الجمعة 23 تموز , 2021 08:33

طالبان تغير ثوبها؟!

طالبان في طهران

بعد المخاوف التي سببتها حركة طالبان، عقب سيطرتها السريعة على الأراضي الأفغانية. يبدو أن الحركة تنتهج سلوكاً سياسياً خارجياً وحتى داخلياً، ينم على أنها قد أجرت مراجعة ذاتية، لا تقف عند حدود أخطائها مع الشعب بالداخل، بل تتعداها الى السعي لإقامة أفضل العلاقات مع الدول المحيطة ببلدها. فهي تظهر مرونة وحوارًا في مناقشة الأطراف الداخلية، كما أنها استجابت لمساعي عقد الحوار في دول قطر وإيران وروسيا، ولم تكتفي بذلك، بل أعلنت في مرات عدة عن استعدادها للقيام بخطوات غير معهودة عليها:

_عدم وجود توجه لدى الحركة لاحتكار السلطة، نافية كل ما يحكى عن تخطيط لشن هجوم على العاصمة كابل.

_ طمأنة الدول المجاورة مثل إيران وروسيا وطاجيكستان، على أنها لن تقوم بأي خطوة عدائية تجاههم.

_ الاستعداد لإقامة أفضل العلاقات الدبلوماسية مع جميع الدول من دون استثناء، بعد تحقق انسحاب كل القوى العسكرية الأجنبية في 11 أيلول القادم.

_ المشاركة في اجتماعات مع ممثلي الدول الأوروبية وأمريكا وبعثة الأمم المتحدة.

_ طمأنة فئات الشعب في الداخل، على أنها أجرت تعديلات على الرؤية الدينية لنمط الحياة، خصوصاً بما يتعلق بحقوق الإنسان والمرأة والتعليم، على ضوء تعاليم الإسلام والمصالح الوطنية.

_ سيطرت الحركة على عدة مناطق في البلاد، من خلال المفاوضات مع المواطنين وليس عبر المعارك، بالتزامن مع تأكيد المتحدثين باسمها أن الحركة لا تسعى إلى نشوب حرب أهلية.

_ التزامها بالهدنة التي تم إجراؤها خلال عيد الأضحى المبارك، دون تسجيل أي خرق على هذا الصعيد.

_الترحيب بالصحفيين خاصة الذين يعملون في وسائل الإعلام الغربية.

روسيا لا تراها خطراً بل العكس

وعلى ما يبدو فإن روسيا أيضاً، قد تبدل موقفها من الحركة أيضاً، بحيث أن مبعوث رئيسها الخاص إلى أفغانستان "زامير كابولوف"، وصف سيطرة الحركة على مناطق في شمالي أفغانستان، بالعامل الإيجابي الذي يوفر أمن شركاء روسيا في منطقة آسيا الوسطى، كما أن "كابولوف" اعتبرها تشكل عامل كبح للجماعات المتطرفة، التي تهدف الى تهديد آسيا الوسطى وباكستان وإيران، حيث قال بأنها على عكس الحكومة الأفغانية، والقوى الأجنبية (الجيش الأمريكي والناتو) الذين لم يقاتلوا بل تعاونوا مع "داعش"، فإن طالبان تحاربهم وتقضي عليهم.

وإيران أيضاً

أما الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فهناك اختلاف شديد في الآراء الداخلية حول طالبان، بين من يراها تهديداً ومن يراها عكس ذلك تماماً، إلا ان القيادة السياسية تعتبر أن الحركة لا تشكل تهديداً على أمن البلاد حتى الآن، خصوصاً أن الحركة أرسلت وفدا تمثيلياً لها إلى طهران منذ بداية الأحداث الأخيرة، كما أنها تلقفت مبادرة الخارجية الإيرانية لعقد حوار داخلي مع الأطراف الأفغانية الأخرى هناك.

ومن ناحية أخرى، فإن الحذر الإيراني موجود تجاه نوايا طالبان، التي ربما يكون ما تقوم به من خطوات إيجابية، ما هو إلا مناورة للوصول والتمكن من السلطة.

كما انها ستبقى تشكل تهديدا ولو بعد حين، وورقة ضغط وإلهاء قد تستخدمها الإدارة الاميركية مستقبلاً، ضد روسيا والصين وإيران.

فإلى أين ستذهب التطورات في أفغانستان؟ وهل ستنجح أمريكا في مسعاها لزعزعة الاستقرار في هذا البلد والدول المحيطة به؟


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور