الأربعاء 18 حزيران , 2025 04:38

العميد الشهيد محمد كاظمي: صائد الجواسيس

الشهيد العميد محمد كاظمي

يقول عارفي العميد الشهيد محمد كاظمي، قائد منظمة الاستخبارات في حرس الثورة الإسلامية، الذي استشهد في الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي الأمريكي على إيران، عندما أغارت الطائرات الإسرائيلية على مبنى المنظمة في طهران: "لقد فقدنا شخصية استراتيجية كرّس كل ذرة من كيانه لخدمة النظام الإسلامي. كان الحاج كاظم حلّالاً للعُقد وميسّراً للمشكلات؛ كلما كان هناك نقص أو حاجة إلى خطة جديدة، كان الحاج كاظم يتدخل وتحلّ الأمور".

وهذا ما يكشف بأن اغتيال كيان الاحتلال الإسرائيلي للشهيد كاظمي، لما عاناه منه خلال السنوات الماضية. ورُبما كان له دور ما، في تنفيذ عملية "الكنز الاستخباراتي" الاستراتيجية، ما قبل أيام من بداية العدوان الإسرائيلي.

فما هي أبرز المحطات في مسيرة القائد كاظمي؟

_ الحاج محمد كاظمي المعروف باسم "الحاج كاظم" أو "صائد الجواسيس" أيضاً، هو من مواليد الـ 11 من تموز / يوليو 1961، في مدينة سمنان شرقي العاصمة طهران.

_ انضم إلى حرس الثورة الإسلامية مع نهاية الثمانينيات، حينما التحق بما عُرف في حينها باللجان الثورية التي تولّت التصدّي للجماعات الإرهابية الانفصالية، والتي أُلحقت فيما بعد بوزارة المخابرات "إطّلاعات".

_تولى العديد من المهام الأمنية، أبرزها مهمة الكشف عن الجواسيس داخل وزارة "إطّلاعات" عام 1998، وبعد تحقيق أجراه مع عدد من عناصر الوزارة، استطاع الكشف عن تورطهم في اغتيال كتاب وشعراء فيما عُرف وقتها بـ"مسلسل القتل."

_ ترقى في الرتب الأمنية والعسكرية، وتولى مسؤولية ملفات أمنية واقتصادية حساسة.

_ في العام 2009، عيّنه قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي، رئيسا لقسم مكافحة التجسس وأمن المعلومات داخل منظمة الاستخبارات التابعة لحرس الثورة الإسلامية، التي تتولى بشكل رئيسي مكافحة التجسس. وتولى القائد كاظمي هذا المنصب تزامنا مع فتنة "الثورة الملونة الخضراء" التي حصلت خلال الانتخابات الرئاسية للعام 2009، والتي حاولت من خلالها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ضرب قيادة محور المقاومة من خلال إحداث فتنة داخلية.

ثم تولى "الحاج كاظم" مناصب عدة داخل الحرس، من بينها قيادة وحدة "حماية المعلومات" عام 2019 ووحدة "الإشراف على شؤون قادة ومسؤولي الحرس"، كما شغل منصب رئيس "منظمة حماية الاستخبارات"، المسؤولة عن مكافحة التجسس.

_في 23 حزيران / يونيو 2022، عيّنه القائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي قائداً لمنظمة الاستخبارات التابعة للحرس خلفًا للشيخ حسين طائب، واستمر في هذا الموقع حتى تاريخ استشهاده.

وعن هذه الفترة، يقول بعض عارفيه بأنه "عندما صدر أمر تعيينه من قبل قائد الثورة الإسلامية، كانت المهمة الموكلة إليه أكثر خصوصية، وهي توسيع نطاق العمل داخل الأراضي المحتلة. في حياتنا اليومية، في الشؤون الوطنية، الإعلامية، الإقليمية وغيرها، كنا دائمًا نواجه مسارات وأحداثاً، لكن ربما لم نكن نعلم – ولا نزال لا نعلم – من هو مهندس هذه المسارات، لاسيما الدور الذي لعبه في التطورات الإقليمية وفي تقدم جبهة المقاومة، والذي سيأتي يوم يمكننا فيه أن نُفصح عن جزء من هذه الخدمات العظيمة".

لذلك فهو معروف داخل الدوائر الصغرى، بأدواره المحورية في الشؤون الاستخباراتية والأمنية للجمهورية الإسلامية، وكان موقعه مؤثر – سواء في منظمة الاستخبارات أم في منظمة الحماية - في صنع القرارات الأمنية الاستراتيجية. ولأهمية دوره، فإنه كان من الصعب جداً، الوصول الى معلومات عنه من خلال وسائل الإعلام، أو حتى الحصول على صور قديمة له.

_فرضت عليه وزارتا الخزانة والخارجية الأمريكيتان "العقوبات"، في 26 تشرين الأول / أكتوبر 2022.

ثم في 27 نيسان / أبريل 2023، فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات عليه، إلى جانب عدد من كبار قادة الحرس، تحت ذريعة أنهم مسؤولين عن "الاحتجاز غير القانوني لمواطنين أمريكيين في الخارج" وهي العبارة التي تُحاول بها واشنطن التستّر على جواسيسها في الجمهورية الإسلامية.

وفي تشرين الأول / أكتوبر 2024، فرضت المملكة المتحدة عقوبات عليه إلى جانب شخصيات حكومية إيرانية أخرى.

_ استشهد مع نائبه العميد حسن محقق، بعملية اغتيال نُفّذت في 15 حزيران / يونيو 2025، خلال العدوان الإسرائيلي الأمريكي على الجمهورية الإسلامية في إيران.

وأعلن رئيس وزراء الكيان المؤقت بنيامين نتنياهو عن هذه العملية في تصريح لوسائل الإعلام.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور