الخميس 23 كانون الاول , 2021 04:10

جمال عبد الناصر: مواجهة مصالح أمريكا و"إسرائيل"

جمال عبد الناصر

 جمال عبد الناصر، مواليد مدينة الإسكندرية في مصر عام 1918، رجل رسم تاريخاً طويلاً من المواقف والمحطات السياسية والعسكرية حتى تأثرت به الشعوب العربية واعتبرته "رمزاً عربياً مناضلاً"، لا يزال يذكر في محافلها لليوم.

فما هي أبرز المحطات التي جعلت من جمال عبد الناصر "قائداً للتحرر العربي"؟

_ بدأ نشاطه السياسي في سن مبكرة مشاركاً في مظاهرات طلابية مناهضة للاستعمار البريطاني، والتحق بعد تخرجه من الكلية الحربية بسلاح المشاة وخدم في مواقع مختلفة بين مصر والسودان وتعرف خلال هذه الفترة على زملائه الذين أسس معهم تنظيم الضباط الأحرار فيما بعد.

_ وأول حرب شارك فيها كانت ضد كيان الاحتلال عندما اجتاح مناطق فلسطينية عام 1948 بعد انسحاب الاستعمار البريطاني منها.

_ وعام 1953، قاد جمال عبد الناصر حركة "الضباط الاحرار" وأطاحوا بحكم الملك فاروق، ليعلن في العام التالي قيام جمهورية مصر برئاسة محمد نجيب وكان عبد الناصر نائبه وأصبح مع "الضباط الأحرار "أوصياء على مصالح الشعب المصري".

_ عام 1953، أنشأ نظام الحزب الواحد عرف بـ "هيئة التحرير"، (على خلفية معارضة من أحزاب آخرى على حقائب وزارية)، وتولى عبد الناصر منصب أمينها العام.

_ عام 1955 بدأت تبرز شخصيّته القيادية والتي حظيت بالشعبية الواسعة، حيث كان على رأس الوساطة في المؤتمرات لحل الخلافات والنزاعات بين الدول، كما عمل للتصدي للاستعمار في أفريقيا وآسيا وتعزيز "السلام العالمي" في ظل الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، فدعم الجهود من أجل استقلال تونس والجزائر والمغرب من الاستعمار الفرنسي، ودعم حق عودة الفلسطينيين الى أراضيهم.

_ عام 1956، أُعلن عن الدُستور المصري الجديد، الذي نصَّ على تأسيس نظام الحزب الواحد تحت مظلَّة "الاتحاد القومي" وهو نفسه "هيئة التحرير" لكن بعد تشكيلاتها الجديدة، ثم تم ترشيح عبد الناصر لمنصب رئاسة الجمهورية، وفار بالأغلبية.   

تأميم قناة السويس

كان قراره تأميم قناة السويس لأجل تأمين تمويل مشروع سد "أسلوان" بعد تخلّف الولايات المتحدة عن دعمه بسبب انزعاجها من سياساته الداخلية والخارجية التي لا تتناسب مع مصالحها، وكان أهمها دعم عبد النصار لاستقلال الجزائر والتزامه الحياد في الحرب الباردة، بالإضافة الى اعترافه بالصين الشيوعية.

وعرف عبد الناصر آنذاك ان القرار سيشكّل له "أزمة"، وفي 29 تشرين الأول 1956 تعرّضت قناة السويس لحرب كان أطرافها الكيان الإسرائيلي وفرنسا وبريطانيا، حيث ان قوات الكيان عبرت شبه جزيرة سيناء وتقدّمت، وبعد يومين، قصفت الطائرات البريطانية والفرنسية المطارات المصرية في منطقة القناة، ووقعت اشتباكات واسعة مع الجيش المصري بقيادة عبد الناصر، استطاع ان يخرج محققاً أهدافه ورادعاً الحلف الاخر.

مواجهة الكيان الإسرائيلي

انتقل عبد الناصر بعدها الى مرحلة إعداد العُدّة لمواجهة كيان الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ومناصرة شعبها، وعُرف بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، ففي كانون الأول عام 1964، دعا لعقد قمة الجامعة العربية في القاهرة، لتوحيد الصفّ العربي ضد خطط الكيان الإسرائيلي لاستخدام مياه نهر الأردن لأغراض اقتصادية، والتي اعتبرتها سوريا والأردن عملا من أعمال الحرب، كما شجع عبد الناصر سوريا والفلسطينيين ضد استفزازات الإسرائيليين، وبنى علاقات جديدة مع الدول ما أكسبه شعبية في الساحات كافة.

وعام 1967 بدأت تحذيرات دولية تصل لعبد الناصر بان الكيان الإسرائيلي قد يشن حرباً على مصر، في وقت كان يجتاح فيه بقية المناطق الفلسطينية (الضفة الغربية، وقطاع غزة)، وفي الخامس من شهر تموز ضرب سلاح جو الاحتلال القواعد الجوية المصرية واحتل شبه جزيرة سيناء.

وفي العام 1968 بدأ عبد الناصر "حربا استنزافية" لاستعادة قناة السويس والمناطق المجاورة لها، واستمرت مواجهاته ضد الاحتلال طويلاً، حتى عرضت وساطات أمريكية وسوفياتية مفاوضات للتسوية سياسية وانسحاب الاحتلال من المناطق المصرية.

الوفاة

بالإضافة الى مضاعفات مرض السكري الذي عانى منه منذ فترة طويلة، تعرّض في العام 1970 لنوبات قلبية. حاول الأطباء معالجته لكنّه فارق الحياة بعد عدّة ساعات. شيّعه الشعب المصري في جنازة كبيرة كما تأثرت بوفاته كل الأمة العربية


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور