الخميس 09 أيلول , 2021 04:09

توقيت "نفق الحرية": المقاومة.. قراءة صحيحة لعقلية الاحتلال

تُصنّف أوساط الفصائل الفلسطينية عملية "نفق الحريّة" في سجن "جلبوع" الإسرائيلي، بأنها نجاح وتفوّق للعقل الفلسطيني في التخطيط على كل المستويات، مقابل إخفاق كيان الاحتلال في قراءة التحركات الجديدة للفلسطينيين وأبعادها، من عملية "مسافة صفر" عند السياج الفاصل في غزّة حيث قُتل قنّاصه، الى فعاليات "الارباك الليلي"، وصولاً الى عملية "نفق الحريّة" وتداعياتها في استنهاض الاسرى والدعم الشعبي لهم.

وفي اختيار توقيت عملية "نفق الحريّة" التي نفذها ستة أسرى واستطاعوا تحرير أنفسهم من "سجن الخزنة" بحسب ما تصفه الأوساط الإسرائيلية والأشد تعقيداً من الناحية الأمنية والأكثر تحصيناً، دلالة واضحة على قراءتهم الصحيحة لعقلية الاحتلال، تبرز في عدة نقاط، أهمها: 

_ تزامنت العملية مع عيد "رأس السنة العبرية" الذي يستمر ليومين ومناسبة "أيام المغفرة العشرة"، وفي هذه المناسبات يكون للإسرائيليين احتفالات وطقوس، ويذهبون إلى المعابد لإقامة "صلوات" خاصة، بالإضافة الى أنها تٌعد أياماً للإجازة، فما كان للمحرّرين ألا ان أفسدوا عليهم أعيادهم.

_ وفي وقت من المفترض ان يحتفل فيه كيان الاحتلال بالذكرى الـ 72 على تأسيس "مصلحة سجون الاحتلال" والمراسيم التاريخية لتوقيع وتقسيم ميزانياتها، كانت العملية ضربة "مخزية" واختراقاً لهذه المنظومة التي ينفق عليها الاحتلال أموالاً طائلة ويستقدم فيها وحدات النخب من جيشه، ويزودها بأحدث التقنيات والأجهزة والمعدات ونظام حراسة وكلاب بوليسية.

_ كما ان لبعض من هؤلاء المحرّرين محاولات سابقة للتحرّر من سجون الاحتلال، لم تكن عملية "نفق الحرية" التجربة الأولى، وللبعض الاخر منهم خبرات واطلاع على السجون وفهمهم لها ولمخططاتها "وقوانينها" ولطبيعة عمل الأجهزة الأمنية فيها ولأساليب وحداتها، ويعتبر الستة من القياديين في فصائل المقاومة، فكانت العملية بعد تراكمات المعرفة من التجارب السابقة، ومن التكامل بين القدرات والمهارات فيما بينهم، كل ذلك أعطاهم رؤية أفضل وتخطيط دقيق ومحكم للحفر وما بعد الحفر والمحافظة على سريّة العمل والتنفيذ، ولم يكتشف الاحتلال هذه العملية الا بعد ساعات كانت كافية لابتعادهم عن سجن "جلبوع".      

  ويستنزف الاحتلال كل أجهزته واستخباراته وطائراته الاستطلاعية ووحداته الهندسية وفرق تحقيق في محاولة للامساك بطرف خيط يدلّهم على فهم هذه العملية المُحكمة التي تعتبر انجازاً نوعيّاً، وفي محاولة الإمساك بالمحرّرين الستة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور