الإثنين 21 آذار , 2022 06:51

الكتائب النازية القديمة والجديدة في لبنان

الكتائب اللبنانية

لم يكن حزب الكتائب اللبنانية في يوم من الأيام، إلا مثالاً عن الأحزاب الفاشية (القومية العنصرية)، وأبرز مثال عليها النازية في الماضي والنازية الجديدة الآن. حيث منذ تأسيسه في العام 1936، عبر بيار الجميل، كان الحزب مستوحىّ من الأحزاب الفاشية الأوروبية، ,التي كان أبرزها وقتذاك الحزب النازي الألماني وحزب الكتائب الإسبانية. وذلك بعد أن زار الجميل ألمانيا، خلال حقبة الحكم النازي ليشارك بالألعاب الأولمبية، وقد أعجبه حينها طريقة تنظيم الشبيبة النازية، فأحب أن ينشئ حركة شبابية مماثلة لها تكون شبه عسكرية، أوجد لها زياً رسمياً موحداً يتألف من قمصان بنية اللون، وكان أعضاء الحركة يستخدمون التحية الرومانية.

ورغم أن تأسيس الحزب كان قبل نيل لبنان لاستقلاله من فرنسا، إلا أنه منذ ذلك الوقت كان يروج للقومية اللبنانية، ذات الأساس الفينيقي "المتميز" عن جيرانه العرب. معتبراً أن لبنان منفذ ليبرالي حيث يمكن للمسيحية الشرقية، وخاصة الكاثوليكية الشرقية، أن تزدهر اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا، في سلام مع محيطه.

ووفقاً لهذا الأمر، بدأت علاقة الحزب بالكيان الاسرائيلي المؤقت منذ العام 1951، من خلال تمويل وزير خارجية الكيان وقتذاك "موشيه شاريت" للحزب بحوالي 3 آلاف دولارًا أمريكيً، من أجل التحضير للانتخابات النيابية، مع أنه كان غير مقتنع بقدرتهم على الفوز بها. والتي أعيد وصلها فيما بعد، خلال الحرب الأهلية بعد العام 1975، التي كان من أبرز المتسببين فيها والمشاركين في حروبها، ومن أكثر مرتكبي جرائمها، التي لا تبدأ من مجازر السبت الأسود وبوسطة عين الرمانة، ولا تنتهي عند مجزرة صبرا وشاتيلا، عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

لن يستطيع خداع اللبنانيين مجدداً

إن المتأمل في مسار هذا الحزب، الذي يمكننا وصفه بالنازي القديم والجديد، سيجد بأنه مرّ بمسار انحداري حادّ، لا سيما على صعيد التمثيلين الشعبي والسياسي. فبعدما كان من أقوى الأحزاب تمثيلاً نيابياً، واستطاع إيصال اثنين من أولاد بيار (بشير وأمين) الى رئاسة الجمهورية (بدعم مباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي). إلا أنه اليوم يصارع من أجل استعادة بعض التمثيل في المجلس النيابي، في انتخابات أيار 2022، ولو بعدد مقاعد لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.

وكعادة رئيسه الحالي "سامي الجميل"، فإن هذا الحزب لا يمتلك في جعبته لخوض هذه الانتخابات، سوى التصويب على سلاح المقاومة، بذريعة الحفاظ على السيادة والاستقلال، والدعوة الى ما يسمى بالحياد الإيجابي، ليشدّ بواسطة ذلك من شعبيته الموهومة. فهو ما يزال يظن بأنه يمكن تحقيق ذلك، من خلال التهجم على قسم كبير من اللبنانيين المتمسكين بالمقاومة، عبر إثارة رعب مصطنع منها لدى فئات لبنانية ذات انتماء طائفي مختلف. وهذا ما لم يعد من أولويات أكثرية الشعب اللبناني. الذي بات بحاجة إلى جهة (مهما كان انتماؤها) تكون المنقذ لهذا الوطن من الخراب الذي هو فيه، عبر وقف الفساد المحمي خارجياً، وصون سيادة البلاد الحقيقية بعيداً عن تدخلات الإدارة الأمريكية، وتكون بعيدةً عن الخطاب التوتيري التقسيمي، كمثل الذي تطلقه "المنظومة"، التي كان حزب الكتائب أبرز وجوهها طوال عقود من الزمن!!!


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور