السبت 12 آذار , 2022 01:09

تشكيل حكومة عراقية جديدة: جعفر الصدر المرشح الأوفر حظاً

جعفر محمد باقر الصدر

أثمرت جهود المفاوضات المكوكية في العراق، خلال الأيام الماضية، والتي أدّت الى حصول تطورات مهمة على صعيد تشكيل الحكومة الجديدة. فبعد اتصال هاتفي مفاجئ وُصف بالتاريخي، بين زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، بعد قطيعة زادت على 12 عاماً. تم إعلان موافقة الإطار التنسيقي المبدئية، على مرشح التيار لرئاسة الحكومة السيد جعفر الصدر، نجل الشهيد المرجع السيد محمد باقر الصدر، بعد أن عقدوا اجتماعاً لمناقشة مبادرة السيد مقتدى الصدر الأخيرة. على أن يتّم الموافقة النهائية، بعد اجتماعهم الشخصي بالسيد الصدر، للاتفاق على كامل التفاصيل.

ووفقاً لهذه المبادرة، يكون السيد الصدر قد أسقط ما وضعه سابقاً من شرط يشبه "الفيتو"، على مشاركة الرئيس المالكي في الحكومة. وتحدثت بعض الأوساط الإعلامية عن طرح البعض اسم المالكي، لتسلّم منصب نائب رئيس الوزراء.

وتشير أجواء المبادرة أيضاً، أنها ستضم بالإضافة الى التيار والإطار، كلاً من الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة بما يشكل أغلبية نيابية، ما قد يقود أيضاً لاختيار رئيس جمهورية توافقياً.

نتائج هذه المبادرة، أكدها موقف رئيس الوزراء المنتهية ولايته "مصطفى الكاظمي"، الذي كان متوقعاً التجديد له لولاية جديدة، نظراً لما يربطه من علاقة وثيقة بالسيد الصدر. حيث عبّر من خلال تغريدة له على موقع تويتر، عن مباركته لجهود القوى السياسية والأحزاب التي أفرزتها العملية الانتخابية، لتشكيل حكومة تتصدى للاستحقاقات، معدّداً فيما يشبه خطاب الوداع إنجازات حكومته.

ردود الفعل السياسية

أولى ردود الفعل، كانت من رئيس الجمهورية المنتهية ولايته برهم صالح الذي ثمّن هذه المبادرة السياسية، لتجاوز حالة الانسداد والتعطيل الدستوري. مضيفاً بأن الواجب هو دعم الجهود الوطنية، لتلبية الاستحقاقات الدستورية والشروع بتشكيل حكومة مقتدرة حامية للأمن الوطني وخادمة للمواطنين، تستجيب للتحديات الاقتصادية والمعيشية وتحمي سيادة البلد واستقراره في ظل المتغيرات الدولية.

وكان للأمين العام لعصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، بياناً ترحيبياً بهذه التطورات، حيث أعلن في تغريدة له أن التجربة قد أثبتت "أن اختيار رئيس مجلس النواب كان سريعا، لأن القوى السياسية السنية تفاهمت فيما بينها، ونعتقد أن هذا هو مدعاة لأن تبذل القوى السياسية الكوردية جهدها في الحوار والتفاهم، للاتفاق على مرشح رئيس الجمهورية، وكذلك القوی السياسية الشيعية في الاتفاق على مرشح رئيس مجلس الوزراء (جرياً مع العرف السياسي الموجود)، لكي يتم إكمال الكابينة الحكومية بأسرع وقت". مضيفاً بأن "تشكيل الحكومة هو وسيلة وليس هدفا، وإنما الهدف هو خدمة المواطن الذي أخذ وضعه الاقتصادي يزداد سوءا، مما يحتم علينا جميع تجاوز الكثير من الملاحظات أو الاعتبارات التي ستعتبر ثانوية أمام مصلحة وخدمة أبناء شعبنا جميعا، لذلك نرحب جدا بالتطورات السياسية الأخيرة علها تكون مخرجا من هذا الانسداد".

فما هي أبرز المحطات في سيرة المرشح السيد جعفر محمد باقر الصدر

_ من مواليد النجف الأشرف، في الـ 7 من أيلول / سبتمبر للعام 1970. وهو النجل الوحيد للشهيد المرجع السيد محمد باقر الصدر، ويكون خاله الإمام السيد موسى الصدر أعاده الله.

_ انتقل مع عائلته إلى مدينة الكاظمية، حيث أكمل فيها دراسته الابتدائية والثانوية، ثم التحق في جامعة بغداد لدراسة القانون.

_ لكنه عاد بعد مدة لتلقي علومه الدينية في حوزة النجف العلمية، حيث كان ملازماً للشهيد المرجع السيد محمد محمد صادق الصدر. الى أن انتقل الى الجمهورية الإسلامية في إيران، في العام 1998، بسبب مضايقات نظام صدام حسين، وبطلب من الشهيد الصدر الثاني. حيث أكمل دراسته الدينية في الحوزة العلمية في قم المقدسة، والتي وصل فيها الى مرحلة البحث الخارج.

_ انتقل بعدها الى لبنان، التي حصل فيه على شهادتي إجازة وماجستير في علم الاجتماع من الجامعة اللبنانية.

_ عاد الى العراق في العام 2003، بعد سقوط حكم صدام حسين، لكنه ظل يتنقل ما بين لبنان وبلده خلال الأعوام اللاحقة.

_ أولى مشاركاته السياسية كانت، من خلال توليه منصب مستشار رئيس جمهورية العراق في العام 2009، ثم فاز بمقعد ضمن كتلة "سائرون" في مجلس النواب لدورة العام 2010.

_ ثم التحق بعدها بالسلك الدبلوماسي، وعيّن سفيراً في وزارة الخارجية العراقية.

_ منذ تشرين الأول / أكتوبر للعام 2019، عُيّن بمنصب سفير فوق العادة لبلاده في المملكة المتحدة منذ تشرين الأول 2019، وهي خطوة وصفها المراقبون بأنها تسبق ترشيحه لرئاسة الوزراء.

_ منذ شباط / فبراير للعام 2020، يتولى أيضاً منصب ممثل بلاده الدائم لدى المنظمة البحرية الدولية.IMO


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور