الأربعاء 24 آب , 2022 04:16

خليل عواودة: نصف عام من الإضراب عن الطعام!

الأسير خليل عواودة

يقترب الأسير خليل عواودة من نصف عام من الإضراب عن الطعام، فهو مستمر لليوم الـ 165 على التوالي بمعركة الأمعاء الخاوية رفضاً لاعتقاله الإداري وطلباً لحريّته. وعلى الرغم من أن شروط وقف إطلاق النار بين حركة الجهاد الإسلامي وكيان الاحتلال في 7 آب / أغسطس 2022 نصّت على إطلاق سراح عواودة الا ان الاحتلال تنصّل من "الاتفاق" وكانت مصر التي لعبت دور الوساطة قد أبلغت الحركة بتعذّر تنفيذ الشروط.

تعنّت ومراوغة الاحتلال 

اكتفى الاحتلال منذ أيام بقرار تجميد الاعتقال الإداري لعواودة لكنّ ذلك لا يعد سوى خديعة من الاحتلال يبرّأ بها نفسه من مصير الأسير وتداعيات استشهاده جراء تدهور وضعه الصحي. فالتجميد لا يعني إلغاء الاعتقال الإداري الذي يطالب به عواودة، ولا يحدّد الاحتلال بهذا القرار المدّة الزمنية التي سيفرج بعدها عن الأسير ويبقى قرار اعتقاله قابل للتجديد. ويسحب الاحتلال بعد تجميد الاعتقال ضباط وجنود "الحراسة" وتنقل المهمة الى أمن المستشفى.

يُسمح بعد هذا القرار بزيارة محامي الأسير وعائلته وتصويره لإعلان وضعه، وفي مقطع مصوّر هو الأول لعواودة منذ بدأ الاضراب شدّد فيه على أنه "مستمر في الإضراب حتى يأتي القرار الأعم والأشمل وهو قرار الإفراج". الا أنه بعد أيام قليلة من صدور القرار رفض الاحتلال طلب إصدار تصاريح دخول ما يسمى "الخط الأخضر" (أي الداخل الفلسطيني المحتل) لوالديّ وزوجة الأسير عواودة لزيارته في المستشفى، وبالتالي تصبح مفاعيل تجميد الاعتقال بلا قيمة فعلية.

وحول ظروف المحاكمات، أوضحت زوجة الأسير، دلال عواودة، أن شرطة الاحتلال أخرجت محامية زوجها أحلام من قاعة المحكمة، ثم عقدت جلسة سرية بين القضاة وجهاز الاستخبارات حداد وقدم خلالها ملف سري جديد بحق الأسير. وكانت مؤسسة "مهجة القدس" للشهداء والأسرى والجرحى قد ذكرت أن "المحكمة العليا الصهيونية تصدر قرارها في الالتماس المقدم على قرار محكمة عوفر الاستئنافية الصهيونية برفض الإفراج عن الأسير المضرب عن الطعام خليل محمد عواودة، وأنها لن تتدخل أكثر من تأكيد قرار القائد العسكري بتجميد قرار الاعتقال الإداري بحق الأسير خليل عواودة مع بقائه في المشفى دون الإفراج عنه" معتبرةً القرار بمثابة "قرار قتل بطيء بحقه".

أمّا عن الوضع الصحي للأسير بعد أشهر من الاضراب عن الطعام فعواودة بات أشبه بالهيكل العظمي بسبب النقص الشديد في وزنه، وشبه فاقد لبصره اذ يعاني من غشاوة في الرؤية، كما تراجع أداء أعضائه التي "لن تعود إلى سابق حالتها الطبيعية حتى لو علّق عواودة إضرابه" حسب ما أوضحت الأوساط الطبية الفلسطينية.

من هو الأسير عواودة؟

وخليل عواودة من قرية إذنا في الخليل، ولد بتاريخ 13/11/1981 وهو متزوج وأب لأربعة طفلات أكبرهنّ في التاسعة من عمرها. التحق بجامعة "بوليتكنك فلسطين" لدراسة الهندسة لكنه لم يكملها حيث اعتقله الاحتلال عام 2002، وحكم عليه بالسّجن الفعلي لمدة خمس سنوات ونصف. وبعد تحرره بفترة قصيرة عام 2007، أعاد الاحتلال اعتقاله وأصدر بحقّه أمر اعتقال إداريّ لمدة 33 شهراً.

بعدها التحق بدراسة علم الاقتصاد في جامعة القدس المفتوحة وكان من المفترض أن يكون تخرجه من الجامعة هذا العام، إلا أنّ الاحتلال أعاد اعتقاله مجدداً في الـ 27 من كانون الأول/ ديسمبر 2021، وأصدر بحقّه أمر اعتقال إداريّ مدته ستة شهور. وفي 3 آذار / مارس الماضي أعلن الأسير عواودة إضرابه عن الطعام رفضًا لاعتقاله الإداريّ.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور