السبت 09 تشرين أول , 2021 02:23

الشهيد علي عطوي: اسم أذلّ أمريكا و"إسرائيل"

الشهيد علي عطوي

علي الرضا عطوي، واحد من أفراد المجموعة الذين عرفوا بـ "المستضعفين في الأرض" ثم استكمل مسيرته الجهادية في حزب الله وتسلّم مسؤوليات قيادية حتى اخر لحظة من حياته حيث نعاه الحزب بالأمس.  وكانت المجموعة تضمّه مع الشهيد القائد عماد مغنية، محمد علي حمادة، وحسن عزالدين، ونفذوا عملية أرغموا فيها واشنطن وكيان الاحتلال الإسرائيلي على إخراج أسرى لبنانيين وفلسطينيين من السجون، كما طبعوا بصمة ذلّ على جبين القوات الامريكية.

عملية خطف الطائرة الامريكية

في 14 حزيران من العام 1985 تمكنت المجموعة من اختطاف طائرة بوينغ 727 التابعة لخطوط الطيران TWA الأمريكية، متوجهة من القاهرة إلى سان دييغو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، مرورا بـ أثينا، وروما، ثم بوسطن ولوس أنجلس في الولايات المتحدة، وعلى متنها 145راكباً بالإضافة الى الطاقم المؤلف من ثمانية أشخاص. وعند مروها بأثينا في اليونان تم قطع مسارها واجبارها على الهبوط في مطار بيروت، لتبدأ مراحل الأكثر من 14 يوماً من المواجهة المباشرة ومفتوحة والمفاوضات وفرض الشروط على الولايات المتحدة الامريكية.

 في البداية، عندما دخلت الطائرة الأجواء اللبنانية رفض المسؤولون اللبنانيون هبوطها في مطار بيروت، لكن المجموعة طالبت بتزويد الطائرة بالوقود، حلقت بعض الوقت فوق المطار، حتى تراجعت السلطات اللبنانية عن قرارها، وأزيلت العوائق وهبطت الطائرة.

ثم أقلعت الطائرة من مطار بيروت لتهبط في مطار هوّاري بومدين في الجزائر وطلبت المجموعة حضور السفير الأميركي في الجزائر آنذاك مايكل نيولن إلى المطار، فحضر وأبلغوه مطالبهم وبقيت الطائرة خمس ساعات، وعند حوالي الساعة العاشرة ليلاً كانت الطائرة تعود مجدداً باتجاه مطار بيروت. ويذكر ان المجموعة كانت قد أخلت الطائرة من النساء والأطفال.

وبعدها عادت الى الجزائر في وقت أعلنت فيه السلطات اليونانية اعتقال الشهيد عطوي في مطار أثينا وأعربت عن اعتقادها أن الأسلحة ربما أدخلت إلى الطائرة في مطار القاهرة، لكن سرعان ما رضخت السلطات اليونانية لمطلب المجموعة بالإفراج عن عطوي الذي عاد وانضم الى رفاقه، مقابل إطلاق سراح 63 راكباً يونانياً على دفعات، كما رضخت السلطات القبرصية أيضاً ووافقت على إطلاق عارف ريا المعتقل في سجن لديها، ولم يبق على الطائرة سوى الركاب الأميركيين الـ 32 والطاقم.

اهتزت الولايات المتحدة، واستنفرت أجهزتها الأمنية والعسكرية وطاقاتها الدبلوماسية لكنها وقفت عاجزة عن التقدّم بأي خطورة لصالحها والافراج عن الطائرة ومن فيها، فبدأت بالاتصالات مع كل من الكيان الإسرائيلي ليتعهد بإطلاق سراح المعتقلين، وسوريا لتدخل بالوساطة مع المجموعة وتضمن إنهاء العملية.

 في 16 حزيران، عادت الطائرة من الجزائر إلى بيروت، وتدخلت السلطات اللبنانية وبدأت مرحلة المفاوضات، وفي هذا الوقت تم نقل ركاب الطائرة وتوزيعهم في مناطق متفرقة من الضاحية في بيروت وذلك لإسقاط أي محاولة لإنقاذهم على أرض المطار، بالتالي إخضاع الولايات المتحدة للشروط الموضوعة.

لم يعد بإمكان واشنطن استعادة الركاب، وبقي أن تُلبى مطالب المجموعة بإطلاق سجناء "عتليت" في حيفا المحتلّة، وان تدفع أمريكا ثمن وجودها في لبنان. وعلى مدى ثلاثة أيام، لم تشهد العملية أي تطورات وظلّ يلفها الغموض لجهة مكان الركاب، ولمعرفة حقيقة الموقف الإسرائيلي.

 بعد تسعة أيام وفي 23 حزيران، بدأت تظهر بوادر رضوخ كيان الاحتلال لشروط المجموعة فقد أعلنت حكومته عن استعدادها لإطلاق 31 معتقلاً من سجن "عتليت" خلال 24 ساعة، لكن هذه الخطوة لم تكن كافية حتى أجبرت حكومة الاحتلال على الافراج عن 71 معتقلاً جديداً.

وبعدها في 30 حزيران، جُمع كل ركاب الطائرة في مدرسة التحويطة في برج البراجنة في الضاحية الجنوبية، وصعد محمد علي حمادة وحسن عز الدين واعلانا انتهاء العملية بعد تحقيق أهدافها، وحضرت سيارات لاستلام الركاب وأخذهم الى دمشق حيث ضمن الرئيس حافظ الأسد عودتهم الى بلادهم.

 وفي المقلب الاخر كان الكيان الإسرائيلي يستكمل تنفيذ الشروط التي طالبت بها المجموعة قبل إنهاء العملية، وأخرجت في 3 تموز 300 معتقل من سجن "عتليت"، ثم تتالت عمليات الإطلاق: 100 في 24 تموز، و79 أسير في 13 أب، وأخيراً 113 معتقلاً في 29 أب.

وكان الشهيد عطوي قد صرّح بانه استطاع ورفاقه إدخال مسدس من عيار 9 ملم وقنبلتين يدويتين إلى الطائرة، وأخفيت هذه الأسلحة في كيس نايلون بعد تغليفها بمادة "الفيبرغلاس"، وكان اسمه مدرج على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالية للمطلوبين دولياً، وكان الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش قد وضع ما سماه "جائزة" مالية بقيمة 5 ملايين دولار لكل من يدلي بمعلومات تتعلق به أو بأسماء أفراد المجموعة الاخرين.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور