الخميس 16 شباط , 2023 04:25

هكذا تحمي الجمهورية الإسلامية الأقليات فيها

الأقليات الدينية في إيران

من أهم ما حققته الثورة الإسلامية في إيران، بعد 44 عاماً من انتصارها ومن عمر الجمهورية الإسلامية التي أسستها، هو نظامها الذي ضمن الحرية والديمقراطية لمختلف مكونات الشعب الإيراني، العرقية والمذهبية والطائفية، بشكل يمكن البناء عليه وتعميمه في الكثير من البلدان والأوطان من منطقتنا، بما يحصنهم أمام الفتن الخارجية، التي أول ما تستهدف في البلدان الطامعة فيها، هو النسيج الداخلي له.

لذلك، حددت الثورة الإسلامية شعارها الأساسي، على أساس استقلال وحرية الأمة في ظل الإسلام. بحيث تعتبر أن الحرية لكل شخص وأقلية هي من مبادئها وقوانينها. ومن خلال التأمل في دستور الجمهورية الإسلامية، من السهل أن نجد المواد التي تبيّن بوضوح، كيف يتم الاهتمام بحقوق الأقليات في البلاد مثل هاتين المادتين:

1)يتمتع شعب إيران بحقوق متساوية من أي أمة أو قبيلة، ولن يكون اللون والعرق واللغة وما إلى ذلك سببًا للامتياز.

2)يتمتع جميع أبناء الأمة، رجالاً ونساءً، بحماية القانون ويتمتعون بجميع الحقوق الإنسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفقاً للمعايير الإسلامية.

مجموعة الحريات ومراعاة حقوق الأقليات الدينية هذه، دفعت مجموعات من الآشوريين إلى نقل مقرات جاليتهم من أمريكا إلى إيران. ومن النقاط الأخرى الجديرة بالذكر في هذا السياق أيضاً، ما يحصل مع اليهود الفرس المعروفين بـ"كاليميان"، الذين يتمتعون بأعلى درجة من الحقوق، حتى أن قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني كان قد شكر في يوم من الأيام، مسؤولي مستشفى الدكتور سيبير اليهودي الخيري، الذي ما يزال حتى اليوم مستشفى نشط، ووفقًا للمدير الحالي للمستشفى، فإن معظم زوار هذا المستشفى هم من المسلمين.

روفقًا للمادة 13 من الدستور، حول هذه الطائفة، فإن السلطة الدينية الكلمانية في إيران هي التي تُعلن الحكم بما يتعلق بالأحوال الشخصية لتابعيها، وتصدر المحكمة والسلطة القضائية، بناءً على رأي المرجع الديني الكليماني، الحكم النهائي، وهو ما يختلف تماماً بين جميع دول العالم، حتى أن الحاخامات اليهود المنتمين إلى جماعة ناطوري كارتا أعلنوا عند عودتهم إلى أمريكا بعد زيارة لهم الى إيران بأن اليهود الإيرانيين في وضع أفضل من يهود البلدان الأخرى.

الكنائس نسبة للمساجد

تبلغ مساحة عبادة الأقليات الدينية ضعف مساحة عبادة المسلمين. المسيحيون لديهم أكثر من 250 كنيسة في البلاد، وهناك كنيسة واحدة لأقل من 500 شخص من السكان، كما يتم ترميم وتجديد الأماكن الدينية للأقليات باستمرار، من قبل الحكومة وعلى نقتها.

حقوق التمثيل السياسي

من أهم الحقوق السياسية للأقليات في إيران حق حضور ممثليهم الى مجلس الشورى الإسلامي، وهو ما يكفله الدستور في المادة 64 منه. ووفقًا لهذا المبدأ، فإن للزرادشتيين والكلمانيين ممثل واحد لكل منهما، وللمسيحيين الآشوريين والكلدان ممثل واحد، وللمسيحيين الأرمن من الجنوب والشمال ممثل واحد لكل منهما في مجلس الشورى.

كما ينص دستور الجمهورية الإسلامية، في المبدأ الـ 6 منه، على ميزة التصويت العام، بحيث تكون إدارة شؤون البلاد مكفولة بثقة الجمهور من خلال الانتخابات. لذلك، يحق للمواطنين الإيرانيين، بغض النظر عن العرق والدين والجنس وما إلى ذلك، المشاركة في الانتخابات سواء كانت للمجالس المحلية أو للشورى أو لمجلس الخبراء أو لرئاسة الجمهورية. ومن اللافت أن الجمهورية الإسلامية منذ 44 عاماً قد شهدت حوالي 37 عملية انتخاب.

الدستور وحرية التعبير

أتاح دستور الجمهورية الإسلامية أيضاً، حرية التجمع وإقامة التظاهرات لجميع المواطنين، شرط عدم حمل السلاح أو الإخلال بمبادئ الإسلام. كما غيرت الجمهورية الإسلامية من نظام الحزب الواحد إلى نظام يضم أكثر من 250 حزباً رسمياً و515 نقابة عمالية. وارتفع عدد عناوين الكتب المنشورة عام 1979 من 1500 عنوان، إلى أكثر من 107 آلاف عنوان في الوقت الحالي.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور