الثلاثاء 24 أيار , 2022 03:13

المحادثات الإيرانية-السعودية: فتح السفارات بات قريباً

عبداللهيان

خلال أول مؤتمر صحفي عقده بعد توليه رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أكد السيد إبراهيم رئيسي أنَّ "حكومته ستولي دول الجوار الأولوية في توطيد العلاقات... وإيران لا تمانع عودة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية"، وهو ما جرى فعلاً بعد أشهر عدة، حيث عقدت الجلسة الخامسة بين مسؤولين كبار من الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ورئيس جهاز المخابرات السعودي خالد الحميدان، بصفتهما ممثلين كاملين عن البلدين.

وفيما تشير المعلومات الواردة عن قرب انعقاد الجلسة السادسة بين الطرفين في العاصمة العراقية بغداد برعاية وحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي، تؤكد مصادر مطلعة على أنها ستكون على مستوى وزراء خارجية البلدين -بعدما اتسمت الجولات الـ4 الماضية بالطابع الفني والأمني- والتي ستتوج أخيراً بإعادة افتتاح السفارات والتي كانت قد أقفلت في العام 2016، بعدما قطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، عقب هجوم متظاهرين إيرانيين على السفارة السعودية بعيد قيام الأخيرة بإعدام آية الله الشيخ نمر باقر النمر.

لناحية السعودية، فقد كان وصول جو بايدن إلى سدة الرئاسة الأميركية واتباعه نهجاً أكثر تشدداً اتجاه الرياض وهو ما نتج عنه توتر غير مسبوق في الخلاقات، إضافة لتطبيق ما وعد به خلال حملاته الانتخابية بتقليل الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، وما تبعه من ازدياد حدة المنافسة مع الامارات التي تنتهج سياسة تشبيك العلاقات مع مختلف القوى الإقليمية ومنها إيران، كلها عوامل ساهمت في تغيير وجهة نظر ولي العهد الطامح لاستلام البلاط الملكي، واستعداده أكثر من أي وقت مضى لتقوية العلاقات مع القوى في المعسكر الشرقي ومنها الصين وروسيا وإيران. وهذا ما أكده خلال مقابلة له مع التلفزيون السعودي الرسمي في 27 نيسان/ ابريل الماضي، حيث قال -خلافاً لمواقفه الحادة تجاهها- إن "إيران دولة جارة وكل ما نطمح له أن يكون لدينا علاقة طيبة ومميزة معها. لا نريد أن تكون إيران في وضع صعب، وبالعكس، مزدهرة وتنمو لدينا مصالح فيها ولديهم مصالح في المملكة العربية السعودية لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار".  وأمّا الخلافات مع طهران، فحصرها ابن سلمان بـ 3 إشكاليات على حد تعبيره لخصها بـ "برنامجها النووي، دعمها لميليشيات خارجة عن القانون في بعض دول المنطقة، برنامج الصواريخ البالستية".

من جهة أخرى، فإن الاستنزاف الذي يتعرض له ابن سلمان في مستنقع الحرب اليمنية والذي بدأ يدر عليه فواتير باهظة الثمن من جهة، ويفوت عليه فرصاً بالاستثمار الأقصى لارتفاع الأسعار النفطية العالمية بفعل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، نتيجة تعرض منشآت بلاده النفطية للاستهداف المتكرر من قبل قوات حكومة صنعاء، جعل طرح الملف اليمني على طاولة، حسب ما أكد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، جواد كريمي قدوسي، والذي أشار إلى انه "سيتم في هذا الاجتماع مناقشة القضايا الثنائية، وفتح السفارات، والبحث في القضايا الإقليمية، وخصوصاً الأزمة اليمنية".

في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019، أعلن رئيس الوزراء الباكستاني حينها، عمران خان، من طهران أنه يقوم بمبادرة خاصة لنزع فتيل التوتر بين إيران والسعودية، وأنه يحمل رسائل من ولي العهد السعودي بهذا الخصوص. وقتها، علّق أحد المعارضين السعوديين على هذا الخبر بالقول "كلَّما تأخّرت الرياض، جلست على كرسيّ منخفض في طاولة المفاوضات مع طهران". يدرك ابن سلمان ذلك جيداً، ويعلم ان انكاره لموازين القوى الإقليمية طيلة الفترة الماضية دفعه للتورط بأكثر الحروب المكلفة، ولعل وصول العلاقات الثنائية بين البلدين إلى النقطة المرجوة سينعكس إيجاباً على المنطقة ككل وهو أول غايات الرياض التي أنهكتها حساباتها الخاطئة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور