السبت 10 نيسان , 2021 06:55

القوات الأميركية في العراق بين الحوار وضربات المقاومة

إنفجار عبوة ناسفة بموكب عسكري أميركي في العراق

أدت السياسة الأمريكية في العراق، منذ اغتيال الشهيدين قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس ورفاقهما في مطار بغداد، إلى غضب شعبي كبير ظهرت آثاره بوضوح، في عدة مناسبات، أولها في التشييع الجماهيري الكبير للشهداء، تبعه إقرار قانون البرلمان العراقي بإخراج الولايات المتحدة الامريكية لجنودها، ثم صُدِق على القانون شعبياً من خلال مظاهرات مليونية حاشدة، جابت المحافظات العراقية رفضاً لهذا الوجود، متعهدة القيام بالمقاومة المسلحة في حال استمراره.

واتخذ الوجود العسكري الأمريكي من عنوان الحرب على تنظيم داعش، ذريعة للبقاء دون أي جهد في إنهائها. وهدف واشنطن من الوجود، هو إبقاء العراق ساحة مضطربة، لضمان تحقيق مصالحها في المنطقة، فأعطت بعض فصائل المقاومة مهلة للحكومة العراقية، لإجراء حوار استراتيجي بين بغداد وواشنطن، تضمن فيها الأخيرة خروج قواتها سلميًا، وإلاّ فإن المقاومة سترغمها على الخروج بقوة النار ونعوش الجنود المسطحة.

المراوغة الأمريكية وبدء عمليات المقاومة

ظلت الإدارة الأميركية السابقة والحالية، تراوغ وتكرر التصريحات عقب المحادثات الثنائية أنها يوماً ما، ستسحب جنودها. متحدثةً عن اتفاق بينها وبين العراقيين، على أهميّة وجودها العسكري في البلاد، معللة بأن المهمَّة ما زالت مستمرّة ضدّ داعش، وفي نهاية المطاف ستحدد موعدًا رسميًا للخروج. الأمر الذي يدل على رغبة أمريكية في إطالة الحوار، إما لاستثمار ذلك في المفاوضات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أو لخلق معطيات جديدة كعودة مسلسل التفجيرات الإرهابية.

لذلك بدأت تظهر مجموعات مقاومة معادية لأمريكا، تحت أسماء عديدة مثل: فصيل ثأر المهندس، سرايا أولياء الدم، سرايا قاصم الجبارين، أصحاب الكهف، وفصائل المقاومة الدولية، فأعلنت وجودها عام 2020 عبر عمليات استهدفت القوات والمواقع والقواعد الأمريكية، عبر عمليات تفجير قوافل نقل، أو إطلاق صواريخ غراد وكاتيوشا.

رصد العمليات خلال شهري شباط و آذار 2021

الشهر

إعطاب رتل للدعم اللوجستي

استهداف صاروخي

شباط

22

3

آذار

29

3

 

 

الردود الأمريكية

قامت واشنطن بردود معنوية، لا أهمية لها عبر قصف مقار فارغة، كانت المقاومة العراقية تشغلها سابقاً، في مدينة البوكمال الواقعة على الحدود السورية العراقية.

هذا الرد الأمريكي الرمزي، يفسرأسبابه بعض المحللين بأنه:

_عدم رغب واشنطن بتجييش الرأي العام العراقي ضد حكومة الكاظمي.

_عدم إعطاء المبرر لقوى المقاومة العراقية باستهداف أوسع وأشمل للقوات الأمريكية.

_عدم المخاطرة باستدراجهم مجدداً إلى الفخ العراقي من قبل المقاومة.

_عدم التصعيد وجر أمريكا إلى مواجهة مفتوحة بالعراق، ستكون تكلفتها البشرية كبيرة.

_عدم المخاطرة بالتسبب بنسف إمكانيات التوافق مع إيران للعودة إلى الإتفاق النووي.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور