الأربعاء 21 نيسان , 2021 11:58

ميناء الفاو الكبير: فرصة العراق الإستراتيجية

دشن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مؤخراً، المرحلة الأولى من مشروع ميناء الفاو الكبير، الذي يعد أهم المشاريع الاستراتيجية الطويلة الأمد لتنمية العراق، فهذا الميناء سيكون قادرًا على تحقيق إيرادات، تزيد أربعة أضعاف عن إيرادات الموانئ العراقية الحالية، كما أنه يمتلك طاقة استيعابية تقدر ب 99 مليون طن سنويا، لذلك فإن إنجازه سيمكن العراق من تحقيق نقلة نوعية ذات أهمية جيوسياسية، لأنه سيغير خارطة النقل البحرية العالمية، من خلال ربط الشرق بأوروبا عبر العراق وتركيا وسوريا بما يسمى القناة الجاف. كما أنه سيصبح عندها أحد أكبر الموانئ في المنطقة، والمرتبة العاشرة عالمياً.

يقع الميناء في شبه جزيرة الفاو جنوب البصرة، ويعود تاريخ طرح هذا المشروع إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، ثم أعيد تقديمه في السبعينيات، وبدأت أولى خطوات التنفيذ الجادة والتشغيلية في الثمانينيات، لكن بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، توقف العمل بالمشروع إلى ما بعد 2003 وسقوط النظام السابق، عندها توجهت شركات استثمارية عالمية كبيرة إلى العراق لإعادة طرح تنفيذ المشروع.

إلا أن اقتراح شركة "تكنيتال" الهندسية الإيطالية، أعطى لتنفيذ المشروع شكلاً أكثر جدية، حيث تضمن اقتراحها خطة نقل شاملة، تبدأ من إنشاء الميناء لتشمل بناء جميع مرافق النقل الأخرى.

وكان من المفترض أن تنتهي مرحلة البناء، والبدء بالتشغيل بحلول عام 2038. لكن إجراء وزارة النقل العراقية لتغييرات تصميمية كبيرة، إضافة لمشاكل تتعلق بالتمويل ومشاكل تقنية، ومشاكل سياسية داخلية وخارجية، أخرت كثيراً إنجاز المرحلة الأولى من المشروع.

وتهدف تغييرات الوزارة إلى توسيع حجم المشروع من 12 إلى 54 كيلومترًا مربعًا، وإنشاء حوالي 100 رصيف لتفريغ وتحميل أنواع مختلفة من البضائع، وإنشاء محطات توليد الكهرباء، ومحطات تحلية المياه، وإنشاء منطقة حاويات بمساحة تزيد عن مليون متر مربع، وساحة متعددة الأغراض بمساحة 600 كيلومتر مربع. كما أضيف إليه بناء مصافي للمشتقات النفطية، ومصنع بتروكيماويات، وأيضاً مطار ومحطة سكك حديدية.

بدء المرحلة الأولى

وقع العراق مؤخراً عقدًا مع شركة دايو الكورية الجنوبية-التي نفذت بنجاح كاسر الأمواج الغربي للميناء- ينص على تنفيذ 5 مشاريع بمبلغ إجمالي قيمته ملياران و370 مليون دولار، وبمدة تنفيذ تصل إلى 3 سنوات.

أما المشاريع الخمسة فهي:

_5 أرصفة للحاويات مع مخزن كبير للحاويات.

_حفر القناة الملاحية الداخلية.

_حفر وتجهيز القناة الملاحية الخارجية.

_نفق قناة خور الزبير.

_الطريق السريع الرابط بين ميناء الفاو وميناء ام قصر.

على أن يكون عمق حوض الرسو والقناة الملاحية 19.8 متر.

أهم الفوائد الاقتصادية للمشروع:

_ القدرة على استيعاب السفن العملاقة التي تزيد حمولتها عن 100 ألف طن، مما يخفف اعتماد العراق على الدول المجاورة في الاستيراد.

_ تخفيض اعتماد الموازنة على العائدات النفطية بنسبة الثلث.

_سيكون للمشروع مردودات مالية كبيرة للخزينة، يقدرها الخبراء بنحو 15 مليار دينار شهريًا.

_ توفير فرص عمل لأكثر من 12000 مواطن عراقي.

_ تطور حركة التبادل التجارية الداخلية والخارجية.

أمام المشروع تحديات عديدة:

_ الكلفة المادية المرتفعة للمشروع، خصوصاً في ظل الوضع الاقتصادي السيء للعراق.

_ المنافسة مع العديد من الدول العربية كالكويت والإمارات ومصر (ستتضرر قناة السويس بشكل كبير).

_ الفساد السياسي الداخلي، ورغبته بإطالة أمد إنجاز المشروع للحفاظ على المكاسب المادية الشخصية.


مرفقات


الكاتب: غرفة التحرير



دول ومناطق


روزنامة المحور