الأربعاء 12 كانون الثاني , 2022 04:35

ماذا تريد طالبان من دعوة مسعود للعودة إلى أفغانستان؟

حركة طالبان

عقب سيطرة طالبان على مساحات واسعة من الأراضي الأفغانية، منتصف عام 2021، استطاعت إيران ان تجمع الأطراف المتصارعة والفاعلة في البلاد على طاولة واحدة لإجراء محادثات سلام في خطوة وصفها وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف على أنها "الخيار الأفضل للقادة والتيارات السياسية". داعياً "الشعب الأفغاني والقادة السياسيين إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن مستقبل بلادهم".

اليوم، واستكمالاً لجهودها في تقريب وجهات النظر بغية التوصل إلى حل شامل لا يستثني أحدا ً من الأطراف الفاعلة الموالية أو المعارضة لطالبان، استضافت طهران لقاءاً آخر لكنه مختلف هذه المرة. فقد التقى مسؤولون من الحركة عناصر من "جبهة المقاومة" التي يرأسها أحمد مسعود في العاصمة الإيرانية طهران في لقاء هو الأول من نوعه بين الجانبين بعد الأحداث الأخيرة.

وعن تفاصيل اللقاء فقد كشفت أوساط إعلامية أفغانية انه خلال اللقاء الذي تغيّب عنه أحمد مسعود -رئيس المعارضة الأفغانية- وترأس وفد الجبهة، أمير إسماعيل خان، " طرح وفد جبهة المقاومة على وفد طالبان خطة لتشكيل حكومة انتقالية بينما طرحت الحركة عودة قادة الجبهة إلى أفغانستان".

وفي خطوة لافتة، أعلن وزير الخارجية في حكومة طالبان أمير خان متقي انه "يمكن لأي شخص المجيء إلى أفغانستان والعيش دون قلق". مضيفاً "التقيت كلاً من إسماعيل خان وأحمد مسعود في إيران، وأكّدت لهما أن أفغانستان هي بلدهما، وأن في إمكانهما العودة إليها، وهما حرّان، ولن يتم المساس بهما، ويمكنهما العودة إلى منزليهما بكلّ أمان".

وجاء هذا الإعلان في سياق رغبة حركة طالبان احتواء كل الأطراف في البلاد وتقديم صورة أخرى عنها والمترسخة في أذهان الدول وفصلها عن الحركات الإرهابية، لبدء مرحلة سياسية جديدة بهدف نيل الثقة الدولية والاعتراف بها في المجتمع الدولي.

وهذا ما تم التطرق إليه في المحادثات التي رعتها طهران حيث اتفق المجتمعون على متابعة البحث في المشاكل والتحديات التي تواجه كابول على المستويين الداخلي والخارجي والعمل على مواجهة خطر نشوء فرع لتنظيم داعش الوهابي الإرهابي في البلاد الذي قد يستغل هذه الأزمة لاستعادة نشاطه، والذي قد يعمل أيضاً على خلق فتنة بين المذاهب قد تستفيد منها جهات خارجية خاصة الولايات المتحدة في إطار منافستها لروسيا وإيران والصين. إضافة لمنع تفرد حركة طالبان في حكم البلاد واحتوائها لكل الأطراف وتحترم كل الأطياف حتى الأقليات.

وهذا ما أكده وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان في وقت سابق حيث أكد على ان طهران "تجدد دعم تشكيل حكومة أفغانية شاملة لكل الأطراف" معتبراً ان "ضمان استقرار الأمن الداخلي وعلى الحدود مع الدول المجاورة هو من مسؤولية الحكومة المؤقتة في كابل... المشاركون في الاجتماع توافقوا على حضور ممثل عن حركة طالبان في الاجتماعات المقبلة، في حال مشاركة ممثلي كل القوميات الأفغانية الأخرى".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور