السبت 17 نيسان , 2021 02:56

دور حزب الله في حماية نفط لبنان وحوض المتوسط

في ظل معركة ترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة، وبالإضافة للثروة النفطية الهائلة التي يتمتع بها حوض شرق المتوسط، تسعى دول إقليمية وعالمية للحصول على موطئ قدم لها في لبنان، وتنظيم العلاقة أو الاشتباك مع حزب الله باعتباره قوة نافذة في لبنان والإقليم.

مع وجود كميات هائلة من النفط والغاز في حوض المتوسط لا سيما على سواحل لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة وقبرص واليونان، والتي تقدّر بما يقارب 122 تريليون مكعب من مصادر الغاز، وحوالي 107 مليارات برميل من النفط القابل للاستخراج، تحاول تركيا وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة أن يكون لها دور فاعل في لبنان، غير أنّ المعادلات التي فُرضت حديثاً بعد الحرب السورية، والتي رسخت قوة ونفوذ حزب الله الإقليمي جعلت من الحزب أحد المفاتيح والأبواب التي يمكن من خلالها الوصول الى موطىء قدم لها، روسيا تدرك هذا الواقع جيداً، وتعرف أن النفط والغاز في المتوسط أضخم وأعظم مما هو موجود في الخليج، ما لفت إليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أثناء استقباله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد في موسكو مؤخرًا.

 تركيا التي يتصاعد الخلاف بينها وبين فرنسا على خلفية حوض المتوسط تبذل أيضًا جهودها مضنية لإيجاد موطئ قدم لها في لبنان، وتحديدًا من بوابة طرابلس، عبر دعم مجموعات محلية مستغلة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للبنانيين، بالإضافة الى الضغط الكبير الذي تمارسه واشنطن على لبنان والمقاومة والرئيس ميشال عون بصفته "حليف الحزب"، وسبقها ضغوط على شركة "توتال" الفرنسية  لوقف أعمال التنقيب عن النفط في البلوك رقم 4، من هنا تأتي أهمية زيارة وفد  حزب الله  الى العاصمة الروسية موسكو الشهر الماضي وهي الأولى منذ ما يقارب 10 سنوات، بهدف تتعزيز وتفعيل التعاون بين الجانبين، وهو نابع من قناعة الروس بأن حزب الله طرف موثوق وقادر وفعال، يمكن مناقشة الملفات الاستراتيجية معه وعلى رأسها قضية النفط  والغاز، والاستثمار الروسي المشترك مع لبنان.

دور المقاومة في حماية النفط اللبناني

أما فيما يتعلق بلبنان ومكانه في حوض شرق المتوسط، فقد أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال خطاب ألقاه قبل 10 سنوات، بشكل مباشر دخول المقاومة على خط حماية الثروة النفطية الموجودة قبالة الشواطئ اللبنانية، حيث رأى أن استخراج النفط سيمثّل حلاً للمشكلات الإقتصادية والمعيشية التي يعانيها الشعب اللبناني.

ولفت إلى أن المقاومة ترى: "أن ترسيم الحدود البحرية هو مسؤولية الدولة، وبالتالي نحن المقاومة ليس لنا رأي بهذا الأمر، لا رأي فنياً ولا تقنياً، ولا نتدخل بهذا الموضوع".

هذا الأمر أكده السيد نصر الله مرات عدة في خطاباته مؤخرًا، خصوصًا مع استلام قيادة الجيش دفة التفاوض مع كيان الاحتلال بوساطة أميركية، ورعاية أممية، وشدّد على أن: "إسرائيل أيضاً تحتاج إلى الغاز والنفط وإذا أرادت ان تمنعنا من استخراج ثرواتنا فنحن نستطيع ان نمنعها أيضاً".

هذه الرسالة تلقاها المسؤولون في كيان الاحتلال جيدًا، وهو بات يأخذ التهديد الصاروخي في الحسبان، ما قد يعطل عمليات الاستكشاف والتنقيب لديه، ويمنع الشركات من الاستثمار فيه، إضافة الى أن هذا الدعم الذي تلقاه الفريق اللبناني المفاوض من قيادة المقاومة، ورئاسة الجمهورية، أجبر الجانب الإسرائيلي للإعلان عن إرجاء المفاوضات، والاستعانة بواشنطن من أجل تعديل موقف لبنان، والعودة الى التفاوض ضمن شروطه.

وسط كل هذه الأزمات في المنطقة يبقى الرهان على الموقف الرسمي الذي سيتخذه لبنان، حول قبوله التعاون الجاد مع كل من روسيا والصين، والاستفادة من توازن الردع التي بنته المقاومة في الدفاع عن حقوق لبنان في أرضه ونفطه، أو إبقاء قراره مصادراً من الإدارة الأميركية التي تمعن بالعرقلة، فتمنع اللبنانيين من التوصل الى توافق حول تشكيل الحكومة، وتعيق أي حلول للأزمة الإقتصادية الراهنة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور