السبت 03 أيار , 2025 12:15

تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا: بماذا هدّد الشرع؟

الاعتداءات الإسرائيلية على حرستا وشطحة في سوريا

رغم تصريحات رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع ومعاونيه، بعد استلامهم السلطة من قبيل: "الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة"، والتأكيد على أن أولويتهم "في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار وليس الانجرار إلى نزاعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار"، وتأكيدهم على عدم نيّتهم مهاجمة إسرائيل، أو تشكيل خطر عليها، بعكس ما حاولت بعض الجهات الترويج له. ومؤخراً الإشارة الى أنهم لا يريدون تهديد إسرائيل، بل وقبول التطبيع معها وفقاً لشروط تعزز من سلطتهم، وقيامهم بالعديد من الإجراءات التي تُحاصر المقاومة الفلسطينية وكل حركات المقاومة. إلا أنّ الكيان المؤقت يقابل كل هذا الرضوخ، بالمزيد من الغطرسة والإذلال.

فبعد الحادثة الأولى من نوعها، من خلال استهداف سلاح الجو الإسرائيلي لقصر الرئاسة السورية، الجمعة 02/05/2025. استكملت إسرائيل اعتداءاتها الجوية، عبر شنّ غارات استهدفت محيط مدينة حرستا بريف دمشق ومحيط قرية شطحة بريف حماة، ما أدى الى استشهاد مدني جراء هذه الغارات.

وأقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بمسؤوليته عن الغارات وهي الأحدث في سلسلة هجمات تستهدف البنية التحتية العسكرية لسوريا منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في كانون الأول / ديسمبر 2024. وزعمت إسرائيل أنها استهدفت بغارات الأمس مقرات عسكرية ومواقع تحتوي على أسلحة ومعدات، ومضادات للطائرات وبنى تحتية لصواريخ أرض-جو. وأضاف بيان جيش الاحتلال أنه "سيواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مواطني دولة إسرائيل". بينما كانت المزاعم وراء غاراته في وقت سابق، على منطقة قرب القصر الرئاسي في دمشق، بأنها لدعم الموحدين الدروز في سوريا.

حسين الشرع يهدّد!

إلا أن اللافت، هو ما صرّح به والد الشرع الجولاني، حسين، في صفحته على فايسبوك جراء قصف محيط قصر الرئاسة، حيث قال: "دولة العدو الصهيوني تهدد وتتوعد وتنفذ ضربات بالطيران ضد سوريا وآخرها في محيط قصر الشعب، اذا صدقت الاخبار والحجة حماية الدروز السوريين وكأنها حريصة عليهم اكثر من حرص الدولة والشعب السوري وفي هذا ممارسه انتهازيه تقوم بها ظنا منها ان الدولة السورية الجديدة سوف تسكت كما كان سابقا ان هذا استفزاز مقصود تتبعه إسرائيل بمجرد سقوط النظام السابق، وهل تدمير القوات والأعتدة السورية في البحر والقواعد العسكرية كان بدافع حماية الدروز او غيرهم او إبعاد الإيرانيين وحزب الله ام حماية قسد ومسد ام حماية العلويين في الساحل. ابدا ابدا فكل ما ذكرنا هم أجزاء اصيله. من الشعب السوري وهم سوريون وليسوا طارئين ولكن هذه دولة العدوان المستمر ضد سوريا وفلسطين ولبنان وهي تفرد الخرائط لتقيم ما يسمى إسرائيل الكبرى متحدية كل المنطقة العربية الممتدة من البحرين حتى طنجة ومن حلب حتى عدن، ويعيش فيها أكثر من 350 مليون عربي ومسلمين ومسيحيين وكرد وتركمان وأعراق أخرى".

 وأضاف"هذا التمادي الاسرائيلي لابد من وضع حد له وهذا ممكن ولكن كما ترون إسرائيل تطحن بالفلسطينيين بغزه والضفة منذ سنتين، وتقتل وتهجر وتدمر، وكل أطراف هذه المنطقة المشار إليها تتفرج ولكن في الموضوع السوري نحن لن نستمر بالسكوت وسندافع وكما تعلمون ليس لدينا صواريخ مضادة للطيران ولا طائرات ولا مدفعية بعيدة المدى ولا كل ما تمتلكه الدول من اسلحه ولكن لدينا شعب مقاوم تمرس على القتال وشظف العيش لـ 14 سنة ونحن اصلا لا نحتاج لكل تلك الأسلحة فسلاحنا هو إلانسان، سنقاتلهم بأظافرنا وسوف ندعو من يقاتل معنا حتى الذين تم إبعادهم من بلادنا، ونطبق الأرض عليهم وعلينا نحن قوم لا يمكن أن نقول سنرد في الوقت والزمان المناسب ولكن المناسب لنا سيأتيكم من حيث لا تعلمون...".

فهل يمكن اعتبار هذا التصريح من والد الشرع، إشارة إلى ما قد يكون الابن يُفكر به أيضاً؟ والذي إن حصل في أرض الواقع فإن هذا الأمر سيشكّل تغييراً دراماتيكياً في المنطقة، وتهديداً كبيراً لإسرائيل.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور