الخميس 13 كانون الثاني , 2022 05:00

لماذا مددت ألمانيا تواجدها العسكري في العراق؟

القوات الالمانية في العراق

أعلن المتحدث باسم مجلس الوزراء الألماني "ستيفن هيبيشتريت"، أن حكومة بلاده قد وافقت على تمديد مهمة القوات المسلحة التابعة لها والموجودة في العراق حتى تشرين الأول من العام الحالي 2022، على أن يتم تأكيد القرار في البوندستاغ (البرلمان الإتحادي الألماني). وأضاف "هيبيشتريت" بأنه يمكن أن يشارك في هذه القوات ما يصل إلى 500 جندي.

هذا الخبر يؤكد ما ذكر دائماً، عن دور ألماني متزايد في شؤون المنطقة، لا سيما في العراق. من خلال العديد من أوجه النشاط: العسكري، الدبلوماسي، وحتى من خلال أدوات الحرب الناعمة وعلى رأسها وسائل الإعلام. الأمر الذي يدلّ على أن المشاركة الألمانية، هي من ضمن جهود الولايات المتحدة الأمريكية في توكيل أطراف دولية، لكي ينوبوا عنها في رعاية مصالحها بالمنطقة.

أما الذريعة لهذا الحضور والتواجد، فهو ما يسمى بالمهمة الدولية لمحاربة تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، وتدريب قوات الجيش والأجهزة الأمنية العراقية.

وقد توقف نشاطهم على الصعيد العسكري مؤقتاً، بعد تصاعد التوترات في المنطقة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأمريكا، بعد قيام الأخيرة باغتيال القادة الشهداء: الفريق الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما، والتي ردت عليها الجمهورية الإسلامية بشكل أولي، عبر قصف قاعدتي عين الأسد وأربيل. وعلى إثر عملية الرد هذه، قامت الدول الأعضاء في هذا التحالف، بما فيهم ألمانيا، الى سحب جزءٍ من وحداتهم إلى قواعد في الدول المجاورة (الكويت والأردن).

المهام الألمانية في هذا التحالف

ومن خلال التدقيق في طبيعة المهام، التي أعلنت الحكومة الألمانية أنها تقوم بتنفيذها في هذه المنطقة العراق. يمكننا تلمس مدى خطورة هذا الوجود العسكري، كما يمكننا افتراض ما قد تكون عليه أهدافه الحقيقة غير المعلنة.

أما أبرز هذه المهام:

_ تزويد الحلفاء لها بإمكانات النقل جوي، من أجل "ضمان تنفيذ العمليات والتدريب بشكل مستمر"، بالإضافة الى دعمهم بطائرات التزود بالوقود في الجو. فمن يضمن ألا تدخل هذه الجهود، في إطار تنفيذ عمليات عدائية ضد شعوب المنطقة وقواها المقاومة. كما أنه من سيضمن عدم استفادة كيان الإحتلال الإسرائيلي من هذا الوجود، في تنفيذ اعتداءات أو عمليات سرية في دول عديدة، تعتبر من أكثر الدول تهديداً استراتيجياً ووجودياً له.

_ توفير رادار لمراقبة المجال الجوي، وتقوم عبر طائراتها ذات الأنواع المختلفة بمراقبة المجال الجوي وإعداد صور عن الوضع الميداني، تحت ذريعة مساعدة التحالف الدولي ضد داعش.

_ تدريب القوات المسلحة العراقية وقوات الأمن، وتقديم المشورة على المستوى الوطني في العراق. وهنا تبرز الإشكالية الرئيسية عن مدى حاجة العراق لمستشارين أمريكيين (2500 جندي كما يزعمون) وآخرين ألمان (500 جندي)، وما قد يخفى أيضاً من المستشارين التابعين للدول الأخرى، في ظل كفاءة القوات العسكرية المحلية من حشد شعبي وجيش، استطاعا خلال 3 سنوات تقريباً، من إسقاط مشروع دولة داعش.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور