يتشارك رئيس حكومة الكيان المؤقت بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في قرار تعيين المقربين كسفراء ووزراء وممثلين وخاصةً في المهام الحساسة، وهذا ما يعكس جانباً من النرجسية في شخصيتهما، وعدم ثقتهما في العمل المؤسساتي وموظفيه، لذا يلجؤون الى الأشخاص في الدائرة المقربة منهما على الصعيد الشخصي لتمثيلهما وأداء المهمات الخارجية أو الداخلية.
وفي هذا السياق يبرز السفير الإسرائيلي الحالي في الولايات المتحدة الأمريكية "يحيئيل ليتر"، الذي كلّفه بنيامين نتنياهو بمهام "رون ديرمر" الخارجية، بعد تقديم الأخير لاستقالته في 11/11/2025. وليتر من الأشخاص المقربين لنتنياهو، ومن أشدّ المناصرين له، خاصةً بكل ما يتعلق بالاستيطان واحتلال الأراضي الفلسطينية ورفض حلّ الدولة، وصولاً الى العداء الوجودي للجمهورية الإسلامية في إيران ومحور المقاومة.
فما هي أبرز المعلومات حول السفير ليتر وأبرز الصفات التي تؤهله للعب هذا الدور؟
_يحيئيل ميخائيل ليتر من مواليد 1 تشرين الأول / أكتوبر 1959 في سكرانتون، بنسلفانيا الأمريكية لوالده ناثان تسفي (ابن الحاخام موشيه).
وقد نشأ يحيئيل في عائلة صهيونية متدينة، وتأثر بكتاب مناحيم بيغن "الانتفاضة"، الذي كان حافزًا لهجرته إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي وانضمامه إلى حزب الليكود.
_ في سنة 1978، هاجر إلى فلسطين المحتلة كمستوطن ضمن مجموعة "رابطة الدفاع اليهودية" التي أسسها الحاخام الإرهابي مائير كاهانا في الولايات المتحدة الأمريكية (الذي يعدّ قدوة الكثير من الشخصيات المتطرفة الإرهابية في الكيان مثل إيتمار بن غفير).
_انضم يحيئيل إلى معهد هسدر الديني في كريات أربع، حيث درس حتى سنة 1984 ورُسم حاخامًا. خلال هذه الفترة، انضم إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعمل مسعفًا في سلاح المدفعية، وكان من المشاركين في اجتياح لبنان سنة 1982.
_في سنة 1984، كان من أوائل الذين استوطنوا في "أراضي يشاي" في الخليل المحتلّة مع عائلته. وفي ذلك الوقت، بدأ التدريس في العديد من معاهد التوراة في القدس المحتلة، مثل معهد مائير، ومعهد أورا، ومعهد الذهب.
_في سنة 1986، قام بإنشاء "مؤسسة الخليل"، ومن سنة 1989 إلى سنة 1992، شغل منصب رئيس لجنة الاستيطان اليهودي في الخليل.
_في سنة 1992، انتقل مع عائلته إلى مستوطنة "عيلي – إيلي بالعبرية". وفي السنة نفسها، أسس مكتب مجلس يشع للشؤون الخارجية، وترأسه من سنة 1992 إلى سنة 1996، إلى جانب المجرم أرييل شارون. في السنوات اللاحقة، عمل مستشارًا للسياسية يمور ليفنات، وأسس "صندوق إسرائيل الواحدة" لجمع التبرعات.
_من سنة 1996 إلى سنة 2001، تابع دراساته الأكاديمية وحصل على درجة البكالوريوس في القانون والعلوم السياسية. خلال تلك الفترة، عمل مستشارًا مستقلًا لشركات ومنظمات ومنظمات غير ربحية.
_في سنة 2000، كان أحد مؤسسي منظمة "القدس الواحدة" التي كانت تواجه مسعى تقسيم مدينة القدس (الى شرقية وغربية كما يريد أنصار حلّ الدولتين)، وهو ما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتذاك إيهود باراك يحاول الترويج له كجزء من تسوية سياسية في مؤتمر كامب ديفيد.
_في سنة 2001، عُيّن رئيسًا لديوان وزيرة التعليم ليمور ليفنات.
_في سنة 2002، عيّن في قسم العلاقات الخارجية في وزارة التعليم، وفي سنة 2003، عيّن في منصب نائب المدير العام للوزارة، والذي شغله حتى سنة 2004. خلال هذه الفترة، حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية.
_في سنة 2004، عُيّن رئيسًا لديوان وزير المالية بنيامين نتنياهو، وهو المنصب الذي شغله حتى نهاية ولاية نتنياهو سنة 2005. خلال هذه الفترة، استخدم ليتر بطاقته الائتمانية الشخصية لدفع تكاليف رحلات أبناء نتنياهو إلى إنجلترا، في إطار قضية "بيبي تورز".
_في سنة 2006، انضم إلى مركز القدس للشؤون العامة كباحث رئيسي في السياسات. وهو يحمل درجة الدكتوراه في الفلسفة السياسية من كلية الحقوق بجامعة حيفا.
_في سنة 2008، ترشح عن قائمة الليكود للانتخابات المبكرة للكنيست الثامنة عشرة، وانتُخب في المركز الثاني والأربعين.
في كانون الأول / ديسمبر 2011، عُيّن عضوًا في مجلس إدارة شركة موانئ إسرائيل، وبدأ العمل كرئيس للجنة المالية وعضوًا في عدة لجان أخرى. وفي الوقت نفسه، كان عضوًا في مجلس إدارة "التجربة الإسرائيلية" وعضوًا في مجلس إحياء ذكرى ثيودور هرتزل.
_قبل تعيينه سفيرًا، كان محاضرًا في الفلسفة في كلية أونو الأكاديمية، وزميلًا باحثًا في مركز شاليم (الذي دعمه الملياردير الأمريكي شيلدون أديلسون والذي يعدّ هو وزوجته من أبرز ممولي دونالد ترامب ومن أبرز المؤثرين عليه).
_ قبل عمله كسفير كان من كتاب صحيفة إسرائيل هيوم الأسبوعيين.
_في 24 كانون الثاني / يناير 2025، بدأ عمله كسفير لإسرائيل لدى أمريكا.
_في أيار / مايو 2025، في مقابلة مع برنامج تلفزيوني محافظ في أمريكا، هاجم منتقدي نتنياهو والنظام القضائي الإسرائيلي بشأن محاكمة نتنياهو، ما أدى الى استدعائه أمام مدير عام وزارة الخارجية.
_قُتل ابنه موشيه يديديا لايتر خلال معركة طوفان الأقصى، عندما كان يقود سرية من الكتيبة 697 في تشكيل نصف النار خلال معارك بيت حانون، وهو الذي كان قائد سرية سابق في وحدة الشالداغ الخاصة الجوية.
الكاتب: غرفة التحرير