الأربعاء 28 كانون الاول , 2022 04:06

مقتل زعيمة الحركة النسائية الكردية: قمع تظاهرات في باريس وأعمال شغب

قمع التظاهرات في باريس

تشهد فرنسا منذ أيام تظاهرات حاشدة، زادت وتيرتها بعيد مقتل 3 أكراد واصابة 3 آخرين، بجريمة قام بها مواطن فرنسي بدوافع عنصرية. سريعاً، تحولت باريس إلى ما يشبه ساحة المعركة، حيث نشبت مواجهات، أطلق خلالها الرصاص الحي، بين أنصار حزب العمال الكردستاني وأفراد من الشرطة، مما أدى إلى إصابة 30 ضابطًا، في الوقت الذي كان الفرنسيون يستعدون للاحتفال بعيد الميلاد.

وعلى اثر الهجوم المسلح قرب مركز ثقافي كردي، دعت الجالية الكردية للتظاهر يوم السبت الماضي، في ساحة الجمهورية في باريس، بدعوة من المجلس الديمقراطي الكردي في فرنسا. حيث أتت هذه الدعوة على وقع هتافات المئات في شوارع باريس ضد الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان. وسط توترات متزايدة خاصة في مرسيليا وباريس.

وقال المتحدث باسم المجلس الديمقراطي الكردستاني في فرنسا خلال مؤتمر صحفي إنه ينتظر "من السلطات الفرنسية حتى يتم إلقاء الضوء على هذه القضية". مشيراً إلى ان "هذا الهجوم الدامي يأتي قبل أيام قليلة من الذكرى العاشرة لاغتيال ثلاثة نشطاء أكراد في باريس في 9 كانون الثاني/ يناير عام 2013. من جهته أكد المحامي ديفيد أنديك، ان "جرائم القتل لا تزال بلا عقاب بسبب رفض فرنسا رفع السرية عن الدفاع".

أعمال شغب وتدمير الممتلكات العامة

وتجمع المئات بالقرب من موقع الهجوم بعد ظهر الجمعة في باريس. ومن بينهم سكان وأفراد من الجالية الكردية. حيث اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة. وتفيد وسائل الاعلام الفرنسية إصابة 5 من رجال الشرطة، فيما تم القاء القبض على آخرين.

وتقول فتاة كردية، كانت موجودة عند وقوع الاشتباكات، بحسب ما نقلت فرانس 24، ان "ما نشعر به هو الألم وعدم الفهم لما يجري، لأن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا...كل الأكراد ماتوا من أجل الحرية". وندد عدد من المتظاهرين بـ "الظلم والعمل الإرهابي والسياسي" الذي يمارس ضدهم.

فيما أعرب سكان باريس أيضًا عن شعورهم بالصدمة من العنف الذي اندلع في مدينتهم. قال مواطن فرنسي في حديث لوسائل الاعلام: "لقد حطموا كل شيء...الشاحنات والسيارات والدراجات البخارية. كل شيء". وقالت شاهدة عيان أخرى إنها فوجئت برؤية الكثير من أعمال العنف والتخريب في شوارع باريس... إنه لأمر محزن للغاية أن نرى هذا في يوم عيد الميلاد".

الأكراد والاستغلال السياسي

ويشير رئيس تحرير موقع Musulmansenfrance الإخباري، الصحفي الفرنسي جان ميشيل برون، إن العنف أثار "مسألة الاستغلال السياسي". وقال "عندما نرى صور هذه المظاهرات حيث يأتي الناس لتحطيم السيارات أو إشعال النيران أو إلقاء المقذوفات على الشرطة، يمكننا أن نرى بوضوح أنه ليس بالتأكيد عرضًا لدعم عائلات الضحايا، ولكنه مسألة الاستغلال السياسي...آمل ألا يخدع هذا الاستغلال السياسي الشعب الفرنسي والحكومة الفرنسية".

وعن مرتكب الجريمة، كشفت السلطات الفرنسية عن المتورط، وهو فرنسي يبلغ من العمر 69 عاماً، قام بهجوم مسلح في الدائرة العاشرة بالعاصمة باريس، راح ضحيته ثلاثة أشخاص من أصول كردية. المهاجم الذي أطلق سراحه مؤخراً من السجن، كان قد اعتدى على اثنين من المهاجرين، سوداني وإريتري، باستخدام سيف في مخيم للمهاجرين في باريس، في 8 كانون الأول/ديسمبر 2021. وأثناء التحقيق، اعترف الجاني بأنه كان ينوي قتل أجانب في هجومه الأخير، وذلك عندما أطلق النار بشكل متكرر في محيط المركز الثقافي الكردي "أحمد كايا". واعترف أيضاً بأنه قد رصد هذا المكان سابقاً.

وقُتل في ذلك الهجوم3 أشخاص، هم: زعيمة الحركة النسائية الكردية في فرنسا، أمينة كارا، التي كانت قد تقدمت بطلب لجوء سياسي. ومير بيروير، وهو فنان كردي معترف به كلاجئ سياسي وحوكم في تركيا بسبب فنه. ورجل تركي آخر، هو عبد الرحمن كيزيل. كما أصيب 3 أخرين.  


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور