الثلاثاء 18 آذار , 2025 03:20

القائد محمد السنوار: الرجل الظل في كتائب القسام

محمد السنوار

يعدّ القائد العسكري محمد السنوار، الشقيق الأصغر للشهيد القائد يحيى السنوار، أحد أبرز القادة في حركة حماس وفي كتائب عز الدين القسام، خاصة بعد استشهاد شقيقه في تشرين الأول / أكتوبر 2024.

فمحمد السنوار، البالغ من العمر 50 عامًا، هو عضو في مجلس الأركان العسكري للكتائب، وكان قائدًا للواء خان يونس. وهو من الشخصيات الغامضة في العمل المقاوم الفلسطيني، حيث لم يقضِ فترات طويلة في المعتقلات الإسرائيلية مثل شقيقه يحيى، مما جعله أقل شهرة لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

فما هي أبرز المعلومات المتداولة حول مسيرة وجهاد القائد محمد السنوار وما هو الدور الذي من الممكن له أن يؤديه في مستقبل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة؟

_محمد إبراهيم حسن السنوار وكُنيته أبو إبراهيم. من مواليد الـ 16 من أيلول / سبتمبر 1975 في مخيم خان يونس، لأسرة فلسطينية لاجئة منذ العام 1948 من بلدة مجدل عسقلان.

_تلقى تعليمه الأساسي في مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

_التحق بصفوف حركة حماس منذ نشأتها في العام 1987، وشارك في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، كما انضم لكتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية للحركة. لذلك اعتقله الكيان المؤقت حينها في سجونه لنشاطه المقاوم، كما اعتقلته السلطة الفلسطينية في التسعينيات على ذات الخلفية ضمن حملات الاعتقال السياسي. وبعد اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 ببضعة أشهر، نجح في الهرب من سجون السلطة الفلسطينية في رام الله.

_تدرج في المواقع التنظيمية في كتائب القسام، وتولى مُنذ العام 2005 منصب قائد "لواء خان يونس" واستمر بتولي هذه المسؤولية لسنواتٍ، حتى أصبح عضوًا بارزًا في هيئة أركان الكتائب المعروف باسم "المجلس العسكري".

_اتهمته إسرائيل بأنه "العقل المدبر" لعدد كبير من عمليات المقاومة الهجومية، لا سيما "عملية الوهم المتبدد" في 25 حزيران / يونيو 2006 التي تم خلالها استهداف موقع عسكري على الحدود الشرقية لمدينة رفح، والتي نجحت المقاومة فيها بأُسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وصولًا لعقد صفقة التبادل عام 2011 التي تولى الإشراف عليها بشكل مباشر.

وفي هذا السياق يتداول قول للرئيس السابق للاستخبارات المضادة في جهاز الموساد الإسرائيلي: "كان محمد دائمًا أكثر أهمية من أخيه يحيى".

_وضعته إسرائيل على رأس قائمة المطلوبين للاغتيال لها (وقد أعلن عن ذلك بوضوح وزير الحرب يؤاف غالانت بمؤتمر صحفي له)، إذ اتهمته بالتخطيط لمجموعة كبيرة من العمليات الهجومية، كما تقول إسرائيل بأنه أحد "العقول الرئيسية" لعملية طوفان الأقصى التي نُفذت في 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023. وقد نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي فيديو يُظهر القائد السنوار خلال إحدى جولاته في أنفاق المقاومة الهجومية.

غالانت يعلن بأن الشقيقين السنوار على رأس قائمة الاغتيال

_يُعرف بألقاب "رجل الظل" و"الميت الحي" لأنه لا أحد يعرف ملامحه، ولم يظهر إلا في تسجيل نادر بثته كتائب القسام عقب الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005، ثم ظهر إعلاميًا لأول مرة وذلك في 27 أيار / مايو 2022 خلال برنامج "ما خفي أعظم" على قناة الجزيرة، كما أنه لم يشارك في تشييع جنازة والده الذي تُوفي في 12 كانون الثاني / يناير 2022. ويُتداول بأنه نجا من 6 محاولات اغتيال.

_ بعد الإعلان عن استشهاد القادة محمد الضيف ومروان عيسى، بدأت التقديرات تشير الى أن القائد محمد السنوار هو الذي تولى قيادة العمليات العسكرية في غزة.

دوره المستقبلي في المقاومة

مع استمرار الصراع، يُتوقع أن يلعب محمد السنوار دورا محوريا في مستقبل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك من خلال:

_تعزيز القدرات العسكرية: من خلال تطوير التكتيكات العسكرية وتدريب المقاومين والتجهز بالقدرات والأسلحة المتناسبة مع ظروف المواجهة العسكرية.

_العمل على إعادة بناء البنية التحتية في القطاع سواء المدنية منها والعسكرية، بما في ذلك الأنفاق ومراكز التدريب.

_تعزيز التواصل والتعاون مع فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى: سيسعى السنوار إلى تعزيز العلاقات مع فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى، بهدف توحيد الصف الفلسطيني في مواجهة التحديات المشتركة.

_ تعزيز العلاقات مع جبهة المقاومة في المنطقة، الأمر الذي أظهر أهميته الكبيرة في الصراع خلال معركة طوفان الأقصى من خلال جبهات المساندة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور