الخميس 24 حزيران , 2021 04:11

11 أيلول 2021: ماذا بعد خروج أمريكا من أفغانستان

انسحاب وفوضى
الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان، يجري على قدم وساق، تنفيذاً لخطة الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن"بانتهاء العملية في 11 أيلول القادم. هذا الانسحاب يرافقه سيطرة لحركة طالبان على العديد من المواقع والمناطق الإستراتيجي. ما يؤكد على خسارة أمريكا للحرب التي خاضتها طوال 20 عامًا، كما تنبئ بامكانية حصول فوضى داخلية في هذا البلد.

إذا هو الانسحاب العسكري الأمريكي يجري على قدم وساق، تنفيذاً لخطة الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن"، الذي وضع سقفاً زمنياً لهذه العملية ب 11 أيلول القادم. هذا الانسحاب وما يرافقه من هجوم لمقاتلي حركة طالبان، وسيطرتهم على العديد من المواقع والمناطق الإستراتيجية، يؤكد أن الحرب التي خاضتها أمريكا لمدة 20 عامًا، لم تسفر سوى عن هزيمتها وفشلها الذريع في تحقيق أي نتيجة أو إنجاز.

الهزيمة بالأرقام

لولا توصل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في شباط 2020 إلى اتفاق "سلام" مع حركة طالبان، حددت فيه واشنطن موعدًا نهائيًا لانسحاب جميع قواتها، لما توقفت عدّاد خسائرها وخيباتها عند الأرقام التالية:

_ قتل 2312 جندي منذ بدء الحرب عام 2001. 2218 جندي منهم قتل خلال مهمة الحرب الأساسية المعروفة باسم "الحرية الدائمة" (خلال المدة من 2001 حتى 2014)، أما ال 94 الباقيين فقد قتلوا خلال "مهمة تدريب" القوات الأفغانية، والتي أطلق عليها اسم "خارس الحرية".

_ بالإضافة إلى إصابة أكثر من 20 ألف جندي، بجراح واصابات متنوعة نفسية وجسدية، ما زالوا يعانون من آثارها حتى الآن.

_ وما روجت له أمريكا بأنها الحرب لإحلال الديمقراطية والسلام في هذا البلد، تسبب بسقوط ضحايا مدنيين بعدد تقديري يتراوح بين 35 ألفًا و40 ألفًا. فيما قدر مشروع لجامعة براون عدد القتلى المدنيين بنحو 43 ألف.

_ كلفت العمليات العسكرية الأمريكية حتى العام 2020، حوالي 824.9 مليار دولار (578.5 مليار تكلفة عملية الحرية الدائمة و246.4 مليار لعملية حارس الحرية).

20 سنة من الحرب = دولة أفغانية قد تنهار خلال 6 أشهر

ومع تسارع وتيرة الانسحاب الأمريكي، والتي أنجز منها حتى الآن 50 % من الإجراءات، حيث أحصت القيادة المركزية الأمريكية نقل ما يعادل 763 حمولة مواد وعتاد، عبر طائرة الشحن العملاقة C-17، وتسليم حوالي 14790 قطعة معدات لكي تدمرها وكالة الدفاع الأمريكية اللوجستية.

أعلنت أجهزة الاستخبارات الأميركية خلاصة رأيها، بأن الحكومة الأفغانية قد تنهار بعد 6 أشهر من انسحاب القوات، فيما يعتقد مسؤولون غربيون، أن حكومة كابول قد تنهار بعد 3 أشهر من استكمال الانسحاب.

وقد بنت أجهزة الاستخبارات هذه التوقعات، بعد أن استطاع مقاتلو طالبان من السيطرة على العشرات من المواقع الحكومية المهمة والاستراتيجية مثل المعبر الفاصل بين أفغانستان وطاجكستان، بالإضافة إلى السيطرة على 50 مقاطعة من أصل 370.
وقد أكد خطورة الأوضاع أيضاً، رئيس الأركان الجنرال "مارك ميلي" عبر توصيفه لقلق البنتاغون من التطورات الميدانية الأخيرة.

فيما قال وزير الدفاع "لويد أوستن" أن هجمات طالبان لن تُهدد عمليات الانسحاب.

رضىً أمريكي مبطن عن هجمات طالبان

وبعد مراقبة السلوك الأمريكي في معالجة قضايا المنطقة المختلفة، بالإضافة الى استعجاله الخروج بنتيجة واضحة، تعيد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى تنفيذ بنود الاتفاق النووي، وما تعمل على تحشيده من دول أوروبية، لمواجهة الصين التي تشكل الخطر الأبرز عليها والمنافس الاقتصادي لها.

يمكن القول بأن هذا الالتزام الأمريكي بالانسحاب، ما هو إلا قرار مبطن لديها بقبول خطوات طالبان التصعيدية، التي ستشعل هذه المنطقة وستسبب إرباكاً لعديد من الدول المجاورة. التي يهم واشنطن اربكاها، وإشغالها عن المعركة مع الصين.

وأبرز هذه الدول روسيا وإيران، اللتين وان رحبتا بالانسحاب الأمريكي، إلا أنهما حذرتا من نتائج هذا الانسحاب على الدول والقوى في المنطقة، كما يمكننا إضافة بعض المؤشرات الأخرى مثل: السكوت الأمريكي عن الهجمات على إيران، وقرصنة المواقع الإعلامية الالكترونية التابعة لها، وسكوت الهند (المستثمر الأكبر في أفغانستان) عن تحركات طالبان، وتعقيد مسارات التهدئة في العديد من ملفات المنطقة، بما يشبه إلى حد كبير تكتيك الانسحاب بالنار، الذي يتخذه الجنود خلال انسحابهم من أرض المعركة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور