الثلاثاء 27 تموز , 2021 09:27

إنفجارات النجف: الحرارة أم استهداف إسرائيلي؟

القاعدة في النجف

استهداف غامض تم ظهر الأمس الاثنين، لقاعدة الكتيبة الثانية التابعة لفرقة الامام علي (ع)، ونقطة اخرى بالقرب من مدينة النجف. وقد أفاد قائد الكتيبة بتصريح حول الهجوم: "بأن طيران مسير معادي استهدف احد المعسكرات التابع للكتائب في محافظة النجف الأشرف". مضيفاً بأن طائرة مسيرة  قامت بقصف احد مخازن العتاد في معسكر الديوك الساعة 3:30 م، قبل ان تعاود استهداف نفس المعسكر في تمام الساعة 5:30 م. لافتأً إلى أن عملية الإستهداف قد سبقها عملية استطلاعية منذ الساعات الاولى من صباح الإثنين، قبل استهداف المعسكر المذكور.

هذا وقد قالت مصادر محلية، أن الهجوم تم باستخدام عدد غير معروف من الصواريخ، وأن أحد الصواريخ لم ينفجر وأبطلت قوات الأمن مفعولها.

من جهة أخرى ورداً على الحادث، قال المتحدث باسم حركة النجباء: "إن العدو يعلم أن العدوان على النجف الأشرف، وانتهاك حرمة هذه المدينة سيكشفان مرتكبي هذا العدوان عاجلاً أم آجلاً"، مؤكدا ان ما حدث لن يمر بشكل عابر ابداً.

خلية الإعلام الأمني

جاءت التصريحات الصادرة عن الفرقة حول الحادث واضحة ودقيقة، بعكس ما أعلنته خلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة، التي كشفت أن قيادة العمليات المشتركة شكلت لجنة تحقيق على خلفية الانفجار، للوقوف على أسبابه النهائية وتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات القانونية بحق اي تقصير. مشيرةً إلى أن المعلومات لدى الخبراء الفنيين في موقع الحادث حددت، أن الانفجار ناجم عن سوء التخزين، مع الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة. ومؤكدة أن وحدات الدفاع الجوي، لم تسجل اي طيران لمسيرة وغيرها قرب محل الحادث بالمحافظة.

فرضية الإستهداف الإسرائيلي

يحيط بهذا الحدث الغامض عدة أمور، تدفع بكل مراقب للوضع العراقي خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ هذا البلد، عدم استبعاد فرضية الإستهداف الإسرائيلي، بل يمكننا وضعها في الدرجة الأولى من سلم فرضيات أسباب حصوله. وأبرز هذه الأمور:

أولاً: الأجواء العراقية تقع بالكامل تحت سيطرة القوات الأميركية. وبالتالي فإن خرق الأجواء من قبل مسيرات كيان الإحتلال الإسرائيلي، سيكون سهلاً وآمناً، وبعلم وتغطية الأمريكيين.

ثانياً: قد تكون عملية الاستهداف الإسرائيلي، ما هو إلا تبادل للأدوار مع القوات الأميركية . خصوصاً وأن هذا الحادث قد سبق إجتماع الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن برئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، ضمن إطار الحوار الإستراتيجي بين البلدين، والذي تمخض عنه قرار انسحاب القوات القتالية الأمريكية أواخر هذا العام. لذا فمن مصلحة الأمريكيين تدخل طرف ثالث ينفذ أهدافهم ومخططاتهم، لكن بطريقة تبعد الشبهات عنهم.

ثالثاً: إن السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، قد تحدث سابقاً عقب حادثة معوض الشهيرة عام 2019، أن العمليات التي تستخدم فيها المسيرات، ستستفيد منها إسرائيل لتنفيذ مآربها من دون ترك بصمة تدل عليها.

رابعاً: في سبيل تعداد إنجازات جيش كيان الإحتلال، تحدث رئيس أركانه أفيف كوخافي، عن تحقيق النجاح في تنقيذ عمليات سرية خاصة ببلدان أخرى غير لبنان وسوريا. وما فسر حينها عن عمليات استهدتف العراق، ضد مقرات تابعة للحشد الشعبي في آواخر العام 2019 والعام 2020، والتي للمصادفة أيضاً استهدف فيها مستودعات أسلحة أيضاً، و ضد منشأت أخرى:

_ قصف منشأة للصواريخ البالستية التابعة لكتائب سيد الشهداء في منطقة آمرلي.

_ قصف مخزن أسلحة تابع لكتائب الامام علي في قاعدة بلد الجوية .

_قصف قاعدة الصقر "فالكون" عام 2019 – 2020 بالقرب من منطقة الدورة.

_قصف مطار كربلاء الذي كان قيد الانشاء عام 2020.

خامساً والأهم: إن كيان الإحتلال بات ينظر إلى العراق عموماً، وإلى الحشد وفصائل المقاومة بكل أنواعها خصوصاً، على أنه بات تهديد استراتيجي له في أي مواجهة كبرى مستقبلاً.

لذا فإن مثل هكذا أحداث غامضة، ستكون إسرائيل فيها أول وأبرز المستفيدين. 


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور