الإثنين 31 أيار , 2021 09:10

دمشق: قلب المنطقة النابض مجدداً

تعيش سوريا اليوم مرحلة، تؤكد فيها أنها ما زالت البلد المؤئر في الإقليم، والتي لا يمكن لأحد أن يتجاوزها أو أن يقطع علاقاته معها، فهي بلد تاريخي وجيوستراتيجي، لعب أدواراً مركزية، في كل حقبات المنطقة السياسية القديمة والمعاصرة.

أما الآن وبعد أن خرجت دمشق منتصرة بصمود شعبها وقيادتها، بعد حرب دامت 10 سنوات، والتي فرضت عليها عالمياً، فإن الكثيرين يتوقعون أن تعود كل الدول التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية والعلنية معها، إلى سابق عهدها من العلاقات، لا سيما بعد فوز الرئيس بشار الأسد بولاية رئاسية جديدة، ما أكد أن الأزمة في بلاده، لم تكن في جوهرها داخلية، بل خارجية بحت.

أهمية الدور السوري الإقليمي

_هي أحد الأعضاء الستة المؤسسين لجامعة الدول العربية عام 1945 ، لعبت دائمًا وما زالت، دورًا مهمًا في المواضيع العربية المشتركة، وخصوصاً بما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع العربي مع كيان الإحتلال الإسرائيلي.

_ كان لها الدور الأساسي في الحروب مع كيان الإحتلال، خلال الحروب: 1948،1967، 1973.

_ هي الداعم الأساسي العربي الوحيد للمقاومتين الفلسطينية واللبنانية، فلم تكتفي بالتأييد الكلامي والسياسي، بل قدمت الدعم المادي والتسليحي والتدريبي، حين كان العرب بأغلبهم غير مؤمنين بجدوى المقاومة العسكرية، لذا فهي شريكة أساس في انتصارات المقاومة قي لبنان وفلسطين وما باتوا فيه من اقتدار وقوة ستوصل لانتصارات المقبلة، كما ستكون رأس الحربة في أي حرب شاملة ضد هذا الكيان.

_ لم تؤمن في اي مرحلة بأن التطبيع أو اتفاقيات السلام الاستسلامية كاتفاقيات اوسلو وكامب دايفيد و وادي عربة، ستكون خياراً يرجع الأراضي المحتلة.

_ تساهم بقوة في وصل دول المنطقة ببعضها البعض، بفضل تحالفها الاستراتيجي مع الجمهورية الاسلامية في إيران، لذا سيكون لها الدور المؤثر في نجاح أي حوار، بين إيران والدول الخليجية مستقبلا.

_ إعادة العلاقات العربية مع سوريا، سيساهم في النهضة الإقتصادية لكل دول المنطقة، خصوصاً: العراق، الأردن، لبنان، مصر (عبر تفعيل السوق المشرقية المشتركة) والدول الخليجية المتضررة من انحفاض اسعار النفط العالمية، كما أنها تشكل مركز المسار البري، لمبادرة الصين الاستراتيجية "حزام وطريق".

_ إن حضورها المستقبلي على صعيد البلدان المنتجة للغاز في حوض البحر المتوسط، سيساهم في تحصيل الدول العربية لأفضل شروط تجارية مع الشركات المنقبة عن الغاز والنفط، بعد تشكيلهم لاتحاد مشترك يضمن حقوقهم (سوريا، لبنان، فلسطين، مصر، ليبيا).

_ المساهمة في حل المشاكل التي تعاني منها البلدان العربية: اليمن، العراق، لبنان، ليبيا.

دور سوريا في إنهاء الوجود الأمريكي مستقبلاً

لطالما كانت سوريا تنظر الى الدور الأمريكي في المنطقة، على أنه يهدف لتدمير وتفتيت الدول، من خلال تأجيج التوترات وإعاقة أي حلول للأزمات، خدمة لمصالحها وضمانة لاستمرار وجود كيان الإحتلال الإسرائيلي، الذي يضمن هذه المصالح في المنطقة.

لذا فإن دمشق تؤكد أنها بشعبها وجيشها، اللذين سطرا أروع ملاحم الصمود والانتصارات ضد الإرهاب التكفيري، سيعملون بأقصى طاقاتهم، ضد أي شكل للوجود الأمريكي على أراضيهم، ما سيشكل إضافة نوعية واستراتيجية، سيرغم امريكا على استكمال خروجها من كل المنطقة نهائياً.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور