الثلاثاء 12 تشرين أول , 2021 05:32

حقيقة اغتيال بنات... بين مراوغة السلطة وإصرار الفلسطينيين

الشهيد الفلسطيني نزار بنات

"الجريئة، القوية، الأصيلة، الواضحة في موقفها في مسألة المقاومة والقضية الفلسطينية، والشجاعة إلى حد الاستشهاد"، بهذه الكلمات وصف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله شخصية الشهيد الفلسطيني نزار بنات في كلمته أمس، كما طالب بتحقيق العدالة وكشف الحقيقة في قضيته، فيما بادرت عائلة الشهيد الى كتابة رسالة شكر وتقدير واحترام وعبّرت فيها عن مودتها الخالصة للأمين العام.   

إصرار العائلة...ومراوغة السلطة

وان سلطة محمود عباس المتهمة بالأساس باغتيال الشهيد بنات والتي يصفها النشطاء الفلسطينيون بأنها "تمارس الكثير من القمع وتتنكر عملياً للنظام الأساسي الفلسطيني، وكذلك لكافة المواثيق الدولية التي تتعلق بالحريات" لا تزال تؤجل المحاكمات في قضيته تحت كثير من الادعاءات والذرائع، كعدم حضور محامي المتهمين وغيرها... وآخرها تأجيل جلسة كانت مقررة الى الاحد المقبل من الشهر الجاري وتتبع السلطة أسلوب المراوغة والرهان على الوقت حتى ينسى الشارع الفلسطيني القضية، لكن مظاهرات فلسطينية منددة بالجريمة ومطالبة بكشف الحقائق تستمر في الضفة الغربية المحتلّة.

 بالإضافة الى ان السلطة تقتحم منزل عائلة الشهيد جنوب مدينة الخليل في الضفة  وتعتقل أفراداً منها بهدف الضغط لتراجع العائلة عن موقفها وإصرارها على الوصول الى الحقيقة.

 وكان غسان بنات (شقيق الشهيد) قد أوضح أن تهديدات تصل للعائلة وقد صدر بعد وقت قصير من تاريخ اغتيال نزار أكثر من 33 بياناً ضد العائلة وضد الشهيد، بالإضافة إلى مجموعة من وصفهم الذباب الإلكتروني الذي يهاجم العائلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن العائلة أكدت أنها تسعى لتدويل قضية نزار بنات بحيث أنها رفعت ضد السلطة الفلسطينية أمام المحاكم الأوروبية.

وصف خليل بنات (والد الشهيد) العملية بـ "جريمة اغتيال سياسي مكتملة الأركان، نفذت بأمر من قيادة السلطة في وجهيها السياسي والعسكري، ويجب اعترافها الرسمي بذلك"، " "يجب تحديد من أعطى الأمر بارتكاب الجريمة من المستويات الأول والثاني والثالث ومن شارك في التنفيذ".  

مواقف بنات الداعمة للمقاومة

وبنات ناشط سياسي معارض لسلطة محمود عباس وتنسيقها مع الاحتلال، وكان يظهر على مواقع التواصل الاجتماعي بتسجيلات مصورة وبكلمات مكتوبة ينتقد فيها هذه السلطة وسياستها، ويؤكد على موقفه الداعم للقضية الفلسطينية والرافض لكل أشكال تواجد الاحتلال على أرض فلسطين، كما يؤكد على المواقف الداعمة لمحور المقاومة على كل الساحات (الإيرانية واللبنانية واليمينة والعراقية والسورية)، ويدين ويتهم كل من يعادي هذا المحور لا سيما الكيان الإسرائيلي وبعض دول الخليج (السعودية، الامارات...). وهو كان صاحب شعار "صعّد خطابك ولا تخاف"، ومن جملة ما كتبه وعبّر عنه،

_ من فلسطين الى اليمن، الدم واحد والعدو واحد

_ الموقف الفلسطيني الشعبي، سيعبر عنه البالستي اليمني

_ "الكاره لحزب الله"، إكره كما تريد، وارفض من الحزب ما تريد، الا فكرة تشكيل قوة عربية رادعة ثم محرّرة...

_ بالنسبة لي "إسرائيل" ليست مادة للمفاضلة، هي العدو الأول، وإذ كنت تخبئ صهيونيتك وراء الأبرياء في سوريا، فانت كاذب، ثوراك في سوريا قتلوا المدنيين أكثر من النظام...

وكان بنات قد تعرّض قبل اغتياله لثماني اعتقالات من قبل أجهزة أمن السلطة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور