الجمعة 28 كانون الثاني , 2022 06:20

المشروع السياسي لبهاء الحريري: سوا للبنان أم لأعداء لبنان؟

سوا للبنان وبهاء الحريري

تشكل حركة "سوا للبنان"، واحدةً من أبرز جمعيات المجتمع المدني NGO’s، التي يقوم بتمويلها بهاء رفيق الحريري، الذي يسعى من خلالها الى دخول معترك المجال السياسي، عبر خوض الانتخابات النيابية المقبلة، من خلال 128 مرشح (حسب ما ورد في الأوساط الإعلامية)، ومحاولة الفوز بكتلة نيابية مؤيدة له.

فبعدما كان نشاط هذه الحركة مقتصر فقط على الأعمال الاجتماعية، في بعض المناطق مثل صيدا وبيروت. أعلنت قبل أشهر توجهها للنشاط السياسي، من خلال حملة إعلامية ضخمة، نشرت على أبرز المساحات الإعلانية في العاصمة، تحت عنوان "سوا لسيادة لبنان".

لكن اللافت في هذه الحركة، أنها تعتمد على برنامج يضج بالشعارات، التي توضح ماهية خطها وخط ممولها بهاء السياسي، وهو العداء الشديد للمقاومة، بما ينسجم بشكل واضح مع مصالح الولايات المتحدة الامريكية والدول التابعة لها في المنطقة.

فما هي أبرز النقاط التي تضمنها البرنامج السياسي للحركة، والذي من خلاله نستطيع الاستدلال على ذلك؟ وما هي العوامل الأخرى التي ستؤكد طبيعة فكرها السياسي؟

_ التأكيد على ضرورة استعادة سيادة الدولة اللبنانية كاملة، من خلال ترسيم الحدود البرية والبحرية، وتمكين الجيش اللبناني وحده من الدفاع عن لبنان، وهذا ما يتطابق بشكل تام مع الخطاب والسلوك الأمريكي.

ففي هذه العبارة، تجاهل واضح الى أن من يقف بوجه بسط الدولة لسيادتها، هو كيان الاحتلال الإسرائيلي من جهة، وتفشي التدخل الأمريكي في كل قطاعات ومفاصل الدولة. إضافة الى أن واشنطن هي من تمنع تسليح الجيش اللبناني بالأسلحة المناسبة، بما يمكنّه من خوض معارك الدفاع عن البلد.

_ تأييد مبدأ حياد لبنان عن الصراعات الإقليمية، وتفعيل "الدبلوماسية النشطة" التي تعيده إلى دوره الريادي كعضو مؤسس في جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة، لإنهاء عزلته.

وهذا ما يتقاطع أيضاً، مع خطاب أتباع واشنطن في لبنان، الذي ينادون بالحياد وفقاً لأهوائهم، لكنهم يتميزون بالانحياز. فهم لا مشكلة لديهم بأن ينسجوا العلاقات مع دولة معتدية وظالمة، ضد بلدان عربية أخرى، بل ومستعدين لإدانة واستنكار أي عملية دفاع، قد تتخذها هذه البلدان لتدفع الظلم والحرب والحصار عنها، كما يحصل في اليمن.

_ تبني شعارات معيشية ملً منها اللبنانيون، لكثرة ما تم تكرارها، والتي تتعلق بالكهرباء وتأمين الدواء وفرص العمل، ومكافحة الفساد.

فيما الحالة الاقتصادية والاجتماعية السيئة التي وصل اليها الشعب اللبناني، لم تكن سوى نتائج ما قامت بتنفيذه الإدارات الحريرية السياسية المتعاقبة، عبر سياسة الاستدانة من الخارج، وتفشي فساد ممثليها،  وتركيز الاهتمام على القطاعات السياحية والخدمات المصرفية، والتشجيع على الاستهلاك.

وقد غاب عن سوا للبنان، أن أصل الفساد قد أوجده هذا النموذج والسلطة التي أدارت البلاد طوال الـ 30 عاماً.

_ من أكثر الأمور الملفتة أيضاً، أن هذه الحركة تضم في مجلس المستشارين، الكثير من المتمولين الأمريكيين والمحليين أيضاً بالإضافة الى الحريري، أو ممن شاركوا في الحياة السياسية سابقاً:

1)نيك رحال: سياسي أمريكي في الحزب الديمقراطي والذي كان عضواً في العديد من دورات الكونغرس.

2)روجيه إده: رجل الاعمال وصاحب مؤسسات اقتصادية عديدة، ورئيس حزب السلام، الذي يجاهر بالشعارات الامريكية الهوى المعادية للمقاومة والمطالبة بما يسمى الحياد.

3)مجد حرب: نجل ووريث النائب السابق بطرس حرب، الذي يجاهر بالعداء للمقاومة والتحالف مع أمريكا.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور