الجمعة 08 تموز , 2022 02:09

الطيار عباس بابائي: قربان عيد الأضحى

الشهيد عباس بابائي

يروي أصدقاء الشهيد الطيار عباس بابائي أنه كان يجيبهم رداً على إصرارهم المفرط بضرورة ذهابه إلى الحج (قبل أيام على استشهاده) بالقول: "أنا سأكون قربان عيد الأضحى". وهو ما حصل بالفعل عام 1987، في خضم الحرب المفروضة على إيران.

ولد عباس بابائي عام 1950 في مدينة قزوين. ثم التحق بالمدرسة التجريبية للقوات الجوية ليتم ارساله بعدها إلى الولايات المتحدة لإكمال الدورة التجريبية لمدة 3 سنوات. كان أبرز ما حصل خلال تلك الفترة، هو دخول طائرة متطورة من طراز F-14 إلى سلاح الجو الإيراني. وفي حين كان الشهيد بابائي من طياراً متميزاً بقيادة الطائرة المقاتلة F-5، تم اختياره للطيران بالطائرة F-14 للمرة الأولى ونقلها إلى قاعدة أصفهان الجوية، وكان أول طيار إيراني استطاع تزويد طائرة F-14 بالوقود أثناء تحليقها ليلاً، في الحرب المفروضة.

مع ذروة الثورة ضد نظام الشاه، دخل الطيار بابائي، بصفته أحد الأفراد الثوريين في سلاح الجو، ساحة المعركة بصحبة أشخاص ملتزمين آخرين من الجيش. بعد انتصار الثورة الإسلامية، تم تكليفه بقيادة القاعدة الجوية الثامنة. وكان من أول الأعمال التي قام بها هو العمل على بناء وتطوير القرى المحرومة في ضواحي القاعدة ومدينة أصفهان، خاصة فيما يتعلق بالكهرباء والتعليم، وربط الجيش كمؤسسة بالشعب أكثر بعدما كان مستبداً في عهد الشاه. إلى ان تمت ترقيته إلى رتبة عقيد ونقله إلى طهران.

خلال هذه الفترة، أنجز الطيار الشهيد، أكثر من 3000 ساعة من الطيران مع جميع أنواع الطائرات المقاتلة. حيث أمضى أغلب وقته في الجبهات والمعسكرات غربي البلاد. حتى اصبح وجهًا مألوفًا لـ "الباسيج" و صديق مخلص لقادة المعسكرات العملياتية. ومنذ تلك الفترة إلى ما قبل شهادته، كان قد قام بأكثر من 60 عملية جوية ناجحة. فيما لم تقتصر أعماله العسكرية على الاشراف، بل كان أول طيار يشارك في جميع المهام القتالية المخطط لها، مما جعله على دراية كاملة بالتهديدات والمخاطر المحتملة.

صباح عيد الأضحى عام 1987، حلّق مع أحد طياري القوات الجوية (العقيد نادري) بطائرة تدريب من طراز F-5 من قاعدة تبريز الجوية لتحديد استراتيجية العملية التي كانت على قيد التنفيذ... وبعد استكمال المهمة، أصيب لدى عودته برصاص مضاد للطائرات في سماء الخطوط الحدودية، حيث أصيب في رأسه واستشهد على الفور.

يقول أحد رواة مركز دراسات وبحوث الحرب عن هذه الحادثة: "بعد إطلاق النار على طائرة الشهيد بابائي واضطراب الاتصال بين الطائرة وقاعدة تبريز، أعلنت القاعدة المذكورة للمنسق الجوي لحرس الثورة أنه سقطت طائرة داخلية في المنطقة الحدودية، فاعملوا في أسرع وقت ممكن للمساعدة في العثور على الطيار وحطامها. ولم يمض وقت طويل على الإعلان عن هذه القضية، حتى اتصل المذكور مرة أخرى وقال وهو يبكي: "إن الطائرة المعنية هبطت من قبل الطيار، لكن أحد ركابها قد استشهد". ويتابع الراوي "كان بعض كبار قادة الحرس في اجتماع لمراجعة العملية عندما وصل خبر استشهاد بابائي، تم إغلاق الاجتماع على الفور، كان الخبر يمثل صدمة... خاصة لأولئك الذين كانوا على قرب من الشهيد".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور