الأربعاء 03 تشرين ثاني , 2021 05:18

وحدة التعبئة / الجهاد الإسلامي: إقبال للشباب بالآلاف

وحدة التعبئة في سرايا القدس

 شكّلت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، منذ نشأتها إبان انتفاضة الأقصى الأولى عام 1987 نموذج العمل الموحّد بين أجهزتها السياسية والعسكرية والامنية والإدارية في سبيل الوصول الى الأهداف وتحرير كامل الأراضي الفلسطينية من كيان الاحتلال الإسرائيلي واستعادة الكرامات للشعب.

وفي مسار تطوريها لعملها ونشاطاتها أكدت الحركة على أنها مشروع شامل ومتكامل العناصر والأطراف له رؤية واضحة تُلبي الميدان أين ما استدعت الحاجة، وفي المجال الشبابي الاجتماعي استحدثت الحركة "وحدة التعبئة" في سرايا القدس

تعريف وحدة التعبئة

تعتبر وحدة التعبئة من أهم عناصر ووحدات حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس، تؤمّن البناء الفكري والتأهيلي الشامل للشباب الفلسطيني لممارسة الدور الفاعل في المجتمع، ومن أهدافها تعبئة وتنظيم صفوف الشعب الفلسطيني، وتضم من أعمار 14 سنة وحتى 30 عاماً، مفهومها الأساسي "التطوّع" وتقوم على أسس التضحية والعطاء وتمثّل "امتدادًا لحركة الجهاد الإسلامي في الوسط الجماهيري"، وشكلاً من أشكال تطور عملها في فلسطين، لتكون الإضافة المُتمّمة للعمل السياسي والعسكري للحركة. 

أفواج التعبئة بالآلاف

بدأت نشاطها الفاعل والعلني في قطاع غزّة في السنوات الأخيرة الماضية، ويقول مسؤول حركة الجهاد الإسلامي في ساحة لبنان علي أبو شاهين، في مقابلة مع الخنادق أن الوحدة "كانت تتألف في البدايات من نواة صغيرة، لكن عديدها اليوم بالآلاف، وهي تخّرج أفواج بالمئات". ومنها أفواج "مجد" في كانون الأول من العام 2021، وفوج "قدس في نيسان 2017، وفوج "فجر الأول" في شباط 2014.

 واللافت تضاعف إقبال الشباب الى التطوّع في وحدة التعبئة بعد معركة "سيف القدس" التي خاضتها فصائل المقاومة ضد كيان الاحتلال في أيار الماضي دفاعاً عن القدس ومنع المساس بالمقدّسات ولردع الاحتلال عن هجمات التهويد للأحياء وخاصة حي الشيخ جراح، بحيث ان الوحدة خرّجت أكثر من ألفي منتسب جديد الى صفوفها من معسكر "براق" في غزّة بتاريخ 30/6/2021، بعد قرابة الشهر فقط من انتهاء المعركة.

 ويؤكد الشيخ أبو شاهين ان هذا الانتساب المتزايد ما هو الا مؤشر على مزيد من الاقبال على مشروع المقاومة، ومزيداً من الايمان به وبصوابيّته كخيار أوّل وجوهري لتحقيق النتائج.

التدريبات في الوحدة

يخضع الأفراد المنتسبون الى وحدة التعبئة الى الدورات في كافة المجالات والأصعدة، من دورات ثقافية عامة ودورات دينية ودورات تنمية مهارات وعلوم لتمكينهم من القيام بالأدوار الاجتماعية المطلوبة. كما يخضع الأفراد لنوع من "التوعية السياسية" لكافة الاعمار وبحسب المستويات العلمية للتصدي لسرديات كيان الاحتلال، بالإضافة الى معسكرات للتدريب العسكري بهدف بناء الشخصية الجهادية.

أهم أدوار وحدة التعبئة

يشرح مسؤول الحركة في الساحة اللبنانية أبو شاهين ان عمل وحدة التعبئة يصبّ في المجال الخدماتي الاجتماعي، فأفرادها المتطوعون يقدمون المساهمات في المشاريع التنموية المحلية ويعملون على صناديق التكافل الاجتماعي، وشدّ أواصر التعاون الاقتصادي بين أبناء الشعب الفلسطيني للتخفيف من حدّة الازمات المفروضة بسب حصار كيان الاحتلال المتواصل على القطاع، وتؤمّن هذه الوحدة تكاليف الرعاية التعليمية من توجيه دراسي وتأمين مُنح في المدارس والجامعات وخلق الفرص التعليمية والقيام بدورات التقوية الاكاديمية.  

كما تشكّل التعبئة جسر الوصل والاتصال والتواصل بين العمل السياسي والعسكري للحركة وبين بيئتها الشعبية الحاضنة بحيث تقوم بالزيارات لعوائل الشهداء والأسرى، وتنظم وتشارك في مسيرات ووقفات الدعم والاسناد في مختلف القضايا.

بالإضافة الى ان وحدة التعبئة تُعتبر بمثابة "جيش الاحتياط"، فهي تؤمّن العديد المناسب والحاضر والمدرّب للإسناد العسكري اللازم بحسب المستجدات والتطورات لا سيما في الاعتداءات والحروب الإسرائيلية على القطاع.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور