الأربعاء 19 كانون الثاني , 2022 04:18

رغماً عن الأبواق الخليجية: الشيخ كوثراني ابن البيت العراقي

الشيخ محمد كوثراني

على نسق حروبهم الافتراضية التي يسعون من وراءها إلى تحقيق بعض مما عجزوا عن تحقيقه في معارك "اثبات الوجود" واستمالة الشارع العراقي لتمرير أجنداتهم المفخخة كحال المنظمات الإرهابية التي دعموها، تسعى دول خليجية لتشويه صورة مَن يقف على الضفة الأخرى من الحقيقة واتهامه بعرقلة الحل السياسي والتعامل مع "جهات خارجية". وهو الأمر الذي يتقنونه جيدا،ً كما أثبتت كل المراحل الحساسة التي شهدها العراق، خاصة مع احتلال تنظيم داعش الوهابي الإرهابي للبلاد وما تبعه من أحداث وضعت بغداد على حافة بركان معدّ للانفجار متى أرادت واشنطن ذلك مع بعض أدواتها الخليجيين في المنطقة.

طيلة الفترة الماضية، وعقب زيارة مسؤول الملف العراقي في حزب الله الشيخ محمد كوثراني إلى بغداد، شنّت الأبواق الإعلامية حملتها المعتادة وهذه المرة بسيمفونية "التدخل الخارجي في شؤون العراق" معتمدة هي نفسها على "رواية خارجية" في تصدير الاتهامات تلك. فالشيخ كوثراني هو من أبناء "البيت العراقي الأصيل" وان كره هؤلاء.

الشيخ كوثراني: مواطن يحمل الجنسية العراقية

مصدر مواكب ومطلع على عمل الشيخ محمد كوثراني يشير إلى ان الشيخ من مواليد النجف الأشرف. درس، تربّى وعاش في العراق ويحمل الجنسية العراقية بطبيعة الحال، وهو مواطن عراقي، وزوجته عراقية. مؤكداً ان "الشيخ يعرف كل أطياف الشعب العراقي عن كثب، بمختلف مكوناته وطوائفه ومرجعياته. عاش بينهم لفترات طويلة ولم يكن منعزلاً عن مشاكلهم ومتطلباتهم وتفاصيلهم اليومية. حتى أنه تحمّل معاناة الاعتقال مطلع الثمانينيات إبّان نظام صدام حسين الذي أمعن بقتل العراقيين واضطهادهم وسرقة أموالهم وممتلكاتهم".

وفي ظل اللحظات الحرجة التي مرت على البلاد طيلة الفترة الماضية خاصة فيما يتعلق باحتلال داعش للموصل وغيرها من المناطق وما تبعها من أحداث في 17 تشرين الأول عام 2019 والاشتباك السياسي الذي حصل عقب الانتخابات النيابية المبكرة التي أجرتها الحكومة الاتحادية برئاسة مصطفى الكاظمي ثم الانسحاب الأميركي من البلاد، وما خلّفه كل ذلك من تنافر بين الأفرقاء السياسيين واشتداد حدة الأجواء المشحونة بين المكونات السياسية، كان للشيخ كوثراني دوره الفاعل في تقريب وجهات النظر والاستجابة لكل طلبات الوساطة التي تقدم بها كل الأفرقاء دونما استثناء خاصة في المرحلة الأخيرة. حيث يؤكد المصدر في حديث مع موقع "الخنـادق" ان الشيخ "لا يتدخل بشؤون الدولة العراقية، وهو يعمل بشكل مستمر منذ عام 2003 على لم الشمل ضمن البيت الواحد ويبذل جهداً في رأب الصدع فيما بينهم خاصة وأنه يمتلك شخصية تفاوضية ذكية استطاع من خلالها ان يكسب ثقة جميع الأطراف التي تطلب مساعدته حيث أنه لا يرجّح كفة أحد على أحد. لم يكن كذلك سابقاً ولن يكون مستقبلاً".

وعن الهجمة التي يتعرض لها الشيخ يقول المصدر نفسه انها "ليست المرة الأولى التي يقوم هؤلاء بحملة كهذه على شخصيات فاعلة تسهم في احباط مشاريعهم الفتنوية التي تبث الحقد وتعمل على التفرقة عبر تلفيق واختلاق التهم لزعزعة الاستقرار وتجييش طرف ضد آخر. والشيخ كوثراني هو أحد هذه الشخصيات. وكلما أتى في زيارة روتينية إلى النجف -بلده ووطنه- تُشن مثل هذه الحملات عليه وتطاله شخصياً".

تكشف هذه الحملات مشاريع حقيقة تعد للعراق منذ زمن ويعاد تفعليها مع كل استحقاق جديد. ولعل وضع اسمه على لائحة العقوبات الأميركية عام 2013، والتي عادت واشنطن ورصدت مبلغ 10 ملايين دولار عام 2020 كمكافأة لمن يبلغ عن معلومات تخصه. الأمر نفسه الذي عمدت إليه السعودية حيث وضعته على لائحة العقوبات أيضاً، يُفسر سبب الهجمة المستمرة عليه وأنها مبنية على دوافع سياسية بحتة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور