الثلاثاء 20 تموز , 2021 09:35

الشهيد أبو حسن سلامة: مسيرة مقاوم لفلسطين ولبنان معاً

الشهيد أبو حسن سلامة

لطالما كان التنسيق والتواصل بين المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، في أعلى مستوياته منذ انطلاقاتهما، وخلال كل مراحل التي مرتا بها، لا سيما بين المقاومة الإسلامية في لبنان، وفصائل المقاومة في الضفة وغزة وربما في أراضي 48 المحتلة. تعاون تجلى بشكل واضح وكبير أيضاً، خلال المعركة الأخيرة في غزة "سيف القدس"، من خلال التنسيق الاستخباراتي والعملياتي المتواصل. لذا كان يوجد على الدوام، مسؤول تواصل وتنسيق عند كلا الطرفين. ففي المقاومة الإسلامية، تولى متابعة هذا الملف العديد من الأشخاص، كان منهم الشهيد القائد أبو حسن خضر سلامة (علي ديب)، الذي تم اغتياله في مثل هذه الأيام في 16 آب / أغسطس من العام 1999، بعبوة زرعها له العميل "محمود رافع"، في منطقة الهلالية شرق مدينة صيدا.

وهذه أبرز المحطات في الحياة الجهادية للشهيد:

- هو ابن بلدة كونين الجنوبية، حمل السلاح في وقت مبكر من عمره، وانضم الى صفوف العمل المقاوم في حركة قتح – منطقة الشياح.

- بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، تعرف عليه الشاب "عماد مغنية"، لتنشأ بينهما أخوة جهاد ومقاومة، دامت حتى العام 1999 تاريخ استشهاده.

- شارك في التصدي للإجتياح الإسرائيلي عام 1982، على كل محاور القتال ومن ضمنها خلدة. حيث قاد مجموعة من المقاومين، وتمكنوا من أسر دبابة لجيش الإحتلال.

- عام 1984 انفصل برفقة الحاج عماد مغنية عن حركة فتح، لينضما مع تشكيلاتهما إلى المقاومة الإسلامية. فكان سنداً للحاج عماد وذراعه اليمنى.

- تميّز الشهيد أبو حسن بقلّة الاهتمام بالمناصب والمواقع التنظيمية، والتركيز على المهمات الميدانية. فشارك في قيادة العديد من عمليات المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان.

- ارتبط بعلاقة صداقة وتنسيق، مع رئيس حركة فتح ياسر عرفات "أبوعمار"، وحاول ثنيه عن مسار التفاوض مرات عدة.

وفي المرة الأخيرة من هذه المحاولات، طلب منه عرفات مرافقته لحضور القمة العربية السادسة، التي عقدت في المغرب عام 1989. حيث انضم إلى الوفد الفلسطيني، وحضر معه الاجتماعات التي عقدت مع رؤساء الدول العربية. ليستنتج بعدها أن عرفات ماض في خيار التسوية.

- شارك في جهود تنقيذ عمليات المقاومة في الداخل الفلسطيني المحتل، التي قادها خليل الوزير "أبو جهاد" قبيل استشهاده.

- ظل التنسيق بين الحاج أبو حسن والحاج عماد وبين أبو عمار، حتى توقيع الأخير لاتفاق "أوسلو". حينها استفاد الشهيدان القائدان، من علاقاتهما الفلسطينية ومن مكانة حزب الله، لاستيعاب الانقسام الفلسطيني، ومحاولة تقريب وجهات النظر بين مختلف الفصائل، لكي لا يتحول الخلاف السياسي بين الفصائل، إلى اشتباكات عسكرية في مخيمات لبنان أو الداخل الفلسطيني، وتمحور عملهما على أن تكون المقاومة الإسلامية، نقطة التقاء لكل الفصائل الفلسطينية.

- في عام 1996 تقرر إنشاء وحدة فلسطين ضمن حزب الله، مهمتها العمل في الأراضي المحتلة. وأوكل إلى الحاج أبو حسن مهمة العمل في هذا الملف، وخصوصاً التواصل مع الفصائل الفلسطينية ومن بينها حركة فتح.

- كان له الدور الأساس، في تنسيق إمداد مجموعات المقاومة الفلسطينية بالسلاح، قبل الإنتفاضة الفلسطينية الثانية عام 1998.

- نجى من ست محاولات اغتيال خطط لها جيش الإحتلال الاسرائيلي، كان أبرزها في حرب نيسان 1996.

الإستشهاد

أما المحاولة السابعة والناجحة للإغتيال، فكانت في آب / أغسطس 1999.

وقتها أعيا المرض الحاج عماد لفقدانه رفيق درب جهاده.

أما في رام الله، فقد اتصل أبو عمار بعائلة الشهيد في لبنان معزياً، ليقيم بعدها خيمة عزاء في مقر المقاطعة، لتقبل التعازي بالشهيد اللبناني الفلسطيني.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور