الإثنين 16 حزيران , 2025 02:33

فريدون عباسي: العالم الشهيد

العالم النووي الإيراني فريدون عباسي

فجر 13 حزيران/يونيو 2025 نفّذ كيان الاحتلال بتنسيق مع أميركا، عملية اغتيال استهدفت العالم النووي الإيراني فريدون عباسي، إلى جانب عدد من رفاقه العلماء، في الضربة الافتتاحية للعدوان الإسرائيلي الأميركي على إيران. في محاولة واضحة لتصفية الكوادر العلمية المرتبطة مباشرة بالبرنامج النووي الإيراني "لتعطيل التهديد المتصاعد للأمن الاستراتيجي" كما يدعي الكيان المؤقت.

النشأة والمسار العلمي

وُلد فريدون عباسي في الثامن من أيلول/سبتمبر 1958 في مدينة عبادان بمحافظة خوزستان جنوب غربي إيران. التحق بجامعة شيراز وتخصص في الفيزياء النووية، ثم انضم إلى حرس الثورة الإسلامية. بعد ذلك التحق بجامعة أمير كبير في العاصمة طهران، وحصل على شهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية، وكان تركيزه منصباً على التطبيقات النووية.

أبرز المناصب

- عمل كأستاذ محاضر في كلية الفيزياء بجامعة الإمام الحسين لمدة 15 عام.

-عمل باحثاً في معهد دراسات الفيزياء التطبيقية واهتم بتطوير المشاريع المتعلقة بالفيزياء النووية.

-عين عام 2011 رئيساً لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

-شغل منصب رئيس لجنة الطاقة.

-انتخب عام 2019 عضواً في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني.

بصماته في المشروع النووي الإيراني

يُعدّ عباسي من أوائل العلماء الذين ساهموا في تشكيل البنية العلمية لبرنامج إيران النووي. أشرف على مشاريع تطوير أجهزة الطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم، ولعب دوراً تقنياً وأمنياً في حماية المنشآت من الاختراق أو الاستهداف. تولّى رئاسة منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بين عامي 2011 و2013، حيث شهدت تلك المرحلة تصعيداً في العقوبات الغربية ضد إيران، ومحاولات حثيثة لعرقلة التطور الإيراني.

محاولة اغتيال سابقة

في تشرين الثاني/نوفمبر 2010، نجا عباسي وعائلته من محاولة اغتيال عبر لصق قنبلة مغناطيسية على سيارته من قبل "الموساد" الإسرائيلي. فيما استشهد زميله الدكتور مجيد شهرياري في تفجير متزامن.

مواقفه السياسية والعلمية

كان عباسي صوتاً قوياً في مجلس الشورى الإسلامي، حيث مثّل مدينة كازرون، وعُرف بمواقفه المتشددة إزاء التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. دعا أكثر من مرة إلى رفع نسبة التخصيب، وتطوير البنية النووية. كما عبّر عن رفضه لأي مساومة على المنجزات العلمية تحت ضغط العقوبات. في إحدى مقابلاته، قال: "حين فشل العدو في كسر إرادتنا عبر الحظر، لجأ إلى سلاح الاغتيال. لكنهم لا يعرفون أن كل شهيد يولد خلفه عشرات العلماء".

إرث عباسي

يمثّل فريدون عباسي واحداً من الجيل الأول من العلماء الذين عملوا في البرنامج النووي الإيراني. واغتياله مع ثلة من رفاقه العلماء خسارة ولكن هذا لا يعني أبداً توقف البرنامج النووي الإيراني عن الاستمرار على يد الشباب المتخصصين بمجالات الهندسة والفيزياء. فكما لم تتوقف إيران بعد العالم فخري زاده، لن تتوقف بعد العالم عباسي ورفاقه. وهذا ما يؤكد السيد علي الخامنئي عليه دائماً بأن البرنامج النووي لم يعد محصوراً بأفراد محددين.

حرص العالم عباسي في مراسم إحياء ذكرى الشهيد فخري زاده على توجيه رسالة واضحة قال خلالها "من يريد إيقاف علمائنا بالدم، فليعلم أن دماءهم تُسقي شجرة التطور الإيراني لا تُطفئها". اليوم، بإمكان الجمهورية الإسلامية أن تُحيل دم العالم عباسي ورفاقه إلى دافع مضاعف لتطوير الأنشطة العلمية والصناعية، ولحشد الإرادة العلمية داخل إيران، ضد العدوان الإسرائيلي الأمريكي الذي يهدف إلى تصفية العقول مخافةً منها.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور