بدأت وسائل إعلام إسرائيلية منذ مدة، بشكل مشبوه ومثير للريبة، بالتركيز على القيادي في حركة حماس اللواء توفيق عبد الله سليمان أبو نعيم، كمرشح لقيادة الحركة في قطاع غزة، خلفاً للشهيد القائد يحيى السنوار ولرئيس المكتب السياسي الحالي للحركة القائد خليل الحية.
فأبو نعيم كان من القادة التاريخيين لحركة حماس، وكان مقرباً من الشيخ أحمد ياسين ورفيقاً للشهيد السنوار وأقرب القادة الأمنيين منه، وبالتالي فهو بشكل طبيعي من المؤهلين لقيادة الحركة في القطاع بعد اتفاق وقف إطلاق النار، خاصةً لما يمتلكه من صفات وخبرات طوال مسيرته المقاومة، لا سيما تلك التي تتعلق بالجانب الأمني (الذي يمكن الإفتراض بأنه الجانب الأهم للمقاومة حالياً بعد حصول اتفاق وقف إطلاق النار).
فما هي أبرز المعلومات حول القائد أبو نعيم وأهم المحطات في مسيرته المقاومة؟
_من مواليد مخيم البريج في قطاع غزة في العام 1962، وتنتمي عائلته إلى مدينة بئر السبع المحتلة قبل نزوحها إلى القطاع.
_ في صغره، شهد حرب 1967، وتحدث لاحقا لطبيب فرنسي عن ذكرياته خلال تلك الحرب، وقد درس في الجامعة الإسلامية بغزة، وحصل فيها على شهادة البكالوريوس في الشريعة، ثم نال درجة الدكتوراه، وهناك التقى لأول مرة بيحيى السنوار.
_في العام 1983، انضم إلى خلية الإخوان المسلمين المحلية، وكان من تلاميذ الشهيد الشيخ أحمد ياسين.
_أسس مع القائد السنوار والقائد روحي مشتهى، جهاز "مجد"، الذي ركّز على الجانب الأمني للمقاومة، وخاصةً مكافحة عملاء وشبكات التجسس التابعة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
_اعتقلته قوات الاحتلال في 14 أيار / مايو عام 1989، وحكم عليه في العام 1998 بالسجن المؤبد مدى الحياة. فكان يعد أحد عمداء الحركة الأسيرة وأحد قياداتها الناشطين، وعمل ممثلاً للعديد من السجون أعواماً طويلة، وهناك تعلم اللغة العبرية، وبحسب مزاعم وسائل إعلام عبرية حاول الهرب مع السنوار من المعتقل دون أن ينجح في ذلك.
_أمضى في الأسر 22 عاماً، وتحرر في العام 2011، ضمن صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط)، برفقة الشهيد القائد السنوار.
_بعد حريته من المعتقل، حصل على درجة الماجستير في العقيدة الإسلامية.
_ تولى عدة مناصب إدارية في حكومة حماس، منها ملف عائلات الشهداء والأسرى (ضمن مؤسسة "واعد") واستيعاب لاجئين فلسطينيين عادوا من سوريا (بعد اندلاع الحرب الكونية ضدها)، كما نسق مع فصائل فلسطينية أخرى. وفي كانون الأول / ديسمبر من العام 2015، تولى منصب المدير العام لقوى الأمن الداخلي في قطاع غزة خلفاً للواء صلاح الدين أبو شرخ، فكان المسؤول عن الأمن الداخلي والشرطة والاستخبارات، وشملت مهامه تعزيز أجهزة الشرطة، وإحباط الاختراقات الاستخباراتية، وتحجيم الجماعات المتأثرة بتنظيم داعش الوهابي الإرهابي. وقد كوّن علاقات وثيقة مع المخابرات المصرية، خاصة مع مسؤول الملف الفلسطيني فيها أحمد عبد الخالق. ووفقاً لمن تابعه في حينه، تمكن اللواء أبو نعيم من قيادة الأجهزة الامنية في ظروف قاسية، وخاصة بعد اغتيال الشهيد مازن فقهاء، والوصول لأكبر عدد من العملاء وفك شيفرة اغتياله الشهيد فقهاء. كما طارد بقوة عناصر الفكر المنحرف، وكشف خيوط ارتباطات بعضهم المخابراتية، وساهم في تعزيز العلاقة مع مصر، وأشرف على وضع وتنفيذ الخطة الأمنية للمصالحة الفلسطينية في الأسابيع الأخيرة. وكان أبو نعيم ممن سافروا عدة مرات ضمن الوفد الفلسطيني من غزة إلى القاهرة للقاء القيادات المصرية، وأشرف على وضع الترتيبات الأمنية في المنطقة الحدودية.
واستمر بوظيفته هذه الى العام 2021، حينما استقال ليخوض انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، قبل أن يلغيها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
_تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة ظهر يوم الجمعة 27 تشرين الأول / أكتوبر 2017، إثر تعرض سيارته للتفجير حين همّ بفتح بابها، بعد خروجه من صلاة الجمعة في مسجد الإحسان بجوار جسر وادي غزة من جهة مدينة الزهراء بمخيم النصيرات وسط مدينة غزة. يومها أدى التفجير لإصابته بجراح متوسطة.
_وصفته صحيفة "إسرائيل هيوم" بأنه متمرس سياسيا، وقائد بلا رحمة، وتلميذ الشيخ أحمد ياسين، ومقرب من يحيى السنوار.
كما ذكرت بأن أبو نعيم لمّح إلى عملية طوفان الأقصى قبل أشهر من حصولها في 7 تشرين الأول / اكتوبر 2023. وزعمت الصحيفة إنه الآن، بعد استشهاد معظم قيادة حماس السياسية والعسكرية، بدأ أول اختبار كبير له بالفعل.
_ في إحدى فعاليات دعم الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية التي تم تنفيذها في مخيم البريج بالقطاع قبل أشهر من طوفان الأقصى، خاطب أبو نعيم الحضور قائلاً: "المقاومة الفلسطينية تضع الأسرى في قمة أولوياتها. هذا المهرجان الجماهيري يأتي دعما لأسرانا في سجون الاحتلال، ورسالة بأن الإفراج عنهم مسألة وقت فقط".
وهو ما يمكن القول بأن قسماً كبيراً منه قد تحقق، بعد الإفراج عن 4 آلاف أسير فلسطيني في ثلاث صفقات تبادل شملت 255 أسيراً إسرائيليا.
_منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى 7/10/2023، لم يظهر في أي مقابلات أو بيانات علنية، شأنه شأن العديد من القادة الميدانيين للمقاومة الفلسطينية.