في السياسة الخارجية للحكومة الحالية، تشكل العلاقات مع جيراننا أولوية. لهذا أجرينا مفاوضات أمنية لعدة أشهر في بغداد وعمان، وأخيراً خلال زيارة الرئيس الصيني للسعودية، طُرحت فكرة قوية على الطاولة. وكانت النتيجة وساطة صينية أتاحت اتخاذ الخطوة الحاسمة بين طهران والرياض. نحن لا نعتبر هذا التقارب اتفاقية تكتيكية.

هل تلقت إيران تعهدات سعودية تستثمرها المملكة عندكم؟

_تحدثنا عن هذا المكون الاقتصادي خلال اجتماعي الأخير مع نظيري السعودي. على الجانبين، نتفق على تطوير علاقاتنا الاقتصادية والتجارية في وقت لاحق، في الأشهر والسنوات المقبلة. أخبرت نظيري السعودي أنه في الوقت الذي كانت فيه علاقة جيدة بين بلدينا، لم يتم إحراز أي تقدم ملموس في علاقاتنا الاقتصادية. لكن، هذه المرة، نرى أن تحقيق المشاريع الاقتصادية هو من أولويات الحكومة السعودية.

كيف تستثمر السعودية في إيران والعقوبات مفروضة عليكم؟

_العقوبات ضد إيران ليست إلى الأبد. في إطار القانون الدولي، لدينا دائمًا إمكانيات.

هل تعترض إيران على تقدم إمكانية تقارب السعودية مع إسرائيل؟

_طبعا نحن ضد تطبيع دول المنطقة مع النظام الاسرائيلي. تحدثنا مع نظيري السعودي عن ضرورة دعم فلسطين. عندما كنت أتحدث معه في بكين، شاهدنا اعتداء إسرائيلي على المسجد الأقصى في القدس، واتفقنا على إدانته ودعم فلسطين.

أليس هذا شرطا لمواصلة التقارب مع السعودية؟

_لا نرى بوادر تطبيع بين السعودية وإسرائيل.

هل إيران مستعدة للانسحاب من سوريا كما تريد السعودية؟

_نحن في سوريا بناء على طلب الحكومة السورية، ولا يوجد سوى عدد قليل من المستشارين العسكريين الإيرانيين. سأجيبكم بالقول إن أمن المنطقة مهم بالنسبة لنا كما هو بالنسبة للسعودية.

اليمن، حيث يتصادم الإيرانيون والسعوديون من خلال وسطاء، يمكن أن يكون مجالًا أن يؤدي فيه هذا التقارب إلى آثار إيجابية. هل تنصح إيران حلفائها الحوثيين بالمضي قدماً في مفاوضاتهم مع العربية؟

_نحن على اتصال بجميع أطراف الحرب في اليمن. منذ بداية الصراع، لم نر الحرب كحل في اليمن. لقد أكدنا دائما على وقف القتال ووقف إطلاق النار وفتح المفاوضات ورفع الحصار. الأمر متروك لليمنيين لاتخاذ القرار النهائي. لكن المنطقة بحاجة إلى إنهاء الصراع في اليمن. التقيت مؤخرا بالسيد عبد السلام، ممثل الحوثيين في سلطنة عمان. لقد بذل الحوثيون بالفعل جهودًا بناءة في هذا الصدد. المحادثات بين المسؤولين السعوديين وأنصار الله تتقدم.

ماتت مفاوضات استئناف المحادثات النووية مع القوى الكبرى؟

أجرينا مناقشات طويلة في فيينا. كنا على وشك التوصل إلى اتفاق، لكن محاورنا طالب بالمزيد خلال هذه المحادثات، مما أعاق تقدمها. لكن طريق الدبلوماسية والمفاوضات مستمر. إنريكي مورا من الاتحاد الأوروبي وزميلي الإيراني (علي باقري) على اتصال، وأنا مع جوزيب بوريل (الاتحاد الأوروبي). هناك دائما رسائل وأوراق غير رسمية (مقترحات غير رسمية) يتم تبادلها بيننا وبين الأمريكيين عبر وسطاء في المنطقة وحتى عبر أوروبيين.


المصدر: لو فيغارو - Le Figaro

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور