الخميس 12 أيار , 2022 05:37

آخر معطيات التحقيقات في استشهاد الصحفية أبو عاقلة

من تشييع الشهيدة شيرين ابو عاقلة

سرعان ما تحولت قضية قتل الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة اثناء تغطيتها لاقتحام قوات الاحتلال مخيم جنين في الضفة الغربية الى قضية رأي عام، خاصة وأن رصاصة القنص أصابتها وهي ترتدي السترة الصحفية. وطالبت مؤسسات الاتحاد الأوروبي التي تعنى بدعم الصحفيين كما سفير الولايات المتحدة بإجراء تحقيق للكشف عن ملابسات الاغتيال، فالكيان الإسرائيلي بانتهاكه للقوانين والأعراف الدولية يقحم نفسه بنفسه في مآزق دولية في إطار استمراره بسياسة التعرّض للصحفيين والمؤسسات الإعلامية حيث لا تزال وصمة استهداف "برج الجلاء" في غزّة وأكثر من 50 مؤسسة إعلامية خلال عدوانه على القطاع في أيار / مايو الماضي مطبوعة في سجل تاريخه.    

التحقيقات تكشف تورط قوات الاحتلال

فضحت منظمة "بتسيلم" اليسارية بـ "الدليل القاطع" التضليل الممنهج الذي يمارسه كلّ من الناطق باسم جيش الاحتلال وقائد المنطقة الوسطى فوكس، ورئيس أركانه كوخافي، ووزير الحرب بني غانتس، ورئيس حومة الاحتلال نفتالي بينت، حول ملابسات اغتيال مراسلة قناة الجزيرة أبو عاقلة وادعائهم أن وحدات جيشهم ليست هي القاتلة. وقارنت "بتسليم" الفيديو الذي وزعه الناطق باسم جيش الاحتلال والذي قدمه على أنه دليل على أن فلسطينيا هو من أطلق النار وقتل أبو عاقلة، مع المشاهد التي صورتها في المكان وأثبتت أنه لا علاقة لفيديو الاحتلال بمكان ارتقاء أبو عاقلة ولا يقع في مرمى نيران المقاوم الفلسطيني.

وعرضت المنظمة صورة جوية للمكان، موضحة أن مكان المسلح الفلسطيني لا علاقة له بخط اتجاه وجود أبو عاقله، وأنها ليست في مرمى نيرانه. وأشارت إلى مكان وجود قناصة جيش العدو، وأنهم هم من كانوا في مكان يقابل وجود أبو عاقلة، وبالتالي خلصت للقول بأن قوات جيش الاحتلال هي المتورطة في قتل شيرين دون أدنى شك. وهو ايضاً ما جاء في تقرير قناة الجزيرة التي فضحت بدورها أيضاً مزاعم الاحتلال.

تناقض في التصريحات

في وقت نقلت فيه صحيفة "هآرتس" العبرية، مساء الأربعاء الماضي، التحقيق الأولي لجيش الاحتلال حول ظروف استشهاد أبو عاقلة، وقالت إن "شيرين كانت على بعد 150 متراً لحظة استهدافها، وقد أطلقت وحدة دوفدوفان – باتجاه الشمال حيث مكان وجود شيرين - عشرات طلقات الرصاص...والرصاصة التي أصابت شيرين من عيار 5.56 ملم، وأطلقت من بندقية طراز M16"، بدأت محاولات الكيان التملّص من جريمة قتل أبو عاقلة والرمي بالتهمة على الفلسطينيين. حيث خرج غانتس فيما بعد بتصريحات ادعى فيها "شاهدنا لقطات لإطلاق نار عشوائي من قبل إرهابيين فلسطينيين، والذي من المحتمل أن يكون قد أصاب الصحفية".  كذلك قال المعلق العسكري في صحيفة "معاريف" العبرية تال ليف رام " إذا سمعنا في البداية مصادر أمنية تقول إن هناك احتمالاً أكبر للإصابة بنيران فلسطينية، في الوقت الحالي هذا الموقف أكثر تحفظاً".

لتلخص القناة 13 في قولها " يفشل الإعلام الإسرائيلي في طرح رؤيته حول موت مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة أمام الإعلام الأوروبي" حجم المأزق الذي يعانيه الكيان.

أبعاد وتداعيات على الكيان: الأضرار ستكون طويلة الأمد  

أشار الكاتب الإسرائيلي عاموس أرئيل (في مقاله في "هآرتس) أن "حادثة جنين سيكون لها آثار جانبية ليس فقط على المستوى الأمني، فمن المحتمل أن تؤثر على قرار القائمة العربية الموحدة بخصوص بقائها في الائتلاف. كما أنه لا يزال من غير الواضح كيف ستتصرف الحكومة القطرية المالكة للجزيرة"، وقد أعرب أمير قطر تميم بن حمد عن تحمليه "إسرائيل" مسؤولية اغتيال الصحفية أبو عاقلة، ما سيخل بعلاقات الاحتلال مع الدوحة التي تتسلّم عادة بعض المفاوضات مع جانب الفصائل الفلسطينية. واعتبرت وزارة الخارجية القطرية، في بيانها أن ما أقدم عليه الكيان "جريمة شنيعة، وانتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، وتعد سافر على حرية الإعلام والتعبير، وحق الشعوب في الحصول على المعلومات".

ويرى الكاتب أنه "بدلاً من توجيه اتهامات لا أساس لها، كان الشيء الصحيح الذي يجب فعله، هو التعبير عن الأسف على مقتل أبو عاقلة، والقول إن إسرائيل تأخذ الحادث على محمل الجد وأنها تجري تحقيق شامل" معتبراً أن "التملص الإسرائيلي، دون دليل من جانبه، يحقق عكس ما هو مطلوب، ويعزز فقط الرواية الفلسطينية للحادث في نظر وسائل الإعلام الدولية".  

وأضاف "هذه حادثة تتطلب تحقيقا حقيقيا بمشاركة محققين أجانب. لن يكون تحقيق وحدة التحقيقات العسكرية تحت إشراف النيابة العسكرية كافياً هنا، وإلا فإن الأضرار الناجمة عنها ستكون طويلة الأمد ولن تقتصر على التقدير بأن الغضب على مقتل أبو عاقلة سيتسبب في ابقاء النار مشتعلة في الضفة الغربية لبعض الوقت".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور