الخميس 19 أيار , 2022 03:16

تبادل للأدوار بين روسيا وإيران في سوريا

القوات الإيرانية والروسية في سوريا

وصف الملك الأردني عبد الله الثاني، الوجود الروسي في جنوب سوريا بأنه كان يشكل مصدراً للتهدئة، مضيفاً بأنّ هذا الفراغ سيملأه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، متأسفاً بأن هناك تصعيداً محتملاً للمشكلات على حدود بلاده. وأشار عبد الله الثاني خلال لقائه مع برنامج "باتل غراوندز" العسكري، التابع لمعهد "هوفر" في جامعة "ستانفورد" الأمريكية، إلى جهود بعض الدول العربية في التواصل مع إيران، قائلاً: "نحن بالطبع نريد أن يكون الجميع جزءاً من انطلاقة جديدة للشرق الأوسط والتقدم إلى الأمام، لكن لدينا تحديات أمنية". لافتاً أن بلاده تعيش في منطقة صعبة، وأن الزمن قد أثبت بأن الأردنيين والأميركيين، يقفون جنباً إلى جنب في مواجهة الصراعات المختلفة.

وقد جاء كلام الملك الأردني، بعد أن ادعت العديد من الوسائل الإعلامية لا سيما الخليجية منها، أن روسيا قامت بسحب قواتها من حوالي 30 نقطة في سوريا وإرسالها الى أوكرانيا (بعد بدء العملية العسكرية الروسية هناك)، بالاتفاق مع قوات الجمهورية الإسلامية الإيرانية الموجودة هناك، بحيث قامت الأخيرة بالتمركز في هذه النقاط.

وبما أن العائلة الملكية الأردنية هي من حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، فإنه من الطبيعي أن تطلق هذه المزاعم، بأن إيران هي سبب التوتر في هذه المنطقة، وألا تذكر الدور الأمريكي والإسرائيلي في ذلك. وهذا ما تؤكد عليه تصريحات الدولة السورية ومسؤوليها، مثلما صرح الرئيس بشار الأسد خلال زيارته الأخيرة إلى إيران، بأن قوات الاحتلال الأجنبية ومرتزقتها في بلاده، يجب إجبارهم على المغادرة (في إشارة إلى أمريكا وإسرائيل وربما تركيا). مؤكداً على أن سوريا مصرّة على تحرير كامل أراضيها، بما فيها الجولان المحتل.

إعادة تموضع للقوات الروسية

أما بالنسبة للقوات الروسية، فما هذه التحركات والتنقلات الأخيرة، سوى إجراءات عسكرية تكتيكية طبيعية، يجريها أي جيش عندما يخوض عملية عسكرية ما، تتطلب منه تنظيم انتشار قواته بطريقة لا تستنزفها في اشتباكات ثانوية (أي ما يصطلح عليها عسكرياً بإعادة التموضع). حيث تشير التقديرات بأن هناك في سوريا، حوالي أكثر من 63 ألف جندي روسي. وبالتأكيد فإن موسكو لن تترك سوريا عرضة للمطامع الغربية والأمريكية وحتى الإسرائيلية. وربما هذا ما يعبّر عنه قيام قواتها منذ أيام، بإطلاق صاروخ دفاع جوي من نوع S-300، على الطائرات الإسرائيلية التي نفذت اعتداءات حينها، في حدث هو الأول من نوعه منذ أن جاءت القوات الروسية الى المنطقة عام 2015.

أما على صعيد انتشار القوات الإيرانية التي يقدّر بأنه جاءت في العام 2013، فتشير المصادر الإعلامية، أنها عززت من تواجدها في مدينة حلب، واستلمت في أوائل نيسان / أبريل مستودع "ماهين" العسكري شرق حمص - أحد أكبر مستودعات الأسلحة في سوريا، ويحتوي على 25 مستودعاً مجهزاً- بعد ان انسحبت القوات الروسية إلى مطار تدمر العسكري.

ومرد هذه الإجراءات بين الطرفين، هو وجود علاقة تنسيق وتعاون وتبادل مصالح بينهما منذ سنوات، ولا يقتصر على الجوانب العسكرية والأمنية فقط، بل يمتدّ الى مجال الوقود أيضاً. فإيران تعمل أيضًا على معالجة نقص الوقود في سوريا، بعدما كانت موسكو تزود سوريا بذلك، والذي يؤثر على الخدمات الأساسية، ويؤدي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور