الخميس 29 تموز , 2021 03:35

هل الاتفاق خدعة؟ المقاومة لن تلدغ

تدريب عسكري

بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن توقيع اتفاق بين رئيسها "جوزيف بايدن" ورئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، يُحدد فيه موعد إنهاء الوجود القتالي الأمريكي في العراق، بأواخر هذا العام. صدرت مواقف عدة للقوى العراقية، منها المرحب بالاتفاق، ومنها الحذر، ومنها غير المقتنع بتاتاً فيه، بل اعتبرته خدعة وتمويه.

لكن سواء كان هذا الاتفاق جدياً أو لم يكن، إلا أن واشنطن ستبقى عاجزة عن فرض وجودها في هذا البلد، بأي شكل كان سواءً بشكل استشاري أو عبر شركات أمنية، لأنها تعلم جيداً أنها ستبقى تحت رصد فصائل المقاومة، التي ستراقب تطبيق هذا الاتفاق، وربما تسرع من وتيرة تطبيقه عبر تنفيذ عمليات استهداف مركز لهذا الوجود (ضرب القواعد وتفجير القوافل)، بل وربما أيضاً تضيف على الاتفاق بنودها الخاصة، وتحقق الانسحاب الكامل غير المشروط.

تحويل المهمة القتالية الى استشارية: مسؤولون أمريكيون سابقون يشككون

وقد شكك العديد من المسؤولين الأمريكيين السابقين، بصحة هذا الاتفاق، معتبرين أنه لن يمثل سوى بادرة رمزية. وأبرز هؤلاء السفير الأمريكي السابق في العراق "ريان كروكر"، الذي وصف الاتفاق باللعبة الخادعة أكثر منها حقيقة. فيما استبعد مساعد وزير الخارجية للشؤون العسكرية والسياسية السابق، العميد المتقاعد مارك كيميت، أن يؤدي هذا الاتفاق إلى تغييرات على الأرض، لأن عمليات الاستطلاع بمختلف أشكالها وكل المهمات غير القتالية ستستمر، لذا فلن يكون لهذا القرار تأثير عملي كبير.

ورقة التوت

وإذا ما استبعدنا هذه التصريحات المشككة، فإن النوايا الحقيقية لأمريكا قد ظهرت جلياً، من خلال ورقة الملاحظات التي كان يمسك بها الرئيس بايدن خلال اجتماعه بالكاظمي. وتضمنت هذه الورقة جملتين:

1)مقترح الولايات المتحدة بشأن الردّ على الهجمات.

2)إيران تدرس كبح الهجمات. (أي أنها ستتفق مع فصائل المقاومة على إيقاف الهجمات مؤقتاً).

وتمثل هاتين الجملتين دليلاً على أن أمريكا تسعى بكل الوسائل، ومنها هذا الإعلان، إلى وقف عمليات المقاومة التي تستهدف قواتها. إلا أنها توحي بأن "بايدن" قد وافق على إجراءات وخيارات معينة للرد، ستكون مماثلة لما حصل في النجف منذ أيام، من استهداف لمقرات تابعة لألوية الحشد أو لفصائل المقاومة.

الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة: جاهزون

أما الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة العراقية، فقد أعلنت عبر بيان لها، أنها ستبقى على جاهزيتها الكاملة، حتى يتم الانسحاب الأمريكي الحقيقي. مؤكدة أنه سيكون لها إجراء وموقف لن تتردد فيه، إذا كان الانسحاب شكليّاً. ومتوعدةً أي طيران أجنبي في أجواء البلد بأنها ستعتبره معادياً، وستتعامل معه على هذا النحو.
وانتقدت الهيئة الاتفاق في عدة نقاط:

_ عدم تضمنه أي إشارة إلى الوضعية المستقبلية، للطيران العسكري الأمريكي في العراق. فكل الانتهاكات الأمريكية تجري عبر الجو، ولن يكون للاتفاق أي معنى، إذا ظلت الطائرات الأمريكية تستبيح أجواء العراق.

_ تبديل صفة الوجود العسكري للقوات، من قتالية إلى استشارية، تدريبية، وأمنية. ما هو إلا خداع لإبقاء الاحتلال تحت اسم مختلف.

_ كيف سيتم التحقق من تنفيذ الانسحاب، وخلو القواعد من الجنود العسكريين.

_ التشكيك بوظيفة المستشارين التي لم تكن يوماً في صالح أمن العراق، بل للتجسس وتنفيذ الاعتداءات.

 الشيخ الخزعلي: تنسيق المقاومة مع الإطار الشيعي التنسيقي أوقف العمليات

وكشف الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي بالأمس، أن إيقاف فصائل المقاومة لعملياتها، خلال زيارة الكاظمي إلى واشنطن، جاء نتيجة التنسيق بين المقاومة والإطار الشيعي التنسيقي (تجمع الكتل البرلمانية الشيعية)، الذين طلبوا هدنة مؤقتة لإنجاح زيارة الكاظمي التفاوضية الأمريكية.

وأكد الشيخ الخزعلي في كلمته على عدة أمور:

_ أن انسحاب القوات الأميركية وهمي، وأن الحكومة ادعت نجاحها بالحوار.

_ أن فصائل المقاومة لن تنخدع بالبيانات، إذا لم تكن هناك خطوات فعلية على الأرض.

 _أن عمليات المقاومة ستستمر، لحين حصول الانسحاب الفعلي للقوات الأجنبية.

_ أن التدريب الأميركي أثبت فشله، خلال فترة وجود داعش في العراق ووجود حركة طالبان في أفغانستان. لافتا إلى أنه "كلما كان العراق بعيد عن التدريب الأميركي كان أفضل، والدليل قوة الحشد الشعبي".

ومن جهة أخرى، دعا الشيخ الخزعلي الكاظمي، للتحدث بشكل صريح وعلني عن البيان الختامي، وأن يؤكد على عدم بقاء أي قواعد أميركية جوية في العراق.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور